انضمت بريطانيا للحملة الدولية في إدانة quot;القمع الوحشيquot; وquot;الاستخدام المفرط للقوةquot; ضد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة في السودان الذي يتهم وسائل الإعلام الخارجية بتبني أجندة مناهضة لرئيسه.


أعربت الحكومة البريطانية، الاثنين، عن قلقها حيال أحداث العنف في السودان، ودعت إلى ضبط النفس عقب تظاهرات شعبية هناك، قالت الحكومة السودانية إن وراءها quot;عناصر مدربة لها أهدافquot;، وأكدت، في ذات الوقت إنها تجاوزت الاحتجاجات ولن تلتفت إلى المخربينquot;.

وقال وزير الدولة البريطانية للشؤون الأفريقية، مارك سيموندز، في حديث نشره على موقع وزارة الخارجية على شبكة الانترنت، إنه: شعر بالصدمة والحزن بسبب التقارير عن استخدام قوات الأمن السودانية القوة المفرطة ضد المتظاهرين في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية على مدى الأيام الخمسة الماضية، والتي شهدت مقتل العديد من المتظاهرين وإصابة المئات منهم بجراحquot;.

ضبط النفس

وحثّ سيموندز جميع الأطراف على quot;ممارسة أقصى درجات ضبط النفسquot;، داعياً الحكومة السودانية إلى quot;التوقف عن استخدام الذخيرة الحية فوراًquot;.

وأبدى سيموندز قلقه أيضاً إزاء quot;العدد الكبير من الاعتقالات، بما في ذلك عدد من الصحافيين والناشطين السياسيين، والرقابة الشديدة على الصحافة، وإغلاق مكاتب وكالات الأنباء العالميةquot;، مشدداً على ضرورة quot;احترام حكومة السودان لحق شعبها في التجمع السلمي وحرية التعبيرquot;.

وكانت الحكومة السودانية اعترفت يوم الاثنين أن 700 شخص اعتقلوا على مدى أسبوع شهد أسوأ اضطرابات في وسط السودان منذ سنوات مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للرئيس عمر حسن البشير.

مقتل 34

وخلال مؤتمر صحافي دعت اليه الحكومة لعرض روايتها للأحداث المستمرة منذ اسبوع، قال وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد إن 34 شخصًا لقوا حتفهم لكنّ نشطاء حقوق الانسان السودانيين وبعض الدبلوماسيين يقدرون عدد القتلى بما يقرب من 150.

ونفى حامد أن تكون الشرطة استخدمت الذخيرة الحية ضد المحتجين، الذين قال إنهم هاجموا أكثر من 40 محطة وقود و13 حافلة وعدة مبانٍ حكومية. وقال إن هذه الافعال لا علاقة لها بأي احتجاج، وأن هناك دلائل على تورط متمردين من مناطق أخرى بالسودان في أعمال العنف.

ووصف صورًا لإطلاق النار على بعض الضحايا يجرى تداولها على الإنترنت بأنها زائفة قائلاً إن معظم الصور المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي هي في حقيقة الأمر من مصر.

تراشق بالالفاظ

وفي تراشق حاد بالألفاظ، تحدّى الصحافيون حامد، وهو من بين أقوى الوزراء في حكومة البشير وسأله أحدهم لماذا يواصل quot;الكذبquot;.

ويتهم السودان وسائل الإعلام الخارجية بتبني أجندة مناهضة للبشير، وأغلق مكاتب اثنين من القنوات الإخبارية الأجنبية، وهما قناة (العربية) المملوكة لسعوديين وقناة (سكاي نيوز عربية) الإماراتية ومقرها دبي وهي فرع لسكاي نيوز البريطانية.

واتهم وزير الإعلام احمد بلال عثمان قناة العربية بمحاولة صناعة quot;ربيع عربيquot; في السودان من خلال بث تقارير مغلوطة عن الاحتجاجات. وأغلقت السلطات ايضاً عدة صحف محلية بسبب اسلوب تناولها للاضطرابات. وقاومت حكومة البشير الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1989 ،الدعوات إلى إلغاء تخفيضات الدعم، اذرفعت اسعار البنزين ما يقرب من الضعف بين عشية وضحاها.

وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر إن الحكومة ماضية quot;في انفاذ حزمة الاجراءات الاقتصاديةquot;. وكانت مجموعة من الاسلاميين واعضاء حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير حثت الرئيس يوم السبت على الغاء الإجراءات التقشفية.