أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن وواشنطن أكدتا دعمهما لجهود تحقيق انتقال سياسي في ليبيا بقيادة ليبية، وكذلك دعم ليبيا لاستعادة الاستقرار الأمني.


تحادث وزيرا خارجيتي بريطانيا وليام هيغ وأميركا جون كيري مع رئيس الحكومة الليبية علي زيدان في منزل السفير الأميركي في لندن، الأحد. وأطلع زيدان الوزيرين على آخر التطورات في ليبيا، بما في ذلك جهود تحقيق تسوية سياسية بقيادة ليبية.

وقد أكد وزير الخارجية هيغ التزام المملكة المتحدة في دعم عملية الانتقال في ليبيا، وخصوصًا التسوية السياسية بقيادة ليبية. وفي سياق هذا الدعم البريطاني، تدرب بريطانيا 2,000 من أفراد القوات المسلحة الليبية على المهارات الأساسية للمشاة.

وقد رحب وزيرا خارجيتي بريطانيا هيغ واميركا كيري بانسحاب الميليشيات المسلحة من طرابلس وأعربا عن أملهما بأن تكون تلك خطوة تجاه توفير قوات الأمن الحكومية للأمن الوطني. وتلتزم المملكة المتحدة والولايات المتحدة بالعمل عن قرب مع الشركاء الأوروبيين والأمم المتحدة لضمان حصول ليبيا على كافة الدعم اللازم لتحسين أمنها واستقرارها.

تصريح كيري

ومن جانبه، قال كيري quot;تحادثنا مع رئيس الحكومة في الامور التي يمكن ان نقوم بها معاً، بريطانيا والولايات المتحدة واصدقاء آخرون، لمساعدة ليبيا على عودة الاستقرار التي تحتاجهاquot;. وقال كيري ان ليبيا شهدت quot;اضطرابات خطيرة في الاسابيع القليلة الماضيةquot; وواجهتها quot;تحديات اقتصادية وامنيةquot;.

وشكر رئيس الحكومة الليبية كيري وهيغ على quot;التزامهما ودعمهما المتواصل للشعب الليبيquot; مذكراً بأن الليبيين quot;فعلوا اخيرًا الكثير للتخلص من المليشياتquot;. وبعد سقوط نظام القذافي في تشرين الاول (أكتوبر) 2011 شهدت ليبيا انهيار كامل المؤسسات الامنية، وتسلم الثوار السابقون الامن في البلاد ما ادى الى فوضى عارمة.

خشية احتلال أجنبي

وكان رئيس الوزراء الليبي حذّر من تدخل محتمل لقوات احتلالأجنبي في حال استمرت الفوضى السائدة في البلاد، قائلاً إن المجتمع الدولي لن يترك ليبيا هكذا منطقة في وسط البحر المتوسط مصدراً للإرهاب والعنف. واقترح زيدان تشكيل هيئة دولية تتولى نزع السلاح إذا لم يكن الليبيون قادرين على ذلك بأنفسهم.

وتزداد مخاوف وقلق المجتمع الدولي من تنامي ظاهرة الفوضى التي قد تفتح ليبيا كمعقل لعناصر القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لإعادة ترتيب صفوفها والعودة إلى موجة العنف التي بدأتها في مالي لتتوسع الى دول شمال أفريقيا.

ولا يزال شرق ليبيا وبنغازي مهد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011، ضحية انعدام الأمن بسبب هجمات واغتيالات أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 110 أشخاص.

وبالمقابل، تواجه القوات المسلحة الليبية صعوبات في السيطرة على الميليشيات والمتشددين الإسلاميين وغيرهم من المقاتلين السابقين الذين يرفضون تسليم أسلحتهم بعد مساهمتهم في الإطاحة بالقذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي. وسعت ليبيا إلى فرض سيطرتها على الميليشيات بإلحاق أفرادها للعمل في الحكومة وتكليفهم بحماية المقرات الحكومية. غير أن المسلحين غالبًا ما يحافظون على ولائهم لقادتهم ويقاتلون من أجل السيطرة على مناطق محلية.