تحدث النائب اللبناني جمال الجراح عن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقال إنه كان غير متوقع وبنبرة عالية، وهو امر طبيعي اذا ما نظرنا الى تأزم الوضع السوري، ونفى المقولة التي أشار اليها معظم فريق الاكثرية إلى ان مهرجان البيال غابت عنه الروح الحريرية.


بيروت: يؤكد النائب جمال الجراح ( تيار المستقبل) في حديثه لإيلاف ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان غير متوقع بعد خطاب الرئيس سعد الحريري في البيال، والطروحات الايجابية والموضوعية التي تقدم بها الحريري حول موضوع الازمات الداخلية، ومحاولة عزل الازمة السورية عن الموضوع الداخلي، والولوج إلى حوار يؤدي الى تفاهم على المواضيع الداخلية، فأتى الجواب سريعًا برفض ذلك، ورفض اليد الممدودة، بتأثير الواقع اللبناني بما وراء الموضوع الإقليمي، والسلاح.

عن نبرة نصرالله العالية، يقول الجراح إن القوى المرتبطة بسوريا اليوم وايران تعيش حالة أزمة نتيجة ما يجري في المنطقة والأوضاع السورية المتفجرة، وازمة النظام السوري أصبحت عميقة وكبيرة، وليس لها افق للحل الا بسقوط هذا النظام، من هنا نرى أن الردّ المتوتر والعالي النبرة يعكس هذه الازمة وهذا المأزق الذي يعيشه النظام السوري، لكن رغم الازمة السورية والنظام الذي هو حليف استراتيجي لإيران، كان بامكان السيد حسن في الموضوع الداخلي اللبناني، وبظل الانقسام الحاد فيه، ان يكون ايجابيًا ويسعى إلى ايجاد حلول تحفظ لبنان، ووحدته، وتمنع الفتنة، وتقارب بجدية الاسباب الخلافية.

هل ترى ان نصرالله من خلال خطابه الاخير نأى بنفسه عن المحكمة الدولية؟ يجيب الجراح:quot; برأيي حتى لو لم يذكر هذا الامر في خطابه، لكنه وحكومته مررا الاتفاقية مع المحكمة الدولية من دون ضجة او إعلام، وتجنَّب الحديث حتى لا يحرج نفسه، اذ كيف يمر تمديد المحكمة الدولية من دون اي تعليق، وكفريق 8 آذار/مارس وحزب الله تحديدًا أسقطا حكومة سعد الحريري تحت هذه العناوين.

عن الحديث عن تمويل ايران لحزب الله، فيقول الجراح انه بذلك يتوجه (نصرالله) إلى جماهيره بهذا الخطاب، ان كل ما ترونه من مكاسب هو من ايران، ورغم ذلك ايران ليست من تقرر بل انا ( نصرالله) اذا ما تعرضت ايران الى اعتداء او ضرب فسنساعد، لان لايران دين علينا، وعلى الطائفة الشيعية، واذا تعرضت ايران، وقمنا بفتح جبهة الجنوب مع اسرائيل نكون نؤدي واجبنا تجاه من وقف بجانبنا ومن موّلنا، وهنا مشكلة تقديم الاعتبارات الإقليمية على مصلحة لبنان وقضاياه، وإعطاء دور لنفسه، ان يقرر عن لبنان وشعبه وحكومته وحيدًا لانه تلقى المال من ايران.

عن ترحيب نائب الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بدعوة نصرالله الى الحوار متمنيًا وقوفه الى جانب الشعب السوري يقول الجراح:quot; بالتأكيد حركات التحرر والمقاومة من البديهي ان تكون إلى جانب الشعوب، وبخاصة عندما يطالب الشعب بحريته وكرامته، وبالديمقراطية والتعددية والنظام الديمقراطي وكف اليد الأمنية والعسكرية عن رقاب الناس، فحركات التحرر عادة تقف الى جانب الشعوب والمظلوم، وطلب حزب الله عدم الظلم في الفكر الجهادي الشيعي عامة وحزب الله خاصة، فكيف يقف الى جانب القاتل ومن يقتل شعبه، فهناك تناقض في المبدأ بين المسميات والمعتقدات الفكرية والممارسة اليومية.

ماذا عن المصارحة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون هل تصب لصالح الحكومة؟ يجيب الجراح:quot; اعتقد ان الحكومة شكلت ازمة بين فريق 8 آذار/مارس، أداء وتفاهمًا وإنجازًا، وكل المصطلحات السياسية تتناقض بوجود هكذا حكومة، فعندما قالوا سننتج حكومة من لون واحد قادرة على ادارة شؤون البلاد، واعطاء نموذج آخر للحكم، قال السيد نصرالله انهم قادرون على حكم بلد 10 مرات اكبر من لبنان، واضح انه ليس هناك اتفاق في الرؤيا والممارسة والتوجه والمصالح في اي محطة من محطات العمل الحكومي، واذا راقبنا عمل الحكومة لا نجد سوى صفقات، ونهب للمال العام، فصار الخلاف على الحصص اكثر مما هو منطلقات لأداء حكومة. وحتى نصرالله لمح لهذا الآداء في خطابه، وحتى محاولات بري الآن لن تؤدي الى نتائج حاسمة ممكن ان تصلح موقتًا لحين الحضور على طاولة ملف الوزراء ملفات اخرى ساخنة لتعود الانقسامات مجددًا.

كيف ترد على الذين اعتبروا ان مهرجان البيال لم يلحظ اهم شيء اي الروح الحريرية؟ يقول الجراح:quot; بالعكس مهرجان البيال كان يجسد افكار وتطلعات الرئيس رفيق الحريري للبنان، وعنوانها الكبير في هذه المرحلة مشروع الدولة، وقوى 14 آذار/مارس وتيار المستقبل تحديدًا لديهم قناعة بضرورة عدم وجود السلاح مع الحوار حول هذه المسألة وكيف نبني الدولة القادرة على ان تحمي الجميع وحل الخلافات، ولكن للاسف الجواب اتى سريعًا.