بوغوتا: بالقائها القبض على اكبر مهربيها، طوت كولومبيا المنتج الاول للكوكايين في العالم صفحة كبار بارونات المخدرات، وانصرفت لتحضير المواجهة مع منظمات متفرقة، كما يقول خبراء لوكالة فرانس برس.

واعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الثلاثاء في كلمة الى الامة القبض على تاجر المخدرات دانيال باريرا الملقب quot;المجنونquot; في فنزويلا، مشيرا الى ان القبض عليه يعتبر quot;اكبر عملية اعتقال في الفترة الاخيرةquot;.
وقال كريستيان فولكل الخبير في الشؤون الكولومبية في مجموعة الازمات الدولية المتخصصة في ايجاد حلول للنزاعات، ان quot;باريرا، +المجنون+ كان آخر بارون في فئته، ومن الذين كانوا يبسطون سيطرة كبيرة على جزء شاسع من البلادquot;.
وكان القضاء على باريرا الذي قد يؤجج المنافسات لايصال الكوكايين الى فنزويلا المجاورة، واحدا من الاهداف الكبرى الاولوية للسلطات الكولومبية.
واعرب وزير الدفاع الكولومبي خوان كارلوس بينزون بعد القبض على باريرا عن ارتياحه بالقول quot;من الصعوبة بمكان على تاجر مخدرات بحجم باريرا العودة مجددا الى الساحةquot;.
وفي العقدين الاخيرين، تمكنت كولومبيا التي تتصدى لتجارة المخدرات بمساعدة مادية من الولايات المتحدة، من القضاء على اقوى الكارتلات في ميديين التي كان يتزعمها بابلو اسكوبار، وفي كالي التي كان يتولاها الاخوة اوريخويلا.
وكان باريرا quot;المجنونquot; يعتبر واحدا من آخر كبار البارونات الذين كانوا ما زالوا احرارا والشخص الاكثر تعرضا للملاحقة على الارجح في اميركا الجنوبية، حتى لو ان من الصعب مقارنة نفوذه بنفوذ الكارتلات المكسيكية التي يجسدها يواكين غوزمن.
وقال الخبير ارييل افيلا المحلل في معهد نيوفو اركو ايريس للدراسات الكولومبية ان تجار المخدرات المكسيكيين سيحاولون الاستفادة من القبض على باريرا للسيطرة على طريق المخدرات الكولومبية عبر فنزويلا.
واضاف افيلا quot;في الاشهر المقبلة سنشهد معركة للسيطرة على هذه الطريق. وثمة بضع مجموعات ستتنازع السيطرة عليهاquot;، معربا عن تخوفه من اندلاع توترات بين المجموعات المكسيكية والعصابات الكولومبية المنبثقة من الميليشيات المسلحة السابقة وورثة باريرا.
وسيبقى آخر اكبر بارون كولومبي رائدا في استخدام هذا المحور لايصال المخدرات الى الولايات المتحدة واوروبا، عبر محطات في اميركا الوسطى وافريقيا. وقد ارسل اكثر من 900 طن من الكوكايين بالاجمال الى اوروبا.
وتكمن القوة الاخرى لباريرا في قدرته على رشوة السلطات في كولومبيا وفنزويلا، وفي براعته في عقد اتفاقات مع المجموعات المسلحة، كالقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك).
وذكر فولكل ان القوات المسلحة الثورية في كولومبيا التي ستبدأ معها الحكومة في تشرين الاول/اكتوبر مفاوضات سلام، كانت تزود البارون بكميات كبيرة من المخدرات من ورق الكوكا الذي يزرع في مناطق نفوذها.
واضاف هذا الخبير ان ازاحة باريرا الذي فقد قدرته على الازعاج، اوجد فراغا يتعين ملؤه، لكن لن يرثه quot;خليفة واحدquot; على الارجح. وقال quot;المشكلة ستستمر ولن يكون من السهل التصدي لتجارة مجزأةquot;.
واتاحت مكافحة تجارة المخدرات خفض انتاج الكوكايين الى النصف خلال ثماني سنوات في كولومبيا الا انها تبقى الاهم في العالم، بالتوازي مع البيرو التي انتجت 345 طنا العام الماضي، كما يفيد التقرير الاخير للامم المتحدة.