وضع محرك غوغل صورة لصخرة الروشة على صدر موقعه اليوم، مشاركًا اللبنانيين بذكرى استقلالهم عن فرنسا، بينما هم يتحسرون على جنسية فرنسية حرمهم منها استقلال لا يعرفون منه إلا كلمة فارغة من كل معنى.

لا يغادر محرك البحث غوغل مناسبة إلا ويحشر أنفه، أي موقعه، فيها، بشكل إيجابي طبعًا. فعلى صدر صفحته، تتزين كلمة غوغل بأشكال وألوان مبتكرة، تتصل بمناسبات دولية، وبأيام عالمية، وبأعياد إقليمية ومحلية.
وشأنه في كل عام، يشارك غوغل اللبنانيين اليوم quot;فرحةquot; سبعة عقود من الاستقلال عن فرنسا. وفي هذا اليوم، أي في الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، يضع غوغل على صدر صفحته الافتتاحية رمزًا لبنانيًا لا يخفى على أحد... صخرة الروشة الأثرية.
استغلال؟
لكن الاحتفال بالاستقلال في لبنان بعيد عن صخرة الروشة، حيث العرض العسكري في شارع شفيق الوزان، كما في كل عام. وإن كان غوغل وبعض الدولة اللبنانية تحتفي بسبعين عامًا من الاستقلال، كان الناشطون اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون فعليًا إن كان ثمة ما يستحق الاحتفاء به، خصوصًا بعد تورط أكثر من نصف لبنان في تنفيذ أجندات لا علاقة للبنان بها. فذكر أحد المغردين على تويتر بما حصده لبنان من سياسة الأحلاف منذ العام 1958 إلى اليوم، سائلًا: quot;هل تخلينا عن استقلالنا وسمحنا للعالم باستغلالنا؟quot; وآخر سأل أيضًا: quot;اما زلنا على حيادنا الإيجابي؟quot;.
وثمة مغردون سخروا من الاحتفالات السنوية، مع ما يمر به البلد من انهيار اقتصادي واجتماعي، ومن ارتهان إقليمي ودولي، حتى بلغ بأحدهم أن يقول إنه يحتفي اليوم بالذكرى السبعين لحرمانه من الجنسية الفرنسية.

حديث صعب
اللافت هذا العام كان رسالة رئيس الجمهورية اللبنانية للشعب اللبناني بمناسبة الذكرى السبعين للاستقلال، التي استصعب فيها الحديث عن الاستقلال، إذا ما عجز اللبنانيون عن تنظيم الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة والجلوس إلى طاولة الحوار من دون التنكر لما توافقوا عليه سابقًا، غامزًا من بيان بعبدا حول حياد لبنان، الذي تنصل منه حزب الله، أو إذا ما فشلوا في إجراء انتخابات رئاسية ضمن المهل الدستورية.
أضاف: quot;جاءت موجة التفجيرات المخزية، وآخرها التفجير المدان الذي استهدف السفارة الايرانية وأدى الى قتل وجرح عشرات الأبرياء، ليؤكد ما بات يتهدد الوطن من مخاطر فتنة وإرهاب مستوردquot;.
وقال إنالاستقلال لا يستقيمويعتبر ناجزاً إذا استمر اللبنانيون في ترسيخ الطائفية في النفوس، وإذا قررت أطراف أو جماعات لبنانية الاستقلال عن منطق الدولة، quot;أو إذا ما ارتضت الخروج عن التوافق الوطني، باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة، وتعريض الوحدة الوطنية والسلم الأهلي للخطرquot;.