إيميلدا ماركوس اسم لا ينسى، وإن نسي العالم اسم زوجها الذي جعل منها سيدة الفلبين الأولى. والسبب بالطبع هو اقتناؤها أكبر مجموعة من الأحذية الغالية في العالم. لكن هذه المجموعة وقعت فريسة للزمن، لذا سارعت البلاد لإنقاذ ما تعتبره جزءًا مهمًا من تاريخها.


صورة أرشيفية لجانب من مجوعة أحذية ايميلدا

صلاح أحمد: قيل وقتها إن نساء العالم على استعداد للقتل من أجل الحصول على مجموعتها من الأحذية. لكن صاحبة المجموعة التي صنعت عناوين الأخبار الرئيسة فترة طويلة تذرف (مع البلاد أيضًا) الدمع السخين الآن، لأن النمل الأبيض أكل وشرب عليها، ثم أتت الفيضانات لتقضي على فضلاته، وفقًا لما تناقلته الصحافة البريطانية الثلاثاء.

المجموعة الشهيرة تعود بالطبع إلى سيدة الفلبين الأولى سابقًا إيميلدا، عقيلة دكتاتور الفلبين الراحل فيرديناند ماركوس. ويذكر أن الاثنين فرّا من البلاد عقب ثورة laquo;قوة الشعبraquo; التي أطاحت بالدكتاتور في 1986، فتركت إيميلدا (83 عامًا الآن) وراءها من الأحذية التي لا تنال بعضها إلا نساء علية القوم. وقُدر عدد هذه بحوالى 3 آلاف حذاء من أرقى بيوت الموضة الأوروبية والأميركية.

في أعقاب فرار الزوجين واستواء الأمور لحكومة منتخبة مباشرة برئاسة كورازون أكينو، عُرضت هذه الأحذية (مع حقائب اليد والملبوسات الأخرى) للجمهور في متحف القصر الرئاسي، مؤشرًا إلى نوع البذخ الذي كان ماركوس وعقيلته يتمتعان به في بلاد يمشي معظم أطفالها حفاة. وبعد انتهاء رئاسة أكينو في 1992، أزيحت المجموعة من القصر، واحتفظ بها في مخزن تحت الأرض... حتى الآن.

النمل والفيضانات دمرت جزءًا من تاريخ الفلبين

وقد ظلت إيمليدا تتمسك بأن مجموعتها الخرافية عبارة في سوادها الأعظم عن هدايا من أصحاب مصانع الأحذية في ضواحي مدينة ماريكينا، جنوب الفلبين، تقديرًا منهم لمجهوداتها في ترقية الصناعات الوطنية. ولكن، مهما يكن من أمر، فقد أعلن مسؤولو البلاد الآن أن مجموعتها - سواء من الأحذية أو حقائب اليد أو الفساتين والأكسسوارات الغالية - وقعت ضحية للنمل الأبيض أولاً ثم الفيضانات التي اجتاحت البلاد في الشهر الماضي.

لكن علم أن 150 زوجًا على الأقل من هذه الأحذية، إضافة إلى عدد من الملبوسات الأخرى، كانت قد نقلت قبل عامين إلى متحف البلاد القومي بعد مخاوف من فعل الحشرات بها. لكن معظم ما بقي من المجموعة الرئيسة (وحتى بعض الذي احتفظ به في المتحف) وقع فريسة لفعل الزمن.

لهذا بدأت الفلبين حملة لإنقاذ تركة إيميلدا، فشكلت لجنة برئاسة أورلاندو أبينيون، الذي قال: laquo;صار إنقاذ المجموعة مهمة وطنية بالنسبة إلينا. ومما لا شك فيه أن إيميلدا ارتدت بعض هذه الأحذية والفساتين والأكسسوارات في مناسبات خاصة بالدولة. وهذا يعني أنها صارت جزءًا من تاريخ بلادنا حري بنا أن نحفظه للأجيال المقبلةraquo;. ويذكر أن إيميلدا عادت إلى بلادها وتعيش فيها مكرّمة حاليًا، لأنها عضو في مجلس النواب رغم ماضيها الدكتاتوري وتقدم سنها.

ايميلدا تودع زوجها الدكتاتور