بعدما كشفت يوم أمس جماعات سورية معارضة عن أن الاشتباكات المشتعلة بين الجيش السوري والثوار المقاتلين أدت إلى حدوث انفجار في أنبوب رئيس يوصل مياه الشرب إلى مئات الآلاف من السكان في مدينة حلب، أشارت وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.2 مليون سوري مازالوا داخل البلاد، نصفهم من الأطفال، قد تم تشريدهم من منازلهم، جراء تصاعد وتيرة الأحداث هناك.


مسلحون ينتمون إلى صفوف المعارضة السورية في حلب

أشرف أبوجلالة: أوضحت وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الناشطة في سوريا طوال فترات الصراع، أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة هناك قد تضاعف منذ تموز/ يوليو الماضي، ليصل إلى 2.5 مليون شخص، من إجمالي عدد سكان سوريا، الذي يقدر بحوالى 21 مليون نسمة، وذلك بعيداً عن الـ 250 ألف لاجئ، الذين فرّوا للعيش في مخيمات في دول الجوار.

رأت في هذا السياق صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن ذلك النقص المفاجئ في المياه في مدينة حلب هو أحدث صعوبة في تلك الأزمة الإنسانية الحادة التي تعيشها بالفعل أكبر المدن السورية، والتي نجمت من استمرار أعمال القتال هناك منذ أكثر من شهر وتواصل الهجمات الجوية على مدار أسابيع.

وقال شاهد عيان وجماعتان معارضتان إن القصف المكثف من جانب المروحيات السورية قد تسبب على ما يبدو في تفجير أنبوب المياه، فيما حمّل مسؤول سوري الثوار المقاتلين مسؤولية ذلك.

وأشارت جماعات المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية إلى أن المياه تسرّبت نتيجة لذلك إلى أحياء الميدان وبستان الباشا. وقام الناشطون بتوزيع مقاطع مصورة لمياه بنية اللون وهي تغرق الطبقات السفلية، والناس ينزحون، وهم يمسكون بالأطفال أو بالأسلحة في أياديهم.

وقال ماجد عبد النور، أحد ناشطي المعارضة، الذي حاورته الصحيفة على الإنترنت، إن إحدى كتائب الثوار حاولت قطع إمدادات المياه والطعام عن مجموعة من الجنود في داخل المدينة.

وأشار إلى أن الكتيبة حاصرت إحدى المباني الأمنية في حي الميدان، وحاولت منع وصول الأطعمة والمياه والذخيرة إلى الجنود الموجودين في الداخل. وعاود عبد النور ليقول إن القصف الذي استهدف أنبوب المياه كان بهدف تحرير المبنى وإنقاذ الجنود.

وبعدما قال الثوار إنهم نجحوا في فرض سيطرتهم على مبني عسكري في أحد أحياء مدينة حلب، عاودوا يوم أمس السبت ليقولوا إن المعركة لا تزال جارية هناك، في الوقت الذي مازالت فيه أجزاء من ذلك المبنى تخضع لسيطرة وهيمنة الحكومة.

تفجير أنبوب رئيس لنقل مياه الشرب في حلب

واعترف عبد النور بدور بعض المقاتلين الأجانب في الهجوم. وكان التركيز على موضوع المقاتلين الأجانب من السمات المميزة لتشخيص الحكومة للصراع، باعتباره صراعًا وطنيًا ضد التدخل الخارجي، لكن وجودهم زاد كذلك من قلق الغرب بشأن النشطاء الإسلاميين المتجولين، الذين انضموا إلى ما بدأت باعتبارها حركة ديمقراطية سلمية.

وتابع عبد النور حديثه بالقول quot;معظم المقاتلين في حلب من المدينة. لكنني، ولكي أكون أميناً معك، فإن هناك بعض المقاتلين من بلدان أخرى. ويوجد في بعض الكتائب عدد قليل من الجزائريين والمصريين والتوانسة والفلسطينيين وكذلك آخرون من بلدان خليجيةquot;.

وأضاف quot;لكن لا تظنوا أن أعدادهم تقدر بالآلاف، فهذا انطباع خاطئ وغير حقيقي، والصحيح أن أعدادهم تقدر بالعشرات أو ما يزيد قليلاًquot;. وختمت الصحيفة بنقلها عن جماعات معارضة ومواطنين تأكيدهم أن الجيش السوري ما زال يواصل عملياته المميتة، بكل الصور والأشكال، من أجل طرد الثوار من أحياء العاصمة دمشق كافة.