سيطرت قوات الأمن المصرية على الاشتباكات الطلابية التي اندلعت داخل جامعة الأزهر اليوم الأربعاء، وأنهت الحصار الذي فرضه أنصار جماعة الإخوان المسلمين على رئيس الجامعة، الدكتور أسامة العبد.


القاهرة: نجحت قوات الشرطة في إخراج شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب من مبنى المشيخة، بعد حصار طلاب جماعة الإخوان المسلمين لها، ومحاولاتهم إقتحامها، والإعتداء عليه، كما نجحت في إخراج رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد من المقر الإداري للجامعة، بعد اقتحام الطلاب له، واحتجازه مع مسؤولي الجامعة بداخلها.

وألقت قوات الشرطة القبض على نحو 25 طالبًا، بالإضافة إلى مراسل قناة الجزيرة، معاذ عبد الرحمن، ووقعت إشتباكات بين الطلاب وعناصر الشرطة، إلا أنها لم تسفر عن سقوط قتلى.

ودعا نادي أعضاء هيئة التدريس في جامعة الأزهر، إلى عودة الحرس الجامعي للجامعات لإنهاء ما وصفه بـquot;حالة الانفلات الأمني التي تشهدها الجامعات بسبب تظاهرات طلاب الإخوانquot;، كما دعا إلى quot;تحريم التظاهرات في الجامعات في الفترة الحالية، ومنعها قانونا لحماية الجامعة من التخريب وأعمال الشغب، على أن يتم تطبيق عقوبة الخدمة العامة على الطلبة المخالفينquot;.

وكان المئات من طلاب جامعة الأزهر المنتمين إلى الإخوان والتيار الإسلامي اقتحموا المبنى الإداري للجامعة، الذي يعتبر مقرًا لرئيس الجامعة ونوابه، وكسروا محتوياته إحتجاجًا على ما وصفوه بـquot;الإنقلاب العسكريquot; ضد الرئيس المعزول محمد مرسي.

وألقى الطلاب المحتجون محتويات المبنى إلى الخارج، وحطموا النوافذ الزجاجية، واضطر رئيس الجامعة أسامة العبد إلى الإستغاثة بوزارة الداخلية لفلك الحصار عنه هو ومسؤولي الجامعة، بعد احتجازهم وإغلاق أبواب المقر الإداري بالجنازير.

الشرطة استجابت

وأطلق الطلاب الذين كان بعضهم يحمل أسلحة الخرطوش وأسلحة بيضاء طلقات باتجاه الأمن الجامعي. واقتحمت قوات الشرطة الجامعة إستجابة لاستغاثة رئيسها. وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن وزارة الداخلية كانت تواجه مشكلة خطيرة بسبب تصاعد أعمال العنف في جامعة الأزهر، وعدم قدرتها على التصدي لجماعة الإخوان، في ظل إلغاء الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية، وتحريم دخول قوات الأمن إلى أي حرم جامعي على مستوى الجمهورية.

وأضاف المصدر أن الشرطة إستجابت لاستغاثة رئيس الجامعة، وأرسلت قوات من إدارة مكافحة الشغب بعد الحصول على إذن قضائي من النيابة العامة، مشيرًا إلى أن أفرادًا من النيابة صاحبت القوات أثناء دخول الحرم الجامعي، لتكون عملية فض الشغب وإلقاء القبض على الطلاب المتورطين في أعمال العنف تحت رقابة القضاء المصري.

ولفت إلى أنه رغم فرض حالة الطوارئ، إلا أن الشرطة لا تتعامل بها، ورغم أن الطوارئ تمنح الشرطة الحق في اقتحام أية منشآة والتصدي للعنف أو الخروج على القانون.

الإتحاد يدين

وأدان اتحاد طلاب جامعة الأزهر اقتحام طلاب الإخوان مبنى إدارة الجامعة، ووصفه بأنه quot;أمر مشين ندينه ونعترض على وجوده بكل ما أوتينا من قوةquot;. وأضاف الاتحاد، في بيان له: quot;لن يقبل أن يحيد طلاب الأزهر أو غيرهم عن المسار السلمي قيد أنملةquot;، مشيرًا إلى أنه مع كل الطلاب المتظاهرين المعبرين عن حقهم بكل سلمية وهذا ما كان منهم طوال العشرة أيام الماضية.

ودعا الاتحاد بكل قوة إلى التحلي بـquot;السلمية والتحضر فهما الطريق الأمثل للتعبير عن الرأي ولا بديل عنهماquot;، لافتًا إلى أن الإتحاد يلتزم بهما، quot;مهما حاول المتربصون جرنا إلى غير ذلكquot;. وقال إن تلك المبادئ هي ما quot;ربانا عليه أزهرنا وما سنحافظ عليه دوما ما بقيت فينا حياةquot;.

وأشعل طلاب جماعة الإخوان المسلمين التظاهرات في جامعة الأزهر منذ بدء الدراسة بها، وتسببوا بأعمال عنف واسعة النطاق، وكان الذراع الطلابية للجماعة بـquot;الأزهرquot;، وهي أسرة quot;جيل النصر المنشودquot;، تقف وراء تلك الأعمال التي شوهت الحرم الجامعي، وينسب إليها القيام بتدريبات ما عرف بـquot;مليشيات الأزهرquot; في العام 2007.

جيل النصر

وقال الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والإجتماعية، لـquot;إيلافquot; إن الأسرة بدأت نشاطها منذ 19 عامًا وحملت نفس اسم أحد كتب الدكتور يوسف القرضاوي quot;جيل النصر المنشودquot;، مشيرا إلى أن أنشطة الأسرة خدمية ودعوية بالأساس. ولفت إلى أنها تمثل الذراع الطلابية للجماعة داخل الأزهر، وتتفرد الأسرة بأن لديها أفرعا في كل كليات الجامعة، لا ينافسها في ذلك إلا أسرة quot;نبض الأزهرquot; المحسوبة على الدعوة السلفية.

وذكر عامر أن تلك الأسرة قامت بدور واضح في حشد الطلاب للتظاهر والقيام بأعمال شغب في أوساط الأزهر مع بدء الدراسة منذ نحو أسبوعين، مشيرًا إلى أن هذه الأسرة الأكثر إنتشارًا بين الطلاب في مختلف المحافظات في جامعة الأزهر، ويمثل المنتمون إليها نحو 30% من الطلاب، يليهم الطلاب المنتمون للتيار السلفي بنحو 20%.

ولفت عامر إلى أن الجماعة تستميل الطلاب من خلال توفير الكتب والمذكرات بأسعار رخيصة أو بالمجان، وتستقطبهم من خلال إقامة الأنشطة والرحلات الترفيهية، وسرعان ما يتحولون إلى أعضاء في الجماعة، يأتمرون بأوامرها.