عينت حكومة حماس في قطاع غزة الصحافية إسراء المدلل ناطقة إعلامية باسمها باللغة الانكليزية، في سابقة هي الأولى من نوعها، هدفها توصيل رؤية الحكومة والقضية الفلسطينية إلى الغرب.

بيروت: مخطئ من يقول إن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لا تدلل النساء في غزة. فها هي إسراء المدلل، أول إمرأة تعينها حماس الفلسطينية متحدثة باسمها، في خطوة لا سابقة لها في الحركات الاسلامية.
جدارة وصورة إنسانية
والمدلل في الثالثة والعشرين من العمر، ولدت ونشأت في مصر حيث اقام والداها لاجئين، وتعلمت في مدارس برادفورد البريطانية، حيث شاركت في تظاهرات quot;أوقفوا الحربquot; المناهضة لغزو العراق في العام 2003 في بريطانيا. ثم درست الإعلام في جامعة مدينة غزة الإسلامية، وعملت صحافية في قناة الكتاب التلفزيونية المحلية، حيث اجرت مقابلات مع لورين بوث، شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، والمفكر اليساري الأميركي نعوم تشومسكي. وهذا يعني أن حماس انتخبتها لجدارتها الاعلامية اولًا، quot;ولتقديم صورة حقيقية وانسانية للقضية الفلسطينية، وللمعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، بمواجهة النقص والحرمان في ظل الحصار الاسرائيلي المستمر، وبعد تدمير انفاق التهريب من قبل السلطات المصريةquot;، كما قالت بنفسها لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
مسؤولية كبيرة
تنظر المدلل إلى تعيينها في منصبها الجديد على أنه مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقها، هدفها مخاطبة الإعلام الغربي، quot;فلدى الخطاب الأوروبي الكثير من المعايير والنقاط المختلفة عنها في أي خطاب آخر، واعرف أنني سأواجه الكثير من الصعاب، لكني أعتمد على إحاطتي بالمعرفة والتعلم والقانون الدولي الإنساني والتشريعات القانونية والخطاب السياسيquot;.اضافت المدلل: quot;معظم الناس في بريطانيا لا يعرفون فلسطين ويسألونني إن كانت تقع في أفريقيا أو في اليابان؟ كما كانت بعض زميلاتي في المدرسة يسألن أين فلسطين على الخريطة، وعندما فتحت لهم الخريطة، لم تكن هناك فلسطين، بل اسرائيل فقط، ومهمتي أن أنطق وأتحدث بصوت عال عبر خطاب إنساني موجه إلى العالم أجمعquot;.

تطوير الخطاب
وبما أن حماس درجت على اختيار الرجال ناطقين إعلاميين، تعد مهمة المدلل صعبة في ظروف سياسية استثنائية في تعقيدها، في قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية عمومًا، بعد الأحداث التي مرت بها مصر، وسقوط الاخوان المسلمين، الذين كانوا عونًا لحماس. وتؤكد المدلل أن حكومة حماس عينتها في منصبها من دون أن تفرض عيها خطوطًا حمراء، إلا المصلحة الفلسطينية العليا. وفي هذا الاطار، تلتزم المدلل ارتداء الحجاب الإسلامي، ومقاطعة وسائل الإعلام الإسرائيلية، متقيدةً بقرار صادر عن حكومة حماس في هذا الشأن.ونقلت تقارير صحافية عن المهندس إيهاب الغصين، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الناطق باسم حكومة قطاع غزة المقالة قوله إن الهدف من وراء تعيين المدلل تطوير الخطاب الإعلامي الفلسطيني، والعمل على إيجاد ناطقين بلغات أجنبية لتوصيل رؤية الحكومة والقضية الفلسطينية إلى الغرب، والتأكيد على دور المرأة الفلسطينية المميز والكبير في خدمة القضية الفلسطينية.