سعودي يحتفل باليوم الوطني في الرياض

كما في كل عام، تعمّ البهجة الشعب السعودي بيوم بلاده الوطني، وتعم الاحتفالات التي يشارك فيها المواطن والمقيم معًا في تلاحم قلبي. وكانت ذروة الاحتفالات في جدة حيث حلق طيارون سعوديون بأكبر علم للمملكة مساحته 320 مترًا مربعًا.


بيروت: احتفت المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الثاني والثمانين، في أجواء من البهجة، كما اعتاد السعوديون في كل عام. وعمّت الاحتفالات مختلف مناطق المملكة، شاركت فيها كل القطاعات الحكومية وبعض الشركات الخاصة. كما لم يَنْأَ المقيمون بأنفسهم عن الفرح في هذا اليوم الجامع، بل شاركوا إخوانهم المواطنين السعوديين مشاعر الفخر بيوم يخلّدون فيه كل عام ذكرى توحيد المملكة تحت راية الملك عبد العزيز آل سعود، وإعلانها المملكة العربية السعودية.

وفي هذه المناسبة، حققت المنتجعات والفنادق والوحدات السكنية والشقق المفروشة في الشرقية نسبة إشغال عالية، تجاوزت أمس واليوم 80 في المئة، خصوصًا أن الاحتفال باليوم الوطني تزامن مع إجازة نهاية الأسبوع، فتوافد سيّاح الداخل من أنحاء المملكة إلى الشرقية. وهذه السياحة الداخلية الكثيفة في هذه المناسبة غير مستغربة، إذ يشكّل هذا اليوم فرصة للتمتّع بما تملكه الشرقية من مقومات سياحية بحرية وبرية وترفيهية تلبي حاجة السائح وعائلته.

عارضة ومعارض

الكبار والصغار شاركوا في الاحتفالات

في الرياض، أقامت أمانة المدينة سلسلة من الفعاليات والبرامج الاحتفالية والترفيهية، وجّهتها إلى العائلات بالدرجة الأولى كفعاليات مسرح الأسرة، لما يحمله هذا اليوم من معانٍ وقيم سامية تمثّل وحدة العائلة السعودية. كما خصصت بعضًا من برامجها الاحتفالية لذوي الاحتياجات الخاصة، ليشعروا بانتمائهم غير المنقوص إلى وطن يعتزّ بهم وبقدراتهم.

وكان الأمير سطام بن عبد العزيز، أمير الرياض، هو من اعتمد بنود الاحتفالية باليوم الوطني في العاصمة، وضمّنها رزمة منوعة من الاحتفالات التراثية والعروض الشعبية واللوحات الاستعراضية.

وقد خصصت أمانة الرياض حديقة مناخ الملك عبد العزيز وساحة العروض بالطريق الدائري الشرقي ومركز الملك عبد العزيز التاريخي لاستقبال العائلات، بينما خصصت ساحة العروض بمنتزه شرق الرياض بحي القادسية واستاد الأمير فيصل بن فهد بالملز للرجال والشباب، ومركز المروة لذوي الاحتياجات الخاصة.

أخو نورة

إلى هذه المواقع، قدّمت الأمانة عروضًا تراثية منوعة تشمل العرضة السعودية ولوحات من الفلكلور الشعبي في خمس خيام شعبية. كما قدّمت مسرحية عزة وطن التي تسرد حكاية نهضة المملكة المباركة من ملحمة التوحيد على يد الملك المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

إلى الأمانة، أطلقت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية فعاليتها الثقافية الاحتفالية أمس لتستغرق أربعة أيام، وتشمل أوبريتًا غنائية بعنوان quot;أخو نورةquot; التي تتغنى بتاريخ الملك عبد الله، ومعارض للفنون التشكيلية والخط ورسوم الأطفال والصور الفوتوغرافية والطوابع والقطع الأثرية، وأمسيات شعرية رجالية ونسائية، على أن تختتم يوم الأربعاء المقبل بأوبريت بعنوان quot;عهدquot;.

ألعاب نارية مميزة

الفرحة باليوم الوطني عمت المملكة

أما المنطقة الشرقية، فازدانت بالمهرجانات والاحتفالات واستعراضات الألعاب النارية الرائعة على واجهتها البحرية، وكان الأجمل هناك فرقة كورال الأطفال التي قدّمت على مسرح الأمانة مجموعة منوعة من الأناشيد الوطنية بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون في المنطقة الشرقية.

وفي منتزه الملك عبد الله بن عبد العزيز على الواجهة البحرية في كورنيش الدمام، انطلقت عروض مميزة للألعاب النارية، كما في مواقع مختلفة في الدمام والخبر. أما الأكثر تميزًا فكان عرضًا مسائيًا للألعاب النارية في مدينة الملك فهد الساحلية على شاطئ نصف القمر، تقاطر المواطنون والمقيمون معًا لمشاهدته والتمتّع به.

