عطلة عيد الفطر في العراق 9 أيام

فوجئ العراقيون ببيان حكومي يمدد عطلة عيد الفطر إلى تسعة أيام، الامر الذي يحول المدن العراقية خاصة العاصمة إلى مدن خالية من الخدمات ناهيك عن الملل الذي يؤطر حياة العراقيين حتى من دون عطل.


يعيش العراق حاليًا واحدة من اطول العطلات الرسمية لمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وهي اطول العطلات في العالم، اذ إن المؤسسات الحكومية تتعطل تمامًا وتغيب الصحف عن الاصدار، فيما العديد من شرائح المجتمع التي يعيش ابناؤها على الاجور اليومية تجد انفسها في حالة يرثى لها، بل أن الادهى أن المشاكل الاسرية تكثر للملل الكبير الذي يصيب الجميع من الوقت الفائض.

على الرغم من فرحة العيد التي يحتاجها العراقيون للتصافي وانهاء الخلافات وتوسيع دائرة المحبة والمودة والاهتمام بالزيارات بين الاهل والاصدقاء، الا أنهم يرون ان طول مدة هذه العطلة خطأ كبير يتمنون من الدولة أن تتفاداه لأسباب كثيرة، فالحياة سوف تتعطل في اجزاء كبيرة منها، فضلاً عن أن الكثير من الناس يعيشون على كسب يومي لقوتهم، بل أن هناك الكثيرين يشعرون بالملل لاسيما أن بغداد تتحول في اغلب اوقات هذه العطلة الى مدينة خالية لاسيما مع الجو الذي ما زال يبعث درجات حرارته الساخنة، فليس هنالك من مزاج رائق للخروج من البيت والذهاب الى أي مكان عام لأن الامكنة ستكون مغلقة أو بلا حركة، ما عدا مدن الالعاب خلال ايام العيد، ولكن ما بعدها سيعم السكون وتصبح الشوارع العامة ساحات للصغار لممارسة لعبة كرة القدم.

فقد أعلن مجلس الوزراء العراقي عن تمديد عطلة عيد الفطرالمبارك الى مدة 9 ايام تبدأ من الجمعة 17 آب/ اغسطس الى الاحد الرابع والعشرين من الشهر ذاته حيث أن السبت عطلة رسمية في العراق.

وحول اذا ما كانت العطلة تؤثر على الوضع الاقتصادي للعراق والناس، قال الدكتور علي الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية: هناك خبر ملفق منشور عني بأن عطلة العيد لا توثر بالاقتصاد العراقي، وهذا غير صحيح، وأؤكد بأن عدد ايام تعطيل الدوام الذي زاد عن الوضع الطبيعي يؤثر تأثيرًا مباشرًا ويعطل مصالح الناس ومعاملاتهم ومصالحهم.

ويعلق المواطن رعد سعدي قائلا: طويلة هي العطلة طبعاً، تسعة ايام كثيرة جدًا، وتصبح اكثر مللاً وكآبة، لا اريد أن اتحدث بالوطنية واقول لك إن مصالح الناس تتعطل، بل انا ارى أن الحياة بشكل عام تتعطل، والمشاكل تكثر بسبب عدم وجود شغل شاغل وتزايد الاحساس بالملل واحيانًا تصعد الكآبة عند البعض للوقت الزائد لديهم وبسبب الكسل، فليس بمقدوري أن اذهب من مدينة البياع الى الكرادة لأنني اعتقد انني لن اجد ما استمتع به مثل الايام العادية، فليس هناك انشغال سوى حل مشاكل الاولاد والاكل، وبالتأكيد العطلة هذه تؤثر على الاقتصاد العراقي ولا تخدم البلد.

أما فرزدق ابراهيم فقال: بلا شك أن العطلة اطول من المعتاد ولكننا في العراق اعتدنا على هكذا عطل، ربما لأن الظروف التي يمر بها البلد وطبيعة مكوناته تحتم على الحكومة هذه العطل الطويلة.

