الجيش السوري الحر يخوض اشتباكات قوية للدفاع عن معاقله في حلب

بدأ الجيش السوري هجوماًمضاداًعلى مدينة حلب التي باتت معقلاًللجيش السوري الحر،وبحسب التقارير فإن اشتباكات هي الأعنف منذ الثورة تدور في أحياء المدينة، فيما أعلن الجيش السوري الحر وقف تقدم القوات النظامية في المدينة.


بيروت: اعلن مسؤول عسكري في الجيش السوري الحر انه تم وقف هجوم الجيش السوري النظامي الذي بداه صباح السبت لاستعادة بعض احياء مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، واكد تواصل القصف المدفعي الذي يستهدف هذه الاحياء.
واعلن قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان quot;الجيش الحر اوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرةquot;، مشيرا الى quot;تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالاضافة الى انشقاق طاقمي دبابتينquot;.

واكد العكيدي ان quot;الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية اي تقدم لا بل هي تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانيةquot;، موضحا ان quot;اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)quot;.
ولفت الى ان الوضع مساء السبت quot;كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعيةquot;.

واشار العكيدي الى ان quot;استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، اي السيطرة على حي وتنظيفه من الامن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخرquot;.
وراى انه اذا استطاع الجيش الحر quot;ان يغنم عتادا كافيا من القوات المهاجمة يمكن عندها ان نشن هجوما شاملا لتحرير حلبquot;.

وقد بدأ الجيش السوري النظامي السبت هجومه لاستعادة السيطرة على مدينة حلب التي تشهد نزوحا للأهالي من الأحياء التي تشهد معارك عنيفة مع المقاتلين المعارضين وخصوصا في جنوب وجنوب غرب المدينة، بينما بلغت حصيلة اليوم 52 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حين أعربت دول غربية، وخصوصا واشنطن وباريس، عن مخاوفها من حصول quot;مجازر جديدةquot;، اتهمت روسيا الغرب بدعم التمرد المسلح ودعت الى ممارسة الضغوط على جميع الأطراف التي قالت إنها جميعها ترتكب تجاوزات في سوريا، بينما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت مجلس الامن الى سرعة التدخل لتجنب وقوع مجازر جديدة في سوريا،
وقال هولاند في تصريح صحافي ادلى به خلال زيارة له الى مدينة مونلوزان في جنوب غرب فرنسا quot;ان دور دول مجلس الامن هو التدخل في اسرع وقت ممكنquot; لوقف اراقة الدماء في سوريا.

وأكد ناشطون في حلب صباحا بدء الهجوم. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياءquot;، مشيرا الى استقدام الجيش تعزيزات الى حي صلاح الدين الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
ولفت الى quot;استمرار القصف على أحياء صلاح الدين ومساكن هنانو من قبل القوات النظامية بالتزامن مع تحليق للطائرات الحوامة التي تستخدم رشاشاتهاquot;، مشيرا الى quot;مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة واشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور وأحياء اخرىquot;.

واشار الى quot;سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حركة نزوح، واشتباكات عنيفة في الحمدانية استمرت لنحو ساعتينquot;.
ورأى عبد الرحمن أن quot;الوضع في حلب جيّد بالنسبة إلى الثوار حتى الآن لانه على الرغم من استخدام الدبابات فان الجيش النظامي لم يحرز اي تقدم منذ الصباح ودمّرت له خمس دباباتquot;.

وأضاف انه نتيجة quot;عدم إحراز النظام أي تقدم عسكري في حلب فهناك قافلة عسكرية تتجه من الرقة الى حلبquot;.
من جانبه، افاد قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي وكالة فرانس برس ان quot;جيش النظام حاول الهجوم على صلاح الدين لكن الحمدلله فان ابطال الجيش الحر صدّوا الهجوم ودمروا ثماني آليات ومدرعاتquot;.

المعركة في حلب تعتبر نقطة تحول في الثورة
واشار العكيدي إلى quot;وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربيةquot;.
واكد ان معركة حلب quot;ستكون قاسية لغياب التكافؤ، لكن لدينا ثقة بالله ولدينا التصميمquot;.

وافاد مراسل لفرانس برس في المدينة ان حي صلاح الدين محاصر ويتعرض للقصف منذ الصباح وان نحو مئة جندي من المشاة ارسلوا الى هناك.
واضاف ان عددا كبيرا من سكان المدينة غادروها بينما يواجه الذين بقوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز.

وافاد عمر، وهو متحدث باسم ناشطين في حلب، وكالة فرانس برس ان quot;آلاف الناس خرجت الى الشوارع في حالة ذعر وسط تحليق منخفض للمروحياتquot;، وان عددا كبيرا من الاهالي quot;لجأوا الى الحدائق العامة.

واشتعلت النيران في اربعة مبان في حي صلاح الدين، في وقت تمركز المقاتلون المعارضون وبعض المقاتلين الاجانب في الشوارع وبعض الابنية خلال تصديهم لهجوم الجيش السوري النظامي.
وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان الهجوم quot;بدا الساعة الرابعة فجرا (1,00 ت غ). وبعد ثماني ساعات لا يزال القصف واطلاق النار غزيرا. هذا جنونquot;.

