فاز النائب عاطف الطراونة برئاسة مجلس النواب الأردني من دون الحاجة إلى إجراء جولة ثانية للانتخاب، بعدما أعلن النائب عبد الكريم الدغمي تنازله لمصلحة زميله الطراونة، ليعلن رئيس الجلسة النائب محمد الحاج فوز الطراونة من الجولة الأولى.


عمّان: ترشح في الجولة الأولى كل من المهندس سعد هايل السرور وعاطف الطراونة وعبد الكريم الدغمي، حيث حصل الطراونة على 60 صوتًا، وحصل السرور على 37 صوتًا، وحصل الدغمي على 43 صوتًا، ولم يحقق أي منهم الغالبية، فتم الانتقال إلى جولة ثانية بين أعلى اثنين، وهما النائب الطراونة والنائب الدغمي، لكن هذه الجولة لم تجر بسبب انسحاب النائب الدغمي.

وقد صوّت في الجولة الأولى 145 نائبًا، حيث وجد من بين أوراق التصويت ورقة واحدة بيضاء، وألغت اللجنة المشرفة على الانتخابات أربع أوراق أخرى. وقال الطراونة إثر إعلان النتائج ان مجلس النواب السابع عشر اعلن مبكرا انحيازه لمصالح من يمثلهم من الشعب، وعليه ان ينحاز دائمًا للحق ومع الحق، لكن غياب بعض التوضيح في المواقف ادى الى الالتباس في الفهم وجعل من صورة المجلس في الاعلام غير ما كان عليها في الواقع.

واضاف quot;ما زال مشوارنا طويلًا، وما زلنا نجتهد في التسابق نحو تحقيق الاهداف الوطنية في الاصلاح والتحديث والتطوير، وعلينا امام هذا الواقع ان نتحلى بالحكمة المطلوبة والخبرة اللازمة والاداء المقنع، حتى نتمكن من تكريس مكانة السلطة التشريعية شريكا دستوريا في المسؤولية لنا حق في محاسبة المؤسسات وعلينا حق محاسبة الشعب لنا على اساس الثقةquot;.

دعم فلسطين وسوريا
وقال ان مجلس نوابنا هو مركز اساسي من مراكز صناعة القرار وسيظل الداعم لجهود الاشقاء الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وقيام دولتهم عبر عملية سياسية شاملة تعيد الحق لاصحابه وترفع الظلم عن اشقائنا. وفي ما خص الأزمة السورية، قال quot;سنظل داعين إلى حفظ امن واستقرار الدولة السورية شعبا واحدا ومؤسسات راسخة، كما سنظل داعمين لجهود حل الازمة السورية ووقف الاقتتال السوري السوري، من خلال دعم جهود الحوار السوري السوري عبر عملية سياسية سلمية تحفظ دماء الشعب السوري ووحدته وسلامة اراضيه من شبح التقسيم والتفتيت لتعود سورية إلى حضنها العربي مجددًا آمنة مستقرة وظهيرًا اصيلquot;.

وقبل ان يعلن النائب عبد الكريم الدغمي انسحابه من خوض انتخابات الجولة الثانية لرئاسة مجلس النواب القى كلمة شكر فيها كل النواب على الجهد الطيب الذي كرسوه لهذا العرس الديمقراطي، وقدم الشكر للملك عبدالله الثاني على تفضله بافتتاح الدورة العادية الاولى لمجلس النواب السابع عشر، كما قدم التهنئة لرئيس المجلس النائب الطراونة، واعلن التفافه حول رئاسة مجلس النواب ليكون عونا له لتمكين المجلس من انجاز ما يستطيع من تشريعات خدمة للوطن وابناء الوطن، وقال لقد تنافسنا اليوم بشرف وهذه ارادة الغالبية، ويجب ان نحترمها من دون زعل.

النسور مهنئًا: حدث فريد
هذا وبارك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لرئيس مجلس النواب عاطف الطراونة بالفوز برئاسة المجلس باسمه وباسم الحكومة. وقال رئيس الوزراء في كلمة له امام النواب لقد شهدنا تحت هذه القبة حدثا فريدا لم اشهده وانا قد عاصرت البرلمان عشرات السنوات. وقال ان الروح التي تجلت اليوم روح التوافق وروح عزم مجلس النواب نحو المستقبل مبشرين بتوجيهات صاحب الجلالة، حيث دعانا الى التعاون والايثار، لان الوطن بحاجة الى هذه الجهود وهذا التعاون.

وفي انتخابات المكتب الدائم للمجلس لانتخاب نائبي رئيس المجلس ومساعديه فقد فاز بمنصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب النائب احمد الصفدي وحصل على 39 صوتا، فيما فاز لموقع النائب الثاني لرئيس مجلس النواب النائب مازن الضلاعين وحصل على 42 صوتا.

وفاز بموقع مساعدي الرئيس النائب محمد الخصاونة وحصل على 59 صوتا والنائب عبدالله عبيدات وحصل على 49 صوتا، وقد ترشح لموقع مساعدي الرئيس النواب زيد الشوابكة ومحمد الردايدة وعبدالله عبيدات وآمنة الغراغير وعلي بني عطا ومحمد الخصاونة، وبعد ذلك فوض النواب المكتب الدائم للمجلس تشكيل لجنة الرد على خطاب العرش السامي الذي القاه جلالة الملك عبدالله الثاني امام النواب اليوم في افتتاح دورة البرلمان العادية الاولى .

