اعتبر الأمين العام لحزب الله أن الأسد ينظر إلى quot;المقاومةquot; في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية أمن قومي عربي، رافضًا أن يجادل أحد في أن إسرائيل هُزمت عام 2000 وانتصر لبنان وتحقق إنجاز تاريخي.


الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله

بيروت: أكد الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; حسن نصرالله quot;إهتمام الحزب بالوصول الى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان حقيقةquot;، موضحًا أنه quot;لسنا في وارد مقاطعة طاولة الحوار، ولا نريد تخريبها، ولكن نرفض ان تتحول مشاركة ذاك الفريق بالحوار الى مادة ابتزاز لرئيس الجمهورية (ميشال سليمان) او الحكومة بأمور لا علاقة لها بالحوارquot;.

بيروت: رأى السيد حسن نصرالله أنه quot;إذا كان هدف الحوار جادا في التوصل إلى استراتيجية دفاعية لحماية لبنان فهذا الهدف أقدس من أي قضية أخرى، ويجب عدم تعطيله لأي سبب ولكن الهدف لم يكن ذلكquot;. معتبرا أن quot;اليوم يتم ابتزاز الدولة للعودة الى الحوار والهدف منه تطيير الحكومةquot;.

وأعلن نصرالله أنه quot;إذا عُقدت طاولة الحوار في اي وقت لن نقاطعها وبقاء الحكومة ليس مرتبطًا بانعقاد هذه الطاولة او بعدمهاquot;. موقف السيد نصرالله جاء في خلال إفطار لهيئة دعم المقاومة، حيث توجّه في مستهل كلمته الى مؤسسة الجيش وقائدها وجنودها بالتحية والتبريك لهم بهذا العيد قائلاً quot;نأمل ان يمنّ الله وان يتعاون اللبنانيون للحفاظ على هذه المؤسسة وحفظ وحدتها وتقويتها كي تقوم بالمهام الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقهاquot;.

نصرالله دعا الى أن quot;لا يجادل أحد في أن اسرائيل هُزمت العام 2000 وانتصر لبنان وتحقق انجاز تاريخي، وخرجت إسرائيل مهزومة ذليلةquot;، معتبرًا أن quot;أي كلام آخر هو كلام مجانين او حسّاد. ولا يجادل احد ايضًا في أن الفضل في هذا الانتصار بعد الله هو للمقاومة، وليس لمجتمع دولي أو لجامعة الدول العربية أو أي أحد، وهذا لا ينكره الا مكابر أو حاسد. الكل يعرف ايضا انه بعد انتصار العام ألفين لم تطلب المقاومة ان تحكم ولم تطلب سلطة ولا جزءًا من السلطة، بل اهدت النصر إلى اللبنانيين، وطالبت السلطة بان تتحمل مسؤولياتها على الحدودquot;.

وذكر بأنه بعد نصر العام 2000 برز مطلب اميركي اسرائيلي واصبح غاية وهدفا، وهو الانتهاء من المقاومة وسلاحها، باعتبار ان حزب الله كان يُعتبر الفصيل الاكبر والاساسي من المقاومة، واصبح العنوان نزع سلاح حزب الله، وهم يريدون نزع سلاح الحزب الذي يهزم اسرائيلquot;، لافتا الى أن quot;بعض القوى السياسية في لبنان تبنت هذا الهدف، واصبحت لدينا قضية، واصبحنا امام معركة سياسية جديدة ومعركة اعلامية ومعركة تفاوض ونقاش داخل لبنان وخارجه اسمها نزع سلاح المقاومةquot;.

وتابع quot;بعد العام 2000 عرضت علينا مساومات في موضوع السلاح لها علاقة بالسلطة والمال من اميركا وغيرها، ورفضنا ذلك كله لاننا نرى في وجود المقاومة ضمانا وقوة للبنان وحماية لشعبنا الذي تخلى عنه كل العالمquot;.

كما اعاد الى الأذهان أنه quot;في العام 2004 وقبل صدور القرار 1559 عُرضت على سوريا تسوية لهذا الامرquot;، متوجهًا الى قوى 14 آذار ولافتا انتباههم الى أنه quot;كان هناك تفاوض تحت الطاولة مع السوريين على رؤوسكم، وجاء حاكم عربي وقال لبشار الأسد (الرئيس السوري) اذا اردت البقاء في لبنان يمكنك ذلك والدخول الى الجنوب ايضا، ولكن الأسد قال له ما هو الثمن؟، قال له الثمن نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين، وقال له تفويض الدول يبقى لك للبقاء في لبنان. ولكن الرئيس الاسد رفض هذا العرضquot;.

