اندلعت مساء الخميس اشتباكات ضارية في أنحاء من العاصمة الليبية بين مسلحين آتين من مصراطة وآخرين في العاصمة، في ما ينذر بلبننة ليبيا ما بعد الثورة.


بيروت: تبدو ليبيا على شفير الانهيار الأمني الكامل، إن لم تتمكن الحكومة الليبية من تدارك الأمر، والشروع في جمع الأسلحة من الميليشيات الليبية المتصارعة. فالوضع الليبي ينذر بلبننة كاملة لليبيا ما بعد الثورة وإسقاط نظام العقيد المقتول معمر القذافي.
حادث فردي
وفي آخر المستجدات، وقعت العاصمة الليبية طرابلس مساء الخميس الماضي في قبضة حرب شوارع حقيقية، انلعت في معظم انحائها، استخدمت فيها مختلف السلحة الثقيلة، من مضادات الطائرات وقذائف المدفعية، لتكون هذه المرة الثانية، أو الجولة الثانية من القتال، تشبهًا بطرابلس اللبنانية، التي تنام على جولة وتستفيق على أخرى.
وقد دارت الاشتباكات بين إحدى الميليشيات التي تتخذ من مدينة مصراطة مقرًا لها، وبين عناصر تابعين لميليشيات أخرى منتشرة في العاصمة، على خلفية سقوط قتيل من ميليشيات مصراطة في حادث فردي تطور إلى اشتباك، يوم الثلثاء الماضي. ويبدو أن ميليشيات مصراطة دخلت العاصمة مساء الخميس ونيتها الثأر لعنصرها المقتول.
حرب شوارع
ونقلت تقارير صحفية عن شهود عيان رؤيتهم سيارات نقل صغيرة ومتوسطة الحجم، عليها رشاشات ثقيلة ومضادات للطائرات، تنتشر في انحاء مختلفة من طرابلس، وتطلق النار بغزارة، بينما كان المسلحون يحاولون اجتياح منطقة سوق الجمعة في شرق العاصمة، تحت وابل من النيران والقذائف.
وقال هؤلاء الشهود إن مسلحين متمركزين على أحد الجسور أطلقوا القذائف الصاروخية على المهاجمين، بينما كانت الرشاشات الثقيلة بجانب وزارة الخارجية تمطر المناطق كافة بزخات غزيرة من الرصاص المتفجر.
وأمكن مشاهدة طلقات استكشافية من المدافع المضادة للطائرات لتحديد أهدافها في سوق الجمعة، وعدة مناطق من طرابلس، تبعتها انفجارات مدوية. كما أمكن سماع دوي القذائف الصاروخية بالقرب من وزارة الخارجية ومبنى التلفزيون الليبي.
مواطنون مدافعون
وفي تقرير لوكالة رويترز، ورد أن مواطنين ليبيين في طرابلس الغرب خرجوا من منازلهم حاملين بنادقهم الآلية وقاذفات آر بي جي، لملاقاة المهاجمين وصدهم على أعقابهم، بينما وقف آخرون على حواجز متنقلة، لمنع المسلحين من الدخول إلى وسط المدينة.
ونقلت رويترز عن أحد هؤلاء قوله: quot;إننا نوقف اي مواطن آت من مصراطةquot;، بينما كان مسلحون على سيارة نقل صغيرة يكبرون، وهم يطلقون النار من رشاش مضاد للطائرات، ثبت على العربة.
أما في سوق الجمعة، فاستخدم المواطنون عواميد الانارة لإعاقة حركة سيارات المهاجمين وعرباتهم العسكرية، بحسب رويترز.