الناصرة: تتوزع العديد من الصور الكبيرة لحنين الزعبي عضو الكنيست في مدينة الناصرة كبرى المدن العربية في اسرائيل، فهي تسعى إلى الوصول الى رئاسة بلدية هذه المدينة خلال الانتخابات المقررة الثلاثاء بمواجهة ممثلين عن اربعة احزاب عربية اخرى.

وحنين زعبي (44 عاما) مربية ومعلمة رياضيات سابقة وقيادية في حزب التجمع الديموقراطي، وهي المراة الوحيدة التي تتنافس مع اربعة مرشحين رجال آخرين على رئاسة اهم بلدية عربية. وقالت زعبي، التي بدت شديدة الانهماك في مكتب الحزب في شارع العين في المدينة لوكالة فرانس برس، quot;ان ترشحي لرئاسة البلدية يوجّه رسالة مهمة تقول ان المرأة الفلسطينية تدخل مجال السياسة المحلية وتضع نفسها على الخارطة السياسيةquot;.

وتضيف حنين quot;ان مدينة البشارة بحاجة الى ان تكون لها مكانة عالميةquot;، مؤكدة انها بترشحها ستعطي quot;المدينة هذا البعدquot;. وتعتبر مدينة الناصرة عاصمة الجليل، وهي مسيحية المعالم، ويعيش فيها نحو 82 الف نسمة، يشكل المسلمون 65% من سكانها والمسيحيون 35% .

ويتوزع اربعة من المرشحين لرئاسة بلدية الناصرة على اربعة احزاب في حين يترشح الخامس بصفة مستقل. واضافة الى زعبي يمثل رامز جرايسي رئيس البلدية الحالي الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، وهو المسيحي الوحيد بين المرشحين، ويسعى إلى الحصول على ولاية جديدة، بينما يمثل المحامي توفيق ابو احمد الحركة الاسلامية، ويوسف عياد القائمة العربية الموحدة، ويترشح علي سلام كمستقل بعدما انشق عن الجبهة.

ويختار الناخب رئيس البلدية بورقة اقتراع والمجلس البلدي بورقة اخرى. واذا كان هناك اكثر من ثلاثة مرشحين، فان الفوز يتم على من يجتاز الاربعين في المئة، والا ستعاد الانتخابات بين المرشحين الاثنين اللذين يحققان افضل نتيجة. وانتشرت في شوارع الناصرة على الجدران والشرفات صور المرشحين للرئاسة وصور قوائم المرشحين لعضوية البلدية. وتشير المعطيات الى ان عدد النساء العربيات المرشحات للعضوية في مجالس السلطات المحلية يبلغ 173 امراة في 46 مجلسا بلديا.

واشارت حنين زعبي الى انها قدمت الى الكنيست مرتين مشروع قانون يعطي كوتا خاصة للمرأة في الانتخابات المحلية والبرلمانية، لكن مشروع القانون سقط مرتين. وفي مدينة سخنين في الجليل المعروفة بفريق اتحاد ابناء سخنين لكرة القدم، الذي حقق بطولة كاس اسرائيل عام 2004، علقت صور رئيسة قائمة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة المحامية سمر ابو يونس (40 عاما)، وهي اول امراة عربية تتراس قائمة عضوية للمجلس البلدي.

وتقول ابو يونس الام لاربعة اولاد لوكالة فرانس برس quot;للاسف ان الجبهة كانت مقصرة في وضع النساء في قوائم مضمونة رغم انها كانت تنادي بالمساواة، لكنني متفائلة في هذه الانتخابات، وآمل بان تحصل النساء على مقاعد اضافية، وانا الان اترأس القائمة لذلك سيكون مكاني مضمونا في المجلس البلديquot;.

وتضيف ابو يونس ان بامكان المراة الاهتمام بـquot;قضايا خاصة بالاطفال والنساء والشبابquot; في المدينة التي تعد 28 الف عربي، موضحة ان سخنين تحولت الى مدينة اسمنت quot;بعدما كان امام كل بيت حديقةquot;. وتقوم سمر ابو يونس بجولات انتخابية فتزور المنازل، وتسعى إلى كل صوت في هذه المعركة الانتخابية التي تتداخل فيها العائلية مع السياسة. وتجول في شوارع سخنين سيارات تحمل اعلاما بالوان الاحزاب المتنافسة اضافة الى صور المرشحين.

وترى عايدة توما من الجبهة الديوقراطية التي خاضت انتخابات الكنيست عام 2008 وفشلت لكونها كانت في المرتبة الخامسة على القائمة، ان دخول نساء الان في الانتخابات البلدية هو quot;حصيلة تجربة نسائية طويلة وعمل جادquot;، مضيفة quot;نحن خمس جمعيات قمنا بالائتلاف لدعم النساء في خوض الانتخابات لاقناع الاحزاب بضرورة تمثيلهن في مواقع متقدمة، فمثلًا للمرة الاولى تشارك نساء عربيات في انتخابات مدن حيفا واللد والرملةquot;.

وختمت عايدة توما quot;قمنا بتدريب النساء اللواتي ترشحن على كيفية الحديث مع الجماهير والتعامل مع الضغوط والظهور وكل المهارات التي تحتاجها المراة، وقد شاركت نساء من مختلف الاطياف والاحزاب والمستقلات في هذه التدريباتquot;. وخلال الانتخابات السابقة عام 2008، ترشحت 149 امرأة، معظمهن في مواقع غير مضمونة، ولم تستطع سوى ست نساء عربيات من الوصول الى عضوية المجالس المحلية.