وأشار السيد نصرالله الى أن quot;الأسد ينظر الى المقاومة في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية أمن قومي عربيquot;، متابعًا أن quot;وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم أوضح في العام 2004 أن صدور القرار 1559 ما هو سوى حصيلة جهود دبلوماسية طويلة ومضنية لوزارة الخارجية الاسرائيلية، ونحن امام قرار اسرائيلي وبعض القوى اللبنانية تبنت هذا القرار ومضمونهquot;.

وتابع السرد التاريخي للأحداث فأوضح أنه quot;في ذلك الحين بدأت لقاءات طويلة بيني وبين رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، ومحصلة النقاش توافق على أن سلاح المقاومة يجب ان يبقى الى اليوم الذي تنجز فيه تسوية شاملة في المنطقة، وبعد انجاز التسوية نجلس ونتفاهم ماذا سنفعل بسلاح المقاومة، وعلى هذا الاساس كنا نبني تفاهما سياسيا. وكنا نرفض ان ندخل في اي نقاش رسمي حول موضوع سلاح المقاومة، ولكن من اجل ان نطمئن اللبنانيين قدمنا تنازلاً، وقبلنا مناقشة سلاح المقاومة، وهذا الامر حصل في التفاهم مع التيار الوطني الحر في شباط/فبراير من العام 2006quot;.

وأشار الى أن quot;رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان قد دعا الى حوار وطني وعقدت اول جلسة وشاركنا فيها من دون اي تحفظ، وكان على جدولها بحث استراتيجية دفاعية. وذهبنا الى الحوار بصدق وجدية وامل بامكان التوصل الى تفاهم وطني، كما كان هناك تفاهم ضمني بيننا وبين (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري، الذي أوضح لي ان كل ما اتفقت عليه مع الوالد نكمل فيهquot;.

واستطرد quot;في طاولة الحوار حصل النقاش الى ان وصلنا الى آخر نقطة، فقال لهم بري تفضلوا، وكان معلوما اننا سنناقش الاستراتيجية الدفاعية ولكن لا احد تفضل ولا احد ناقش، وانا عرضت رؤية حزب الله للاستراتيجية الدفاعية وتكلمت بخلاصة عن العدو من هو ومقدراته وأشكال عدوانه الممكنة ونقاط قوته ونقاط ضعفهquot;.

واضاف quot;ثانيا لبنان المعتدى عليه ونقاط القوة لديه ونقاط الضعف، والانسان في لبنان من نقاط القوة، وصولا الى الخيار المتاح امامنا، وقلت اننا بحاجة إلى استراتيجية دفاعية متكاملة سياسيا وتربويا واقتصاديا، وليس فقط السلاح، عندما وصلنا الى العسكر قلنا ان هناك ركيزتين جيش قوي ومقاومة شعبية قوية وتكامل بينهما. وختمت مطالعتي بكلام لرئيس الحكومة السابق سليم الحص quot;إن القضية هي حماية البلد والمقاومة حاجة ضرورية ملحة للحماية، والمشكلة ان سلاح المقاومة منحصر بفئة واحدة من اللبنانيين، نريد جيشا قويا ومقاومة وتنسيقا بين الجيش والمقاومة في حده الأعلى، لا تكون فيه المقاومة تحت إمرة الجيش، واذا وصلت الى حد الامرة ينتهي الجيش. وانتهيت من مطالعتي بالحوار، وقال بري تفضلوا وعقبوا، فقال (رئيس جبهة النضال الوطني) النائب وليد جنبلاط كلاما مهما، ويحتاج تفكيرًا ولتُرفع الجلسة، عرضنا رؤيتنا بوضوح وبشكل علمي ومتين لاستراتيجية الدفاع الوطني وسمعوها وسُجلت، حزب الله قدم استراتيجيته على طاولة الحوار وللشعب اللبناني وكل كلام عن اننا لا نريد تقديم الاستراتيجية الدفاعية هو وقاحةquot;.

وزاد quot;قلت على طاولة الحوار ان المقاومة تستطيع إلحاق الهزيمة بالعدو بأي حرب برية وهذا ما حصل في حرب تموز، انتهت الحرب الى اعتراف اسرائيلي واضح بالهزيمة وانكار ممن راهن على الحرب حول الهزيمة. وحصلت احداث في الداخل الى ان كانت الدوحة وانتخاب رئيس جديد ودعا الرئيس ميشال سليمان الى طاولة حوار موضوعها الوحيد الاستراتيجية الدفاعية واستجبنا للدعوة من دون شروطquot;، لافتا الى ان quot;ورقة حزب الله للاستراتيجية الدفاعية لم تناقش حتى هذه اللحظة، والمطلوب ليس النقاش، بل هناك امر واحد مطلوب من العام 2000 طالما هناك التزام مع الغرب وهو نزع سلاح المقاومةquot;.