واضاف ان اربع طائرات مروحية كانت تطلق الصواريخ ونيران رشاشاتها، مع سقوط قذائف المدفعية والدبابات، على الحي المحاصر من كافة الجهات.
وتضم المجموعات المسلحة المعارضة مقاتلين سوريين وكذلك مقاتلين اجانب اسلاميين يقولون انهم ينضوون تحت راية quot;لواء التوحيد المجاهدينquot; وهم قادمون من الشيشان والجزائر والسويد ومن مسلمي فرنسا.

وحين كان مراسل فرانس برس يهم بإعطاء الهاتف لاحد المقاتلين لاجراء حديث معه، انقطع الخط.
كذلك تصدى المقاتلون المعارضون لهجوم شنته القوات النظامية على حي الحمدانية حيث كان يتواجد مراسل فرانس برس. وعلى الطريق شوهدت ثلاث دبابات وآليتان مدرعتان للقوات النظامية وقد دمرها مقاتلون معارضون، بالاضافة الى جثث خمسة او ستة من القوات النظامية، مقابل اربعة من المقاتلين المعارضين.

واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت مقاتلين معارضين وقد ثبتوا مدفعا رشاشا على شاحنة صغيرة حمراء اللون رشت على جانبها عبارة quot;لواء التوحيد المجاهدينquot;، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير اطلقها مقاتلون محتشدون الى جنب الطريق.

وفي فيديو آخر، تظهر بناية تحترق وتسمع اصوات اطلاق نار بالتزامن مع سماع صوت المؤذن يتلو آيات قرآنية من جامع قريب.
وشهدت المنطقة منذ الجمعة نزوحا للنساء والاطفال بشكل خاص هربا نحو مناطق أكثر امنا، في حين احتمى من فضل البقاء منهم في اقبية المنازل.

وقال مراسل فرانس برس، ان المدينة تعاني انقطاع المياه والكهرباء، في حين يتعذر الحصول على الخبز.
وقتل في حلب السبت ستة مقاتلين معارضين في حين قتل عشرة وجرح العشرات في صفوف القوات النظامية، بحسب المرصد. من جانبها، حذرت روسيا السبت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف من وقوع quot;مأساةquot; في حلب، معتبرة في الوقت نفسه انه quot;من غير الواقعيquot; تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الحكومي quot;عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب حيث يلوح خطر وقوع مأساة اخرى على ما افهم (...) فمن غير الواقعي تصور انهم (الحكومة) سيقبلون بذلكquot;.
واضاف quot;هذا ببساطة غير واقعي - ليس لاننا متمسكون بهذا النظام - ولكن ببساطة لأن هذا الامر غير ممكنquot;. وتحدث عن quot;تجاوزات ترتكبها جميع الاطراف... علينا ممارسة ضغوط على جميع هؤلاءquot;، متهما الغرب بمساعدة المعارضة المسلحة.

وترفض روسيا اتهامها بدعم نظام بشار الاسد مؤكدة انها تعتمد نهجا متوازنا. وتنتقد موسكو الغرب لانحيازه الى جانب المتمردين.
وكانت واشنطن، اعربت الجمعة عن قلقها ازاء الوضع في حلب، لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلا دوليا في ليبيا في 2011.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض quot;نحن قلقون للغاية بشأن الوضع في حلبquot;، وادان quot;الهجوم البشع الذي تنفذه قوات (الرئيس بشار) الاسد على المدنيينquot;.
والى قتلى مدينة حلب، سقط في سوريا 36 قتيلا آخرين، هم 22 مدنيا وعشرة مقاتلين معارضين، بالاضافة الى اربعة من القوات النظامية.

وفي دمشق، اشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى ان حي كفرسوسة يشهد quot;حملة دهم واعتقالات في منطقة القاري من قبل قوات الامن والشبيحةquot;.
وفي محافظة ريف دمشق، لفت المرصد الى ان قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة معضمية الشام، مشيرا الى وجود نقص في الكوادر الطبية.

واضاف ان مدينة قطنا تشهد حملة مداهمات واعتقالات من قبل القوات النظامية، لافتا الى ان بلدة عرطوز تعرّضت لقصف بقذائف الهاون والدبابات.
من جهتها، اوضحت لجان التنسيق المحلية ان داريا تتعرض الى quot;قصف عنيف يتزامن مع اغلاق قوات النظام للمشافي وصعوبة الوصول للمشافي الميدانيةquot;.

وفي حمص، قال المرصد ان احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء.
وفي حماة (وسط)، اقتحمت القوات النظامية بلدة التوينة وسط اطلاق رصاص كثيف وquot;بدأت حملة مداهمات وإحراق المنازل والتي اصبحت عملية ممنهجة حيث يتم احراق منازل النشطاء ومقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من منشقين ومدنيينquot; بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات في مدينة دير الزور (شرق) حيث يتعرض حيّا الحميدية والشيخ ياسين للقصف.

وتحدث المرصد عن quot;اشتباكات عنيفةquot; تدور بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية عند مداخل مخيم النازحين في مدينة درعا (جنوب)، وسط تعرض حي طريق السد للقصف.
واكدت وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان القوات السورية تمكنت quot;في اطار تطهيرها بعض المناطق في ريف دمشق من تحرير خبيرين ايطاليين اختطفتهما مجموعة ارهابية مسلحة في وقت سابقquot;.

وكانت الخارجية الايطالية اعلنت الاثنين انه لا تتلقى انباء عن ايطاليين يعملان لحساب مجموعة انسالدو الايطالية اوقفتهما السلطات المحلية الجمعة على الطريق بين دمشق والمطار عندما كانا يستعدان لمغادرة البلاد.