وبخصوص انتخابات لجان المجلس الدائمة قرر رئيس الجلسة النائب الاول لرئيس مجلس النواب احمد الصفدي ترك مهلة يومين امام النواب لتمكنهم من التسجيل لدى الامانة العامة في اللجان الراغبين فيها.

وكان نواب الأردن كثفوا جهدهم خلال الساعات الـ48 الماضية للوصول إلى القطبة المخفية بشأن رئاسة البرلمان الأردني في دورته الجديدة، التي افتتحها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد، علمًا أن أوساط تحدثت عن إحتدام المعركة في الساعات الماضية.

وتابعت الأوساط السياسية والبرلمانية الأردنية ظهر اليوم الأحد إطلالة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من داخل مقر البرلمان الأردني في حفل دستوري لبدء أولى الدورات البرلمانية العادية للبرلمان الأردني، لمعرفة مصير معركة برلمانية برلمانية للظفر بموقع قيادة البرلمان لعام مقبل، وهي معركة لم يقو أي نائب أردني على فك طلاسمها، خصوصًا لجهة تداخل أصابع كثيرة، أملت في الساعات الأخيرة إحتدامًا برلمانيًا للوصول إلى قيادة البرلمان.

منافسة محتدمة
ورغم أن الأجهزة الدستورية والسيادية تقول سرًا وعلنًا في فضاءات العاصمة الأردنية عمّان إنها تلقت توجيهات عليا بعدم التدخل في إنتخابات رئاسة البرلمان الأردني، إلا أن أوساطًا سياسية أردنية قالت لـquot;إيلافquot; إن حكومة الدكتور عبدالله النسور تُخالف هذه التوجيهات، لمصلحة أحد المرشحين للموقع البرلماني الأول، الذي يتنافس عليه حتى الآن الرئيس الحالي سعد هايل السرور، الذي يبدو حتى الآن خيارًا سياسيًا آمنًا على أصعدة كثيرة، وينافسه رئيس سابق للبرلمان هو عبدالكريم الدغمي، ثم يأتي اسم عاطف الطراونة، وبضعة مرشحين آخرين تبدو فرصهم للحلول مكان الرئيس الحالي شبه معدومة.

التصدي أهم من الرئاسة
يقول النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني النائب خليل حسين عطية لـquot;إيلافquot; إن الأردنيين يترقبون أداء برلمانيًا راقيًا في الدورة البرلمانية الجديدة، ولا يمكن إختصار نتائج هذه الدورة وتوقعاتها فيمن يجلس على كرسي رئاسة البرلمان، بل يجب على النواب العمل لمراقبة الحكومة وقوانينها ومنعها بكل السبل الدستورية والديمقراطية من التغول من جديد على جيوب الأردنيين.

ويشير النائب الأردني ضمنًا إلى إتخاذ حكومة الدكتور عبدالله النسور سلسلة قرارات إقتصادية صعبة، أثرت بشكل لافت على المعيشة اليومية للأردنيين، إذ بدا النائب عطية منذ إنتخاب البرلمان الأردني الحالي في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي أكثر النواب الأردنيين تصديًا لمشاريع الحكومة في اللجوء إلى جيوب الأردنيين، لتعويض العجز الحاد في الموازنة العامة.

لا فرق بين زيد وعبيد
ويلفت الناشط السياسي الأردني إبراهيم الحباشنة إنتباه quot;إيلافquot; إلى أن المأمول برلمانيًا هو تفعيل الإنطباع الإيجابي، الذي ساد وقت انتخابه في مطلع العام الحالي، وأن يقف إلى جانب الأردنيين في معركة الدفاع عن قوت ودخل الأردنيين، الذي يتناقص بشكل لافت يومًا بعد آخر، وأن لا يشغل الأردنيين، ولا يُضيّع وقته في التحضيرات والولائم السياسية لترتيب إنتخابات الرئاسة، لأن الأردنيين ينتظرون مراقبة وتشريعات برلمانية، بصرف النظر عمّن سيرأس البرلمان، لأنه لا فرق فعليًا بين زيد أو عبيد، فالرئيس أيًا تكن مهمته سياسية وتنظيمية، لا يخلق شعبية لبرلمان إذا ما قرر الالتفات لمكاسب وعوائد ضيقة.

برلمان ناقص 4
يشار إلى أن البرلمان الأردني يتكون من غرفتين تشريعيتين، (150 نائبًا منتخبًا، و75 من الأعيان يعيّنهم الملك)، ففيما جرى تشكيل مجلس جديد للأعيان يوم الخميس قبل الماضي، فقد جرى انتخاب النواب في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، إذ لم يعقد الأعيان أي جلسة حتى الآن، لكن النواب عقدوا دورة برلمانية غير عادية بعد انتخابهم مباشرة، قبل أن يعقدوا جلسة استثنائية، علمًا أن الدورة البرلمانية التي انطلقت اليوم الأحد متأخرة من موعدها الدستوري نحو أربعة أسابيع إستنادًا إلى صلاحيات الملك الأردني بالتأجيل شهرين كحد أقصى، انعقدت بدون 4 نواب، بسبب وفاة اثنين، ستعقد انتخابات تكميلية يوم السبت المقبل لسد شاغرهم، فيما فُصِل نائب آخر لتعديه بسلاح ناري داخل مقر البرلمان على نائب آخر جُمّدت عضويته لمدة عام كامل.