دخلت الاضطرابات السودانية أسبوعها الثاني، مع تواصل التظاهرات في الخرطوم مطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته، ومع تأكيد تحالف قوى المعارضة المضي قدمًا في طريق الثورة حتى إسقاط النظام الظالم.

مع دخول الاحتجاجات السودانية أسبوعها الثاني، استمرت الشرطة السودانية في استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع طالبات جامعة الأحفاد في أم درمان من الخروج في تظاهرات مناهضة للحكومة. كما ترافق ذلك مع تصعيد السلطات الأمنية حملة اعتقالات في صفوف المعارضة، معتقلة رئيس حزب المؤتمر المعارض إبراهيم الشيخ، وأمينه العام عبدالقيوم عوض. فالتظاهرات مستمرة، وبحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أصبح اسم صلاح سنهوري، الصيدلي الذي قُتل أثناء تظاهرات الجمعة الماضي، هتافًا يردده المتظاهرون ليلًا في الخرطوم، وتحول رمزًا للذين قتلوا جراء قمع السلطات للمحتجين. ونقلت الوكالة عن يوسف محمود، المدرّس الخمسيني وشقيق أحد المتظاهرين الذين قتلوا في أم درمان، قوله: quot;نخن غاضبون جدًا لأن هؤلاء المتظاهرين لم يكن لديهم من سلاح سوى الحجارة والهتافquot;.
تعسف وتنكيل
أصدر تحالف المعارضة بيانًا أمس الثلاثاء أكد فيه اعتقال السلطات بعض قيادات التحالف، وهم فتحي نوري والمحامي وجدي صالح وعثمان أبو رأس. وشدد البيان على استمرار التظاهرات والتحركات الرامية إلى إسقاط نظام البشير، quot;على الرغم من استخدام الرصاص الحي والعصي والهراوات والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في تفريق التظاهراتquot;.
أضاف البيان: quot;التعسف والتنكيل الذي تمارسه الحكومة الفاشلة لن يهزم إرادة جماهيرنا التي اختارت طريق الحرية وخرجت للتظاهر في الشوارع والأحياء والقرى في العاصمة والولاياتquot;، داعيًا السودانيين إلى الخروج للشوارع للتظاهر سلميًا، حتى تحقق هذه الثورة الباسلة هدفها بإسقاط هذا النظام الظالم.
البحث عن بديل
وقالت صحيفة الحياة اللندنية اليوم إن الجبهة الثورية التي تضم قوى مسلحة، قدمت مشروع إعلان سياسي، يدعم الاحتجاجات السلمية ضد البشير. وكشف جبريل إبراهيم، نائب رئيس الجبهة ورئيس حركة العدل والمساواة، أن المشروع يأتي في سياق دعم سلمية التظاهرات، ويدعو إلى توحيد كل القوى السياسية وعمل ترتيبات المرحلة الانتقالية بعد اسقاط النظام. وشدد ابراهيم على الاستعداد لوقف اطلاق النار فور انتصار الثورة، والجلوس مع مكونات المجتمع، لتشكيل حكومة انتقالية تتولى إنهاء الحرب ومواجهة جذور المشكلات التي أدت إليها.
أما الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض، فرأى أن نهاية حكم البشير قد اقتربت. ودعا، في كلمة ألقاها خلال تأبين قتلى الاحتجاجات الأخيرة، الأحزاب السياسية الى التنسيق في ما بينها، لإيجاد بديل عن الحكومة الحالية.
البشير مصرّ
في المقابل، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية في تقرير لها تمسك الرئيس السوداني عمر البشير بالاجراءات الاقتصادية الاخيرة، وقتاعته بانها جاءت لتفادي الانهيار الاقتصادي في البلاد، بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف الذي انعكس سلبًا على الاقتصاد السوداني. وقال إن التظاهر السلمي حق مكفول للتعبير عن الرأي عبر اسلوب حضاري، quot;لكن هناك من يسعى لنشر العنف، واختلاق وقائع وصور لتشويه صورة السودان في الإعلامquot;.
أضاف البشير: quot;لقد عانى السودان كثيرًا بعد انفصال جنوب السودان عن شماله، ما كلف البلاد مليارات الدولارات جراء انخفاض نسبة تصديرها للنفطquot;.
وجاء هذا الكلام في خطاب ألقاه البشير في احتفال الأكاديمية العسكرية العليا بتخريج دورتي الدفاع الوطني رقم 25 والحرب العليا، بحسب وكالة الأنباء السودانية. اضاف: quot;نسأل الله أن يرحم القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات، فهم شهداء السودانquot;.