أسامة مهدي: دعت منظمة حقوقية عراقية مفوضيات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التدخل فورًا لوقف ما قالت إنها ممارسات بشعة ومعاملة قاسية، يتعرّض لها المعتقلون في السجون العراقية، واتخاذ ما يقتضي من إجراءات قانونية لإيقافها وإجراء التحقيق فيها، وإحالة مرتكبيها إلى القضاء الجنائي الدولي لينالوا جزاءهم العادل.
وفي رسالة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان وجميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وحصلت quot;إيلافquot; على نسخة منها، قالت جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا الجمعة إن التقارير الواردة من داخل العراق تشير إلى تعرّض السجناء والموقوفين العراقيين إلى أبشع أنواع المعاملة والظروف القاسية من قبل إدارة السجون والمعتقلات.
وقالت إن اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين قد أكدت في ندائها العاجل هذا اليوم منع السلطات العراقية تزويد المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة، كالسكر وضغط الدم والقرحة وغيرها، بالأدوية وتوفير العلاج اللازم وحرمانهم من الغذاء الصحي بقصد تعريضهم للموت البطيء.
أضافت الجمعية، التي يترأسها الحقوقي الدكتور طارق علي الصالح: quot;بما أن هذه الممارسات تتناقض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في القانون الدولي الإنسانيquot; لذا فإن الدعوة موجّهة إلى كل منظمات حقوق الإنسان الدولية للتدخل الفوري وإرسال مندوبيها للإطلاع على أحوال المسجونين والمعتقلين، وخاصة سجن الكاظمية في بغداد السيء الصيت، واتخاذ ما يقتضي من إجراءات قانونية، لإيقاف هذه الجرائم وإجراء التحقيق فيها، وإحالة مرتكبيها إلى القضاء الجنائي الدولي لينالوا جزاءهم العادلquot;.
وكانت منظمة quot;عيون الشعب العراقيquot; قد أكدت الأربعاء الماضي أن إدارة سجن الكاظمية في بغداد قد منعت الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، مثل ضغط الدم والسكري والقرحة النازفة وغيرها من الأمراض الخطيرة، والتي لا توفرها إدارة السجن، لذلك تضطر عوائل المعتقلين، ومنهم قادة النظام العراقي السابق، إلى جلبها لهم، لأن الأدوية التي توفرها إدارة السجن هي عبارة عن جرع ناقصة لا تكفي لأنها أقل من المطلوب للعلاج الطبي quot;في عملية متعمدة هدفها قتل المعتقلين عن طريق عدم وجود دواء كاف لهم، رغم أن الاتفاقيات الدولية للأسرى والمعتقلين والسجناء حتى العاديين تنص على توفير الدواء والعلاج لهم.
وأشارت المنظمة في بيان صحافي إلى أن إدارة السجن قد زادت الأمر سوءًا بمنعها الزيارات العائلية الشهرية والاتصال التلفوني الشهري على الرغم من الدقائق القليلة التي تعطى لهم، ولذلك فقد قرر الأسرى الإضراب عن الطعام، التي تقدمه إدارة السجن، والذي لا يتناسب مع الأمراض وكبر السن، وعدوا منع الدواء والغذاء عنهم بمثابة الإعدام مرضًا وجوعًا.
وشددت على أن ما يجري في سجن الكاظمية خطير، ويتناقض مع أبسط حقوق الإنسان والأسرى والمعتقلين والسجناء.. وناشدت المعنيين بحقوق الإنسان التدخل الفوري لإيقاف عملية إعدام الأسرى ببطء عن طريق منع الدواء والغذاء عنهم بصورة مبرمجة هدفها القتل والتخلص منهم.
التعليقات