عبدالاله مجيد: ظهرت اتهامات جديدة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية باستخدام الايهام بالغرق في الاستجواب، على النقيض من اقوال السلطات الاميركية بأن ثلاثة اشخاص فقط أُخضعوا لهذه الممارسة التي تُعد شكلا من اشكال التعذيب.

وأطلق الاتهامات الجديدة معارضون ليبيون سابقون اعتقله الاميركيون وسلموهم الى معمر القذافي في منتصف العقد الماضي عندما كانت واشنطن تغازل دكتاتور ليبيا السابق. وردت الاتهامات في تقرير لمنظمة هيومن رايتس الحقوقية التي قابلت 14 سجينا سابقا بعد سقوط القذافي غالبيتهم ينتمون الى الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة التي عملت من اجل اساقط نظام القذافي 20 عاما.

وقال اثنان من الذين قالبتهم منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان انهم أُخضعوا لأساليب في الاستجواب مماثلة لحالات سابقة استُخدمت فيها طريقة الايهام بالغرق. وقال محمد الشروعية انه بعد القاء القبض عليه في مدينة بشاور الباكستانية عام 2003 نُقل جوا لمدة نصف ساعة الى مكان توصل فيما بعد الى انه في افغانستان.

وقال الشروعي انه وضع على لوح يدور 360 درجة. وبعد تغطية رأسه كانوا quot;يبدأون بصب الماء الى ان تشعر بأنك تختنقquot;. وحين سُئل كم مر تعرض الى هذه العملية قال quot;كثيرا...حدثت عدة مرات.... يصبون دلاء من الماء على كل جسمكquot;.

وقال خالد الشريف الذي اعتقل مع الشروعية quot;كانوا يخضعونني لنوع مختلف من التعذيب كل يوم. وكانوا احيانا يستخدمون الماء واحيانا أخرى لا يستخدمونه.... احيانا كانوا يعرونني من الملابس واحيانا يبقونني بملابسيquot;.

وأكد الشريف الذي يتولى الآن قيادة جهاز الحرس الوطني الليبي انه سُجن عامين في مركزي اعتقال مختلفين كانت وكالة المخابرات المركزية الاميركية تديرهما في افغانستان. ونفى الشروعية والشريف باستمرار انتماءهما الى تنظيم القاعدة ولم يتهمهما الاميركيون قط بالتعاطف معه.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن لورا بيتر المستشارة في منظمة هيومن رايتس ووتش التي اعدت تقرير المنظمة quot;ان الولايات المتحدة لم تسلم الى القذافي اعداءه على طبق من الفضة فحسب بل يبدو ان وكالة المخابرات المركزية قامت بتعذي العددي منهم اولاquot;.

واضافت بيتر ان نطاق الانتهاكات التي ارتكبتها ادارة بوش يبدو أوسع مما جرى الاعتراف به في السابق ويؤكد أهمية فتح تحقيق شامل في ما حدث. وقالت منظم هيومن رايتس ووتش ان تقريرها يبين ان بريطانيا وعدة دول اخرى كانت متواطئة في مد يد المساعدة ضد اعداء العقيد القذافي.

وعُثر على وثائق استخباراتية في طرابلس تسند اقوال عبد الحكيم بلحاج القيادي السابق في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة الذي قام بدور متميز في اسقاط القذافي، والقيادي الآخر في الجماعة سامي مصطفى الساعدي. وكانت الحكومة الاميركية أكدت ان ثلاثة فقط من قياديي تنظيم القاعدة أُخضعوا لاسلوب الايهام بالغرق.

ومنع الرئيس باراك اوباما بعد توليه الرئاسة استخدام هذا الاسلوب في الاستجواب وأمر بفتح تحقيق في كل اساليب الاستجواب القاسية. وخلص التحقيق الى التوصية بملاحقة مسؤولين في وكالة المخابرات المركزية قضائيا. ولكن وزير العدل الاميركي اريك هولدر اعلن الاسبوع الماضي ان لا أحد سيُلاحق قضائيا بسبب موت سجين في افغانستان عام 2002 وآخر في العراق عام 2003.