الحرس النسائي لم يكن للحراسة كما تقول كوجيان |
قيل الكثير عن تجاوزات معمر القذافي خلال أربعة عقود من حكمه ليبيا. والآن تقول صحافية وكاتبة فرنسية إنها جمعت في كتاب شهادات فتيات يقلن إنهن تعرضن للخطف والعيش سنوات في أسر العقيد من أجل إشباع شهواته الجنسية الجامحة.
لندن: اعتاد العقيد معمر القذافي على استقبال تلميذات مدارس كنّ يُختطفن خصيصًا لمتعته الجنسية. هذا هو ملخص كتاب جديد بعنوان Les Proies: Dans le harem de Kadhafi laquo;الفرائس: داخل حريم القذافيraquo; خرجت به نهاية الأسبوع الماضي الكاتبة والصحافية الفرنسية آنِك كوجيان العاملة في جريدة laquo;لوموندraquo;. وهي تقول إنها جمعت مادته المروّعة من شهادات الضحايا أنفسهن.
ونقلت فحوى الكتاب الصحف الفرنسية والبريطانية فأوردت، مثلاً، قول صبيّة تدعى ثريا، إنها كانت في سن الخامسة عشرة عندما اختارتها مدرستها لتقديم باقة من الزهور الى العقيد خلال زيارته مدرستها في 2004 . ويبدو أنه أعجب بها عندما تقدمت اليه بالهدية المدرسية فوضع يده على رأسها. وتبعًا لمؤلفة الكتاب فقد كانت هذه laquo;شيفرةraquo; متفقاً عليها مع زمرة له بمثابة laquo;كشّافة المواهبraquo; وتعني laquo;أريد هذه!raquo;.
وتقول ثريا إنها فوجئت بمجموعة من نساء في زي عسكري زرنها في صالون تجميل يعود لوالدتها، وقلن لها إن العقيد يريدها لـlaquo;حفلة زهورraquo; أخرى. فاقتدنها بالسيارة مسافة ساعات حتى بلغن بها مكانًا معينًا. وهنا جردتها النسوة من ملابسها وحلقن شعر جسدها وألبسنها فستانًا فضفاضًا قصيرًا من الساتان.
وتمضي ثريا قائلة إنها عندما اقتيدت الى غرفة العقيد، صُدمت عندما وجدته عاريًا. فأجبرها على الجلوس الى جانبه في سريره وقال لها: laquo;لا تخافي... أنا مثل بابا. أليس هذا ما تنادونني به... بابا معمّر؟ لكنني أيضا أخوك وحبيبك. سأكون كل هذا من أجلك لأنك ستعيشين معي منذ الآن وإلى الأبدraquo;. وتقول ثريا إنها قاومت محاولاته لأخذها عنوة وهربت من الغرفة لكن العقيد أمر امرأة تسمى مبروكة بتلقينها درساً في الطاعة وإعادتها اليه بعد ذلك.
آنِك كوجيان مؤلفة الكتاب تحاور laquo;فرانس 24raquo; |
وتمضي هذه الفتاة لتقول إنها عاشت في أسر القذافي خمس سنوات. وكان يغتصبها ويضربها ويتبول عليها ويفعل بها ما شاء خلال تلك الفترة الطويلة. وتضيف أنه كان يأتي أحيانًا بفتيات أخريات يضفن الى بهجته. وعندما تنفذ إحداهن أمره بممارسة الجنس بالفم معه، يلتفت الى ثريا ويقول لها: laquo;انظري وتعلّميraquo;! ومن جهتها كانت مبروكة تجبرها على مشاهدة الأفلام الإباحية على سبيل laquo;المذاكرةraquo;!
وهناك ايضًا هدى، التي كانت في سن الثامنة عشرة عندما التقت بالقذافي للمرة الاولى. وتقول إنها وافقت على ممارسة الجنس معه لقاء أن يطلق سراح شقيقها السجين. لكنه استعبدها لهذا الغرض خمس سنوات أيضًا. وتقول فتاة أخرى إن العقيد كان يتمتع بفتيات عدة في اليوم الواحد. لكن هذا نفسه لم يكفه فكان يغتصب الأولاد أيضًا وأحيانًا أمام نظرها ونظر ثريا.
القذافي وظّف الاغتصاب كسلاح للقهر تبعاً للمؤلفة |
وتقول الكاتبة الفرنسية إن ممرضات القذافي كن يجرين فحوصًا طبية على دم الضحايا قبل أن يمارس الجنس معهن من أجل التأكد من خلوهن من الأمراض المعدية. وفي هذا الاتجاه نفسه أشارت صحف بريطانية الى أن ماري مولفين، وهي صحافية تعمل في laquo;صنداي تايمزraquo; وقتلت في سوريا العام الماضي، روت أنها كانت بصدد إجراء حوار صحافي مع القذافي ذات مرة، وأن ممرضة عرضت عليها أخذ عينة من دمها لفحصها لكنها رفضت.
وكما هو متوقع فقد أعادت الصحافية الفرنسية الى الأذهان laquo;حرس القذافي النسائيraquo;. فقالت إنهن كن أبعد شيء عن حراسته وإن مهمتهن الحقيقية إنما كانت إشباع رغباته الجنسية متى شاء. ومما تأتي به أن العقيد كان يتخذ له أيضا شقة داخل حرم جامعة طرابلس لغرض laquo;الترفيهraquo;.
وفي حوار مع تلفزيون laquo;فرانس 24raquo;، تقول مؤلفة الكتاب إن القذافي كان laquo;يوظف الاغتصاب كسلاح للسيطرة على الآخرين... للسيطرة على النساء بالطبع، ولكن ايضًا على الرجال عبر تملّك زوجاتهم وإخواتهمraquo;.
التعليقات