يختلف باراك أوباما وبنيامين نتانياهو حول الطريقة المثلى لمعالجة الملف النووي الإيراني، كما أدى جمود عملية السلام بسبب استمرار الاستيطان إلى تعميق الخلافات بين الزعيمين خلال العامين الماضيين.


خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من حملات إعادة الانتخاب الخاصة بهما ليواجها نفس النزاعات التي أثارت الانقسامات بينهما العام الماضي، والمتمثلة في محادثات السلام مع الفلسطينيين، والتسويات، وفوق هذا كله، برنامج الأسلحة النووية الذي يشتبه في أن إيران تقوم بمباشرته.

وقال زالمان شوفال، سفير نتانياهو لدى الولايات المتحدة في الفترة بين 1998 و2000 ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الدبلوماسية، إن تلك الخلافات ستتلاشى، حيث سيجبرهم التحدي الخاص بوقف برنامج إيران النووي على العمل سوياً هذا العام.

وتابع شوفال quot; يعلم أوباما ونتانياهو أن عليهما أن يعملا سوياً على مدار السنوات القليلة المقبلة بخصوص موضوعات إقليمية عاجلة لاسيما إيران. وحتى إن عملت كافة أنواع الأسباب الشخصية والسياسية على منع حدوث وئام تام، فيجب أن يكون التعاون قريباًquot;.

الانتخابات لن تؤثر

ولفتت في هذا الصدد وكالة بلومبيرغ الإخبارية على شبكة الإنترنت إلى أن النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الإسرائيلية هذا الأسبوع قد تخفف من علاقة القائدين التي تتسم بتوترها في بعض الأحيان. وبينما سبق أن تكهنت استطلاعات للرأي قبيل الانتخابات أن يحل حزب quot;البيت اليهوديquot; في المركز الثاني، إلا أن حزب quot;يش أتيد هناك مستقبلquot; هو الذي حل المركز الثاني عقب حزب quot;الليكود ndash; بيتناquot;.

وقال ايتان غيلبوا أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة بار إيلان، التي تقع خارج تل أبيب، المتخصص في العلاقات الإسرائيلية الأميركية: quot;سيقوم حزب يش أتيد بتزويد ائتلاف نتانياهو بصورة حكومة أكثر اعتدالاً، على افتراض أن الحزب قرر تكوين ائتلافquot;.

وقال جاي كارني، ناطق باسم البيت الأبيض، إن نتائج الانتخابات لن تؤثر على تعهدنا غير المتحرر تجاه أمن إسرائيل. وطالب بإجراء quot;مفاوضات مباشرةquot; بين إسرائيل والفلسطينيين صوب التوصل لحل قائم على دولتين. وكانت التوترات قد اندلعت بين أميركا وإسرائيل في أيلول/ سبتمبر الماضي حين اختلف أوباما ونتانياهو بشأن التوقيت الذي ستحصل فيه إيران على قدر كافٍ من اليورانيوم المخصب للوصول لقدرة الاختراق، وهي النقطة التي يمكن أن يتجمع عندها السلاح النووي بسرعة.

وسبق لنتانياهو، 63 عاماً، أن طالب بوضع quot;خطوط حمراءquot; للعمل العسكري إذا استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم. وقال مسؤولون أميركيون إن خطوة كهذه ستحد من خياراتهم، مضيفين أنهم يفضلون التركيز على العقوبات الاقتصادية مع الشركاء الأوروبيين.

ايران والسلام

ومضت الوكالة تنقل عن غيرالد شتانبيرغ، أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة بار إيلان في رمات غان بإسرائيل، قوله quot;بدأت تقل الخلافات كثيراً بخصوص إيران. وهذه الانقسامات تتحدث أكثر عن الشخصية والأيديولوجية، وليس عن الأمن أو العلاقات الإستراتيجيةquot;.

وترتكز العلاقات الأميركية مع إسرائيل على النفوذ السياسي الأميركي ndash; اليهودي والدعم القوي من المسيحية الإنجيلية، وعلاقة أمنية تعد فيها إسرائيل حليفاً مستقراً وموثوقاً منذ الحرب الباردة.

وقد عبّر باراك أوباما عن امتعاضه من بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وقال فيليب ويلكوكس، خبير سابق بشؤون الشرق الأوسط لدى وزارة الخارجية الأميركية ويترأس الآن مؤسسة سلام الشرق الأوسط، إن تزايد بناء المستوطنات يجعل من استئناف عملية السلام وإمكانية التفاوض على حل الدولتين خياراً بعيداً.

وتابع ويلكوكس حديثه بالقول إن هذا الموضوع يُشَكِّل quot;ورطة ضخمةquot; بالنسبة للولايات المتحدة، التي طورت علاقتها بإسرائيل على أساس قيم ومصالح مشتركة. وأشار يهودا بين مئير وهو زميل لدى معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: quot;التوترات بشأن مواجهة إيران ربما تسوء إن كان هناك انقساماً حاداً بشأن القضية الفلسطينية. وهو ما قد يحظى بتأثيرات ممتدة على القضية الإيرانية كذلكquot;.

وعاود شوفال ليقول إن نتانياهو يدرك الحاجة لتشكيل حكومة سوف تجعل من الممكن بالنسبة له أن يشارك في نوع من أنواع العمليات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، ونوه إلى أن هناك نقاط خلاف دائمة بخصوص التوافق بين إسرائيل وأميركا.

وقال دافيد ماكوفسكي، مدير البحوث لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه لن يتمكنوا من تحقيق ذلك بخصوص إيران، وأضاف quot;يعي أوباما ونتانياهو أن ثمة شيئاً جيداً للغاية هو أن القضية الإيرانية في 2013 ستختبر علاقتهما بصورة لم تحدث من قبلquot;.