أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، أن المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل استقالوا احتجاجًا على عدم تحقيق تقدم في المفاوضات.


نصر المجالي: هذا القرار هو مأزق جديد للمحادثات التي استؤنفت مع إسرائيل في يوليو/ تموز، والتي قال مسؤولون من الجانبين إنها لم تحقق تقدمًا يذكر رغم تفاؤل الراعي الأميركي.

وتعتبر أعمال الاستيطان المتواصلة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية وموقفها من مصير القدس ومطالب الاعتراف بـquot;يهوديةquot; إسرائيل، ودعوات جماعات يهودية إلى اقتحام المسجد الأقصى من أبرز العقبات أمام السلام وتحقيق أية تسوية في المدى المنظور.

وكان مصدر فلسطيني مطلع على عملية المفاوضات قال خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة: quot;هناك أزمة حقيقة بين فريقي المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليينquot;.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية على لسان عباس تصريحاته لتلفزيون quot;سي بي سيquot; الأميركي قال فيها: quot;إن هذه الخطوة لن توقف المفاوضاتquot;، مشيرًا إلى أنه يحاول الآن إقناع المفاوضين بالعدول عن قرارهم، وإلا فسيقوم بتشكيل طاقم جديد، في الوقت الذي بيّن فيه أن استئناف المفاوضات سيحتاج فترة أسبوع آخر.

أضاف عباس: quot;جولات المفاوضات التي جرت مع إسرائيل حتى الآن، لم تحقق أي تقدم في أي من الملفات، وإنما كانت مجرد أحاديثquot;، على حد تعبيره، مهددًا باللجوء إلى خيارات عدة في حال فشل المفاوضات بعد فترة الأشهر التسعة المقررة لها، بما في ذلك احتمال التوجّه إلى مجلس الأمن الدوليquot;، بحسب ما نقله تقرير الإذاعة.

دعوة إلى المجتمع الدولي
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية quot;الدول كافة، خاصة الرباعية الدولية والولايات المتحدة الأميركية، بتحمّل مسؤولياتها وفقًا للقانون الدولي، في توفير الحماية لشعبنا، وأرض دولة فلسطين المحتلةquot;.

ودعت الوزارة في بيان نشر على وكالة الأنباء الفلسطينية إلى quot;عدم الاكتفاء بالإدانات التي أصبحت تتعايش معها الحكومة الإسرائيلية، واتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية والدبلوماسية اللازمة لوقف العمليات الاستيطانية، حماية للمفاوضات، ولمبدأ حل الدولتين، وحفاظًا على الأمن والاستقرار في الإقليم برمتهquot;.

وكانت آخر جولة مفاوضات جرت قبل أيام على هامش زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى القدس في إطار الجهود المبذولة لدفع مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تمر بعقبات، يلقي كل طرف اللوم فيها على الآخر.

نتنياهو قلق
وكان كيري اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث قال الأخير: quot;أنا قلق من تطور عملية المفاوضات.. أنا أرى الفلسطينيين يضعون عواقب صناعية.. ويتجنبون ويهربون من الإقدام على قرارات تاريخية ضرورية لإحلال السلامquot;.

وحينها، عبّر مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات عن تشاؤمه من إحراز أي تقدم، وقال: quot;الأزمة تتمحور حول عمليات بناء آلاف المستوطنات الجارية حاليًا في الضفة الغربية والقدس، إلى جانب إدعاءات إسرائيل بأن الفلسطينيين وافقوا على استكمال بناء هذه المستوطنات مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيينquot;.

أما وزير الخارجية الأميركي فقال: quot;إسرائيل تستحق الحياة بسلام، والفلسطينيون يستحقون دولة لهم، وأن يعيشوا بسلام، وهذا ما نحن نعمل لتحقيقهquot;.

نقص الثقة
إلى ذلك، قال المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط إندرياس رينيكي، الأربعاء، إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية الآن تحت رعاية أميركية تنقصها الثقة وتسودها السرية.

وأعرب خلال زيارته للأردن - حيث يشارك في منتدى عمّان الأمني - عن دعم الاتحاد الأوروبي لمهمة كيري، مشيرًا إلى أنها تواجه quot;بعض الصعوباتquot;، مثل الأمن، واعتبر أن هذه القضية مسألة مهمة لإسرائيل.

ودعا الفلسطينيين والأردنيين إلى ضبط النفس تجاه الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، قائلًا quot;نعرف مكانة هذا المسجد لديكم جميعًاquot;.