تقدم والدا تلميذة مسلمة في بريطانيا بدعوى ضد مدرسة ابنتهما ذات التسع سنوات لأن الزي المدرسي المعتمد في هذه المدرسة يمنعها من ارتداء الحجاب.


لندن: تواجه مدرسة ابتدائية في جنوب لندن امكانية احالتها على القضاء بسبب اتهامات لها بأن سياستها في اعتماد الزي المدرسي لتلاميذها تشكل اعتداءً على حريتهم الدينية. وأكد والدا تلميذة مسلمة أن من الحرام بقاء ابنتهما البالغة من العمر 9 سنوات حاسرة الرأس بحضور معلمين.
وتمثل الدعوى التي أقامها والدا الفتاة المسلمة أحدث واقعة في سلسلة من الطعون القانونية بقواعد الزي الموحد في المدارس الابتدائية البريطانية لأسباب دينية وعرقية.

كانا مطلعين على الزي

في قضية مشهورة دخلت تاريخ القضاء البريطاني قبل ست سنوات، ربحت التلميذة المسلمة شابينا بيغوم دعوى اقامتها على ادارة مدرسة ثانوية في مدينة لوتن، قررت منعها من ارتداء لباس تقليدي يغطي كامل الجسم، بالرغم من أن محكمة الاستئناف نقضت لاحقًا الحكم الذي صدر لصالح التلميذة.
وبعد أن اخفق والدا التلميذة في مدرسة سانت سيبريان الابتدائية في نيل تأييد ادارة المدرسة لموقفهما، رفعا الآن دعوى ضد المدرسة. وتواجه المدرسة الآن احتمال مثولها أمام المحكمة العليا على أساس أن سياستها في تطبيق الزي المدرسي تشكل انتهاكا لحرية ابنتهما الدينية.
وقالت كيت ماغليوكو، مديرة مدرسة سانت سيبريان الأرثوذكسية اليونانية الابتدائية في منطقة ثورنتون هيث جنوبي لندن، إن والدَي التلميذة كانا مطلعين على سياسة الزي المدرسي لدى تسجيل ابنتهما يوم كانت في السابعة من العمر في المدرسة، التي ما زال شقيقها تلميذًا فيها.

سياسة خاصة

نقلت صحيفة ديلي تلغراف عن ماغليوكو قولها: quot;إن والدي تلميذة مسلمة أحالا المدرسة إلى المحكمة العليا لأنهما يعتقدان أن ابنتهما ذات التسع سنوات هي الآن في سن البلوغ، وسيكون حرامًا عليها ألا تتحجب لأن معلمين ذكورا يعملون في المدرسةquot;.
اضافت: quot;مجلس ادارة المدرسة هو الذي قرر عدم السماح لها بالتحجب، لأن المدرسة تنتهج سياسة خاصة جدًا بشأن الزي المدرسي، تحظى بموافقة الآباء، وأنا بصفتي مديرة ملزَمة بإتباعهاquot;.
وأوضحت المديرة أن التلميذة quot;جاءت الينا من مدرسة خاصة، وأن والديها اختارا مدرستنا بوعي، واننا قبل وصولها عقدنا اجتماعًا تضمن إعطاء تفاصيل عن الخطة المعتمدة بشأن الزي المدرسيquot;.
وأكدت المديرة quot;انهم حقا عائلة لطيفة وهو موقف مؤسف للجانبين على السواءquot;.

تعليمات وشروط

تنص التعليمات الرسمية بشأن الزي المدرسي على أن تراعي المدرسة المعتقدات الدينية حين يتعلق الأمر بالشعر والملبس والمجوهرات، لكن المدراء هم اصحاب الكلمة الأخيرة في تقييد اللباس الديني.
وتبدأ تفاصيل القبول في المدرسة المذكورة على موقعها الالكتروني بعبارة : quot;اطفال مدرسة سانت سيبريان سيُزوَّدون بالمعرفة والمهارات والروحانية التي تمكنهم من تحقيق كامل قدراتهم، وإعدادهم للمساهمة ايجابيًا في التحديات التي يطرحها مجتمع متنوع متعدد الثقافاتquot;.
وتضيف أن المدرسة quot;ستحترم المعتقدات والشعائر الدينية لسائر اعضاء الهيئة التدريسية والتلاميذ والآباءquot;.
وتشترط سياسة الزي المدرسي على موقع المدرسة أن ترتدي التلميذات معطفا أزرق داكن وسترة اختيارية وتنورة وقميصًا ابيض وبلوزة زرقاء داكنة، ولا تذكر أي منع للحجاب.

تقييد مبرر

كانت مدرسة في شمال لندن أُدينت العام الماضي بخرق قانون مكافحة التمييز عندما أعادت إلى البيت تلميذًا ضفر شعره على الطريقة التقليدية المتبعة في غرب أفريقيا.
وتقول التعليمات السارية حاليًا بشأن الزي المدرسي أن على المدارس أن تراعي المعتقدات المختلفة بشأن الملبس وتسريحة الشعر والرموز الدينية. لكنها تؤكد أن للادارة صلاحية تقييد quot;حرية التلاميذ في التعبير عن ديانتهمquot; إذا كان هذا التقييد مبررًا لأسباب تتعلق بالصحة والسلامة أو لحماية تلاميذ آخرين.
وقالت المديرة ماغليوكو أن التلميذة المسلمة التزمت بكل الممارسات الارثوذكسية اليونانية المتبعة في المدرسة، مضيفة: quot;في اساس القضية فتاة لم تتمكن من العودة إلى المدرسة... وإذا وصلت القضية إلى القضاء فانها لا يمكن أن تكون امرا ايجابياquot;.
وما زال شقيق الفتاة تلميذا في المدرسة ويُعتقد أن العائلة قدمت طلبا جديدا لاحالة القضية إلى المحكمة العليا بعد أن رُفضت محاولتها الأولى العام الماضي.
ومن المقرر النظر في القضية في شباط (فبراير) المقبل.