نيويورك: دعت الولايات المتحدة السودان وجنوب السودان الى بذل كل الجهود الممكنة من اجل التوصل الى اتفاق سلام، وذلك قبل ايام من انتهاء المهلة النهائية التي حددتها لهما الامم المتحدة.

وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس في بيان ان quot;الولايات المتحدة تدعو الطرفين الى الوفاء فورا بتعهداتهما بموجب القرار 2046quot;.

وفي هذا القرار الذي صدر في الثان من ايار/مايو الماضي امهل مجلس الامن البلدين ثلاثة اشهر، اي حتى 2 اب/اغسطس، لتسوية خلافاتهما التي لم تحل منذ استقلال جنوب السودان قبل عام مهددا بفرض عقوبات ان لم يحدث ذلك.

وهذه الخلافات التي قادت البلدين الى شفير الحرب تتعلق خصوصا بتقاسم عائدات النفط وترسيم الحدود المشتركة وقضايا تتعلق بالمواطنة.

الا ان بعض الدبلوماسيين يرون ان الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن لن تنفذ تهديدها فور انتهاء المهلة مباشرة.

ويجري البلدان مفاوضات في اديس ابابا الا انها لم تحقق اي تقدم بعد.

وقالت سوزان رايس quot;يبدو ان الاحتمالات تزداد في عدم التوصل الى اتفاق شامل على القضايا العالقةquot; قبل الثاني من اب/اغسطس.

وذكرت بان القرار ينص على quot;اتخاذ الاجراءات المناسبة التي تنص عليها المادة 41 من ميثاق الامم المتحدة اذا اقتضى الامرquot; وذلك في حال تجاوز احد البلدين او كليهما المهلة المحددة. وتجيز المادة 41 فرض عقوبات اقتصادية على اي بلد يرفض الامتثال لقرار صادر عن الامم المتحدة.

وادانت رايس quot;بشدة عملية القصف التي شنها السودان في 20 تموز/يوليوquot; على اراضي جاره ووصفت هذا الحادث بانه quot;انتهاك خطير للقرار 2046quot;.

وكان جنوب السودان اتهم جاره بقصف اراضيه في ولاية شمال بحر الغزال فيما اتهمت الخرطوم جوبا باستقبال جرحى من متمردي دارفور خلال المعارك مع القوات السودانية.

وقد اتبعت واشنطن منذ البداية موقفا متشددا حيال الخرطوم في حين يرى اعضاء اخرون في مجلس الامن انه يجب ممارسة الضغوط على البلدين.

وفي بيانها اشادت رايس بالجهود التي بذلها جنوب السودان للالتزام بتعهداته مضيفة ان quot;الولايات المتحدة تكرر في الوقت نفسه دعوة مجلس الامن الى وقف دعم المجموعات المتمردةquot;.

ومن المقرر ان يقدم الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو مبيكي الذي يقوم بدور وسيط الاتحاد الافريقي في هذا الملف تقريرا عن جهوده لمجلس الامن في 9 اب/اغسطس وهو التاريخ الذي سيعقد فيه مجلس الامن، حسب دبلوماسيين، اولى اجتماعاته لبحث العقوبات المحتملة.

وفي تلك الاثناء سيعمل المجلس على تشديد الضغوط على الخرطوم باعتماد قرار يجدد مهمة البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور المنطقة المضطربة غرب السودان.

وترغب الامم المتحدة في تكليف البعثة باجراء تحقيق حول وجود محتمل في دارفور لجيش الرب للمقاومة الامر الذي ترفضه الخرطوم.

وجيش الرب للمقاومة هو مجموعة اوغندية متمردة ترتكب اعمال عنف وحشية في اوغندا والدول الحدودية ومنها جنوب السودان.