حلب: يستعد مئات من مقاتلي المعارضة السورية في حي صلاح الدين في حلب لهجوم واسع من جانب القوات النظامية، وسط اقتناع يسود كثيرين منهم بانهم سيقتلون حتما، لكنهم يرفضون الاستسلام للخوف. وقامت القوات السورية النظامية ليل الاربعاء لحوالى خمس ساعات متواصلة بدك هذا الحي الواقع جنوب شرق ثاني كبرى مدن سوريا والذي بات شبه خاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

واقام هؤلاء المقاتلون مراكز عناية صحية في الطوابق الواقعة تحت الارض في المدارس والمساجد. وتم نقل طفل في العاشرة من عمره الى احد هذه المراكز بعد اصابته بشظية قذيفة خلال نومه، الا انه ما لبث ان لفظ انفاسه بعد دقائق، بحسب المصور.

ولا تمنع القنابل المتمردين من تناول افطار رمضان معا. وخلال احد هذه الافطارات، قدموا الطعام لشابين اعينهما معصوبة وايديهما مكبلة خلف ظهريهما. ويؤكد المقاتلون الذين كانوا يحرسون هذين الشابين انهما من quot;الشبيحةquot; او الميليشيات المؤيدة للنظام. وفي وقت لاحق ليلا، تم اعدام الرجلين في الشارع برصاصة في الرأس على مراى من المصور.

ويعيش المقاتلون حال استنفار تحضيرا للوصول المرتقب لتعزيزات الجيش النظامي ولهجوم محتمل واسع النطاق. وتمت اقامة حواجز ومتاريس رملية، ووضعت حافلة في عرض احدى الطرق لاقفالها. في هذا الوقت، تحلق عدد من المروحيات فوق المناطق السكنية وتطلق نيرانها.

اما سكان الحي فيهربون بكثافة وخصوصا النساء والاطفال، وفي اغلب الاحيان على متن شاحنات صغيرة. ويطلق المقاتلين شعارات حماسية لشحذ الهمم، مع استمرار التدريبات لمواجهة الهجوم الداهم. وقام المتمردون، وتقدر اعدادهم بالمئات، بالانتظام في مجموعات مختلفة يقود كلا منها زعيم يؤدي دور القائد العسكري والديني في آن واحد.

بعض هؤلاء اجتاز مسافات طويلة للقتال في حي صلاح الدين، مثل سوري مقيم في السويد جاء لنصرة مواطنيه، او ليبي حضر quot;لتحريرquot; سوريا بعد قتاله نظام معمر القذافي في بلاده. وفي انتظار الهجوم الذي يتوقع ان يسبقه قصف عنيف مساء الخميس، يشن مقاتلو المعارضة، مستخدمين بنادق كلاشنيكوف ورشاشات وصواريخ وقنابل يدوية الصنع، هجمات محدودة على مراكز الشرطة والمخابرات.

كثر من بينهم قالوا لمصور فرانس برس انهم يشعرون باقتراب حتفهم. لكن الخوف لا يسيطر عليهم لان الامر طبيعي في رايهم. ويبقى املهم الوحيد ان يتضامن معهم مقاتلون اخرون في شمال سوريا ويصلوا في الوقت المناسب لتعزيز الدفاعات عن صلاح الدين، او لتاخير وصول القوات النظامية واضعافها عبر عمليات تخريب واشتباكات.