هل يصمد الرئيس غناسينغبي في وجه إضراب النساء عن الجنس؟

أثبت إضراب النساء عن الجنس فعاليته في ليبيريا عام 2003 وقيل إنه أحد العوامل التي ساعدت على إطاحة دكتاتور البلاد تشارلز تيلر. والآن تقول جماعة نسوية في توغو إنهن يوظفن السلاح نفسه من أجل إجبار الرئيس فور غناسينغبي على تقديم استقالته.


لندن: لا حديث في توغو الآن غير إعلان جماعة نسوية ناشطة في مجال الحقوق المدنية أن أعضاءها بدأن يوم الاثنين إضرابًا عن الجنس يدوم أسبوعًا من أجل إجبار رئيس البلاد، فور غناسينغبي، على تقديم استقالته في أقرب وقت ممكن. ويذكر هنا أن أحزاب المعارضة نفسها شكت، مع تأييدها لمبدأ الاحتجاج، من أن فترة أسبوع laquo;أطول من اللازمraquo;!

وفي تصريحات نقلتها الصحافة البريطانية قالت إيزابيل أميغانفي، رئيسة الجناح النسوي في تنظيم laquo;فلننقذ توغوraquo;، إنها تدعو سائر نساء البلاد للإضراب عن الجنس laquo;لأن هذه هي السبيل الفضلى لتحريك أزواجهن من أجل إزاحة الرئيسraquo;.

وقالت هذه المحامية خلال مظاهرة لجماعتها في العاصمة التوغولية لومي يوم السبت إنهن يمشين على خطى نساء ليبيريا اللواتي وظفن سلاح الإضراب الجنسي في 2003 (خلال حملتهن الفعّالة من أجل إحلال السلام بالبلاد المضطربة نتيجة سنوات من حكم الرئيس تشارلز تيلر).
وأضافت قولها: laquo;لدينا العديد من الوسائل التي ترغم الرجال على فهم ما تبتغيه النساء في توغو، والإضراب عن الجنس واحدة منها. وإذا أصر هؤلاء الرجال على رفض الاستماع لما نقول، فلدينا وسائل أخرى نوظفها لهذا الغرضraquo;.

وكانت مظاهرة السبت تلك جزءاً من تحرك نسائي واسع النطاق يهدف الى الاحتجاج على ما يسمى laquo;الإصلاح الانتخابيraquo;. وترى النساء أن هذا تكتيك حكومي يسهّل على الرئيس غناسينغبي الفوز بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. وانتهت المظاهرة بدون حوادث، على عكس أخرى كانت قد نظمت في وقت سابق من الشهر الحالي وتصدت لها قوات الأمن بعنف وفرقت المشاركات فيها بالقوة واعتقلت ما يزيد عن مائة منهن.

يذكر أن غناسينغبي ورث السلطة في 2005 في أعقاب وفاة أبيه غناسينغبي إياديما الذي ظل يحكم هذه الدولة في غرب أفريقيا (7 ملايين نسمة) لما يربو على 38 عامًا. ولم تصدر أي ردة فعل عن الرئيس فور غناسينغبي على تهديد النساء بالامتناع عن الجنس، ولاحظت الصحف التي تداولت الخبر أن عقيلته، السيدة الأولى، التزمت الصمت التام حيال الأمر أيضًا.

وقالت ناشطة أخرى تدعى عبلة تاميكلوي إن النساء سيشهرن سلاح الإضراب عن الجنس أيضاً الى حين الإفراج عن المعتقلين السياسيين. وقالت: laquo;نعتقد أن الرئيس سيضطر للاستجابة لمطالبنا في هذا الشأن. فالامتناع عن الجنس مثل الصيام عن الأكل والشرب كما أمرنا به الدين، والله يستجيب لدعاء الصائمraquo;.

نساء جماعة laquo;فلننقذ توغوraquo; خلال مظاهرتهن في العاصمة السبت


وسئلت عبلة عن موقف زوجها من قرارها الإضراب عن الجنس فقالت: laquo;مثلما أن لا خيار لي في المسألة، فهو أيضًا لا خيار له. وبالنسبة لي فالأمر سهل على نحو ما، لكني لا أعلم ما إن كان زوجي سيقبل به. عليَّ أن أشرح له أن الهدف من وراء كل هذا نبيل، وأن عليه تحمّل الوضع الى أن نحقق أهدافنا من أجل الوطنraquo;.

ويبدو أن الإضراب عن الجنس سلاح ماض حقًا. فرغم استصغار فعاليته في إزاحة الرئيس حتى من جانب التكتلات السياسية وجماعات حقوق الإنسان، تشي التعليقات حوله بالهلع الرجالي إزاءه. وعلى سبيل المثال فقد صرّح الناطق الرسمي باسم laquo;التحالف القومي من أجل التغييرraquo;، وهو مظلة تنضوي تحتها مجموعة من أحزاب المعارضة، إن التحالف laquo;يدعم الإضراب لكنه يعتقد أن سبعة أيام فترة طويلة يجب أن تُختصر إلى يومين لا أكثرraquo;، فأثار بهذا عاصفة من الضحك وسط الحضور.