يا وطن في الأحساء

شاركت محافظة الأحساء المملكة كلها باحتفالاتها، من خلال فعاليات مهرجان quot;يا وطنquot; الذي أقامته أمس في مقر نادي الفتح الرياضي. وهذه الفعالية غنية بالنشاطات المستمرة ايامًا، إذ تتضمن أنشطة للعائلات في المجمعات التجارية، كتنظيم السوق الشعبية والألعاب الشعبية والمسابقات والقصائد الشعرية الوطنية، إضافة إلى أوبريت بعنوان quot;نهضة وحضارةquot;.

وشاركت أمانة الأحساء باليوم الوطني بفعاليات تقام في منتزه الملك عبد الله البيئي بالدائري الغربي بالهفوف، ببرنامج يستمر لمدة ثلاثة أيام، يشمل عروضًا مسرحية وبرنامجًا ثقافيًا ينظمه النادي الأدبي في الأحساء يستمر أربعة أيام.

أكبر علم في سماء جدة

الطيارون السعوديون حلقوا بأكبر علم في سماء جدة

أما في جدة، فقد خرج الناس في لوحات عاطفية عامرة بالفخر بالانتماء لهذا الوطن، منها منظم من أمانة المدينة، ومنها العفوي النابع من قلب يغمره الفرح. فكان الأمر أشبه بكرنفالات متنقلة.

الفعاليات التي أقامتها المدينة منوعة وعديدة. فقد نظمت غرفة جدة أمسية حجازية مفعمة بكرم عروس البحر الأحمر قدّمت فيها للحاضرين القهوة العربية والتمر والحلويات الشعبية، بينما كان الطيارون السعوديون يحلقون في السماء حاملين أكبر علم للمملكة عليه صورة الملك وولي عهده، تصل مساحته إلى 320 مترًا مربعًا، تحمله طائرة خاصة التجهيز فوق المواقع السياحية في مدينة جدة.

إلى ذلك، نظمت مدرسة الأرض والفضاء للطيران عروضًا جوية على امتداد كورنيش جدة، بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة وهيئة الطيران المدني.

أما المنطقة التاريخية في جدة فاحتفلت باليوم الوطني بأداء رقصات من الفنون الشعبية وترديد أهازيج تراثية تتغنى بتلاحم السعوديين مع قيادتهم. وقد تحولت برحة بيت نصيف التاريخية مسرحًا مفتوحًا للتعبير عن الفرحة، حيث احتشد المواطنون والمقيمون ليشاهدوا الفرق الشعبية تقدم الفنون التراثية الحجازية، كفرقة صدى الحجاز للفنون الشعبية التي أدت لون المجس الحجازي ولعبة المزمار الشعبية والسمسمية.

المدارس ازدانت بالأعلام والشالات الخضراء

احتفلت مدارس البنين والبنات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة باليوم الوطني، وحضر العديد من الطلاب بالأعلام السعودية والشالات الخضراء. وفي الرياض، أوضح وكيل الوزارة للتعليم بتعليم البنين الدكتور عبدالرحمن البراك، أن ذلك يأتي انطلاقاً من حرص الوزارة على القيام بدورها في الاحتفاء باليوم الوطني، وترسيخ مبدأ الانتماء الوطني لدى الطلاب والطالبات، والتأكيد على أهمية المحافظة على مكتسبات الوطن، وتنمية الولاء لله ثم للوطن وولاة الأمر.

وأشار البـراك في تعـميم أصـدره مطلع الأسـبوع الجاري، إلى أن مظاهر الاحتفاء داخل المدارس ستتضمن تخصيص الإذاعات المدرسية لهذا الغرض، وبرنامج الاصطفاف الصباحي للحديث عن اليوم الوطـني، وإقـامة الحفلات المعبرة ذات الطابع الوطني، والكلمات الوطنية للمعلمين والمعلمات، ومسابقات القصائد الوطنية، والبرامج الحوارية الهادفة.

وفي جدة، يفتتح مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي اليوم، فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني بمختلف مدارس البنين والبنات في جدة، حيث تتضمن الفعاليات زيارات ميدانية للطلاب وحفلات خطابية يتخللها تكريم خاص لأبناء quot;شهداء الواجب في محافظة جدةquot;.

ووجه مدير تعليم جدة جميع المدارس بتفعيل جميع برامج ومناشط اليوم الوطني للمملكة، والمشاركة الفاعلة في جميع الفعاليات، التي تهدف إلى حماية الطلاب فكرياً من المبادئ الهدامة التي تزعزع أمن الوطن.