ورأى نصرالله أن quot;النقاش على طاولة الحوار لم يكن يهدف لحماية لبنان، بل أخذ الفريق الآخر قرارا بضرورة تسليمه السلاح، 14 آذار لم يجلسوا على طاولة الحوار لبحث كيفية حماية لبنان، بل هناك موضوع واحد ان اميركا تريد السلاح واعطوها اياه. وقد قُدمت أوراق من بعض قوى 14 آذار لا تستند الى تجارب ولا رد على استراتيجيتنا وفيها شيء واحد اعطوا السلاح للجيشquot;.

وأوضح أن quot;أحد قادة 14 آذار قال قبل ايام لا تتعبوا انفسكم بمناقشة الاستراتيجية، بل ان نظام الأسد سيسقط وسيسلم حزب الله سلاحه، اذاً الهدف هو سلاح حزب اللهquot;.

ولفت الى ان quot;البعض يقول ان هناك حلين، هل النظام السياسي والدولة جاهزة لتأخذ قرارًا بتجهيز الجيش من ايران التي هي مستعدة لذلك؟ لدينا نظام سياسي يخاف من الاميركيين، اذا سلمنا سلاح المقاومة للجيش أين سيضع الجيش هذا السلاح والصواريخ؟، معتبرا أن quot;من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش. فطلبهم بتسليم سلاح المقاومة للجيش ليس هدفه حماية لبنان، بل التخلص من سلاح المقاومةquot;.

ورأى أن quot;الذي يحمي لبنان اليوم هو توازن ردع ورعب مع اسرائيل، اي كما يخاف لبنان من اسرائيل كذلك هي خائفة من لبنانquot;، شارحًا أن quot;ما يقيم توازن الردع خشية اسرائيل ممن يملك السلاح، في اللحظة التي يصبح فيها السلاح تحت إمرة الدولة يفقد قوته في الردع والاميركي يمكنه حينها ان يطلب من المسؤولين عدم الرد على اي اعتداء اسرائيلي، لأن هذا نظامنا وآليات اتخاذ القرار في النظام معطلة، وبالتالي يمكن للاسرائيلي ان يستبيحنا. في توازن الردع يجب ان يبقى العدو خائفاquot;، معتبرا أن quot;الاستراتيجية المناسبة حاليا وجود جيش قوي ومقاومة قوية ووجود تناغم وتنسيق بينهماquot;.

وأوضح أن quot;الحديث عن استراتيجية التحرير ليس جديدا، واقول اننا نحتاج استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع. فمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من مزارع شبعا تحت الاحتلال وهذه الاراضي بحاجة الى تحرير، الموضوع هو سيادي والا يقولون ان السيادة لا تتجزأ؟ اساسا عندما كان الشريط الحدودي محتلا، وكان يُعتدى على بقية الجنوب من كل الطوائف، كانت هناك قوى سياسية لا يعني لها الشريط الحدودي شيئا.
وتابع quot;نحتاج الى استراتيجية تحرير ونطالب طاولة الحوار بوضع استراتيجية تحرير كما تضع استراتيجية دفاع. واذا الدولة ارادت ان لا تضع هكذا استراتيجية من حق اهل الجنوب واي لبناني ان يقول ان هناك ارضًا محتلة، ونحن سنقوم بالواجب. فتخلي الدولة عن وضع استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعبquot;.

وزاد في هذا الإطار quot;نقاش استراتيجية تحرير يؤدي الى تثبيت المقاومة، ولذلك لا يريدون وضع هكذا استراتيجية، فالمقاومة اليوم باتت تمثل كل هذا التراث والتضحيات الجسام لشعبنا واهلنا ومقاومتنا والجيش اللبناني وكل الشعب، وبالتالي نحن الذين انطلقنا في هذه المقاومة لسنا عبدة سلاح ولا اراضي ولا كيانات، بل نحن عبدة الله، لكن الله عندما خلقنا فطرنا على الشرف والعزة، ورفض لنا بالفطرة ان نعيش اذلاء، وان يحتل احد ارضنا. نرفض ان يقارب هذا الموضوع من ناحية السلاح، نقبل ونتعاون ونناقش ونحرص ان نصل الى نتيجة عندما يكون أفرقاء الحوار يريدون بجد كرامة لبنان ومصلحته واعراض اللبنانيين وكرامتهمquot;.