غدي طفل نضال وخلود سكرية اللذين تزوجا مدنيًا في لبنان هو مولود من دون مذهب وطائفة، وسبقه أطفال كثيرون في لبنان، فأي حقوق لهؤلاء في ظل نظام طائفي سائد؟.

بيروت: نشر نضال درويش وخلود سكرية، اللذان تزوجا مدنيًا في لبنان، صورة عن إخراج قيد طفلهما غدي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدت خانة القيد الطائفي مشطوبة. وهنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عبر quot;تويترquot; نضال وخلود واللبنانيين بولادة غدي كمولود يسجل من دون طائفة.

المعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا الامر انجازًا تاريخيًا، وخطوة جريئة في مستقبل الوصول الى نظام علماني في لبنان.

وغدي ليس الطفل اللبناني الاول الذي يشطب قيده الطائفي، سبقه عدد من الاطفال في لبنان، ويبقى السؤال هل جميع هؤلاء الاطفال يتمتعون بحقوقهم المدنية في لبنان؟

يحيي الخبير القانوني الدكتور منيف حمدان كلاً من نضال وخلود سكرية على شطب مذهب ابنهما غدي عن الهوية اللبنانية، ويقول في حديثه لـquot;إيلافquot; إن الخطوة التي اقدم عليها والدا هذا الطفل هي اطلالة فجر رائع على لبنان، لأن العلمانيين رغم ايمانهم بأديانهم، يسلكون الخطى الرائعة جدًا في سبيل تخليص لبنان من النظام الطائفي البغيض والمدمر، الى نظام علماني، يُفصل فيه الدين عن الدولة، وتكون علاقة المؤمنين بربهم كما يشاؤون في المجلس والكنيسة والجامع، اما علاقاتهم مع بعضهم البعض فيجب أن تُحكم بقانون مدني موحد للاحوال الشخصية.

ويضيف: quot; نتمنى للكثيرين امثال نضال وخلود أن يستمروا في هذه الطريقquot;.

ويتحدث حمدان عن الطائفة الثامنة عشرة التي لحظها المشترع الفرنسي في ثلاثينات القرن الماضي، اذ اعتبر المشترع الفرنسي بثقافته الحقوقية، أنه قد يكون في لبنان اناس لا ينتمون الى أي طائفة من الـ17 التي كانت سائدة في لبنان، أو قد يوجد اشخاص، كنضال وخلود يرغبون بتطبيق القانون المدني، فأنشئت هذه الطائفة الثامنة عشرة قبل أن يعترف بالطائفة القبطية التي أخذت هذا الرقم في احوالنا الشخصية واصبحت بالتالي طائفة المدنيين تسمى بـquot;طائفة الحق العامquot;، ولقيت قبولاً كبيرًا من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق.

وسيأتي يوم ليس ببعيد كثيرًا، يضيف حمدان، نقوم فيه بإنشاء هذه الطائفة العلمانية حتى تضم كل العلمانيين بمختلف مشاربهم، ويكون لها شأن عظيم في انقاذ لبنان من محنته التي يتحكم بها السياسيون والطائفيون.

حقوق مدنية

ماذا عن الحقوق المدنية للطفل الذي لا مذهب له في لبنان؟ يجيب حمدان:quot; إن هذه النقطة يجب أن تُعالج في المستقبل، فيؤلمنا أنه في بعض الوظائف هناك للطائفية دور كبير في هذا الخصوص، اما في وظائف أخرى فإنه ليس للطائفة أي شأن كالقضاء مثلاً.

ولكن يجب تدارك الامر لأنه نخشى في ظل سطوة الطائفية، أن يُحرم مثل هؤلاء الاطفال من حقوقهم الوظيفية.

وما أخرّنا في انشاء الطائفة العلمانية أو الطائفة الثامنة عشرة هو هذه المسألة بالذات.

الترشح على الانتخابات

ماذا عن الانتخابات والترشح في لبنان؟ يجيب حمدان يستطيع من لا مذهب له أن ينتخب بحرية، ولكن اذا اراد أن يترشح الى مقعد نيابي ففي ذلك صعوبة لأن النواب مقسمون طائفيًا، ولكل طائفة حصتها.

والخطوة الاولى التي يجب أن نأخذهافي الاعتبار في قانون المجلس النيابي في تعديله وانشائه قريبًا، أن يلحظ مراكز محددة للعلمانيين، الذين لا يريدون تطبيق القانون الطائفي.

اما عن موضوع الارث بالنسبة للمولود مشطوب الطائفة، فيؤكد حمدان أن موضوع الارث محكوم بالاحوال الشخصية، وأن الاهل العلمانيين يستطيعون تجاوز هذه العقبة، إما بالوصية كما في الطائفة الدرزية حيث يستطيع الاب أو الام أن يوصي بكل املاكه لمن يشاء من دون أي حواجز أو حدود.

ولكن في بعض الطوائف الأخرى، كالطائفة المسيحية هناك حصص محفوظة للورثة، اما لدى الطائفتين الاسلاميتين الكبيرتين السنة والشيعة، هناك نص قرآني يقضي بأن لا ارث ولا وصية لوارث، واعتقد اذا بقي هذا النظام قائمًا يستطيع الاب والام أن يبيعا ابنهما العلماني كل ما يملكان خلال حياتهما.