فيما قال علي الحلي: عطلة العيد يجب أن تكون ثلاثة ايام، شاء من شاء وابى من ابى، وبعدها سيبدأ الدوام الرسمي لان هناك الكثير من الامور ستعطل مع عطلة العيد وخصوصًا دوائر الدولة ومعاملات المواطنين، بل أن الكثير من المواطنين يستندون في معيشتهم الى ما يحصلون عليه من عمل يومي، وهذا يجب أن تراعيه الحكومة.

ويقول ابو شاكر، بائع صحف متجول: نتمنى من الله ان يكون العيد باب رحمة وسعادة وخير لجميع الناس في العالم، ولكن العطلة هي اكثر شيء يؤذينا نحن الكسبة، انا عيشي على ما ابيعه من الصحف اليومية، وما دامت الصحف متعطلة لمدة اسبوع فمن اين اكل واشرب ؟، يعني سأبقى مقطوع الرزق الى ما بعد العطلة، وهذه بالنسبة لي مشكلة كبيرة، بل انني طول الوقت اتعارك مع زوجتي واولادي لانني لا اجد شيئًا اعمله، يا اخي.. هل من المعقول ان تظل دولة في العالم بلا صحف لمدة اسبوع ؟.

ويقول الكاتب محمود موسى: من مفارقات العراق الجديد ظاهرة العطل الاسبوعية والعطلات العشرية التي قد تصل الى عشرة أيام وعلى طريقة وعقلية (مكرمة السيد الرئيس) , دون الاهتمام بالأضرار التي تلحق بالاقتصاد العراقي وتوقف الحياة بحجة العطلة، والحقيقة أن هذه العطل الممنوحة مجانًا ماهي الا (حظر تجوال) بطريقة مقنعةوقد شهدناها بوضوح أيام انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، وهي محاولة للتغطية عن عجز الاجهزة الامنية والجيش لحفظ الامن والنظام في ظل ظروف غير طبيعية، والمسؤولية تقع على عاتق وزارة التخطيط فهي وحدها تعرف كم يكلف يوم العطلة الواحد من خسائر للاقتصاد وبالارقام بدلاً من هذا الصمت عن أضرار العطل المرتجلة والعطل الدينية، ومن المعروف أن هناك قانونًا للعطل الرسمية مازال معطلاً ومؤجلاً لأنه قانون ينظم العطل الرسمية بشكل واضح بدلاً من ارتجال العطل بشكل مفاجىء يربك حياة المواطن ويجعلها حياة عاطلة ومعطلة.

أما الكاتب والمحلل السياسي علي رستم، فقال: العطل يستفيد منها الموظف الذي يأخذ راتباً ويكلف الدولة 70%من ميزانيتها بين كتابنا وكتابكم والحكومة ترتاح وتسد بابها نصف سنة عطلات وتبتعد عن شكاوى مواطنيها، لا ادري كيف الحكومة تدير امورها وكل الرقابة تأكل وتنام، هي هذه المؤسسات التي تشكل الدولة الحديثة، ومن الغريب أن نجد أن الصحف تخلد للكسل هي الأخرى وتنام نومة طويلة، وهذا طبعًا هو ذات الاهمال للزمن وعدم احترامه، سبب اول هو خسارة الوقت والانتاج وثانيًا كسل الصحافي في البحث والوصول الى معلومته لأن البلد معطل نصف شهر والاضرار النفسية في تعطل العمل الصحافي، ويبدو أن هذا يحدث في العراق لأنه لا تعنيه الصحافة الورقية، فالفضائيات توفر له معلومة اخبارية ترضيه لان كل وسائل الاعلام لاتقدم له الحقائق الا وفق سياستها، اما الصحف اساسا فهو غير مهتم بها، افضل صحيفة تطبع 5 آلاف نسخة، وانت تعرف الصفحة الاولى تتشابه في خبرين أو ثلاثة وتقريبًا نفس المعالجة ونفس المصدر، فلو كانت الصحف تنقل الحقيقة لما توقفت ولكنت وجدت حتى صحافة مسائية.