يقول المعارض كمال اللبواني إن لاهاي قبل جنيف، انطلاقًا من ضرورة محاكمة أركان النظام السوري، بينما يقول آخرون إن سوريا بحاجة الآن إلى الاستقرار وإعادة البناء، أي إلى تسويات سريعة، فجنيف تأتي أولًا.


يستضيف برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة اليوم كمال اللبواني، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، والمحامي محمود مرعي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان، في حلقة عنوانها quot;من لاهاي إلى جنيفquot;، اي بدلًا من أن يقلد رجال النظام السوري إلى المحاكم الدولية في لاهاي، يدور الحديث اليوم عن حل سياسي وعن تسوية في جنيف.

وقال اللبواني لـquot;إيلافquot;: quot;لا بد من المقارنة بين لاهاي وجنيف، لأنهما يرمزان إلى أمرين مختلفين، فجنيف تعني المزيد من الوقت والمزيد من القتل، بينما يجب أن نوقف القتل، أما لاهاي فتقول إن أساس الوجود هو العدالة ولايمكن للسلم أن يتم في المجتمع من دون تحقيق العدالة، وأن ما يجري داخل سوريا ليس صراعًا بين الدول، لذلك يجب أن يقاد النظام ورموزه إلى لاهايquot;.

صراع تاريخي

وأكد اللبواني أن النظام السوري استطاع أن يختفي وراء صراع تاريخي سني شيعي، وما حدث هو تحد سافر بكل معنى الكلمة. وقال: quot;أنجب هذا التحدي عصارة الفكر السني، فهو صراع رمزي على الهوية، والتطرف هو المدافع الرمزي عن الوجود السني، فإذا ما انتصر الاسلاميون في هذا الصراع سيتغير مستقبل المنطقةquot;.

ورأى اللبواني أن المطلوب هو تحطيم وجود العرب السنة في المنطقة، والعنف جاء كرد فعل على هذا التحدي.

وشدد اللبواني على أن القضية هي قضية وجود وكرامة، ولا تحل بالتصويت انما بالعدالة، quot;وقبل لاهاي لا يمكن لجنيف-2 أن يستمر، ولا يمكن اتهام الثوار بالإرهاب، فالذي يقاتل النظام بكل أشكاله هو النظام الذي ضرب السوريين بالسلاح الكيمياوي، لا يمكن إلا أن نقاتلهquot;.

وأضاف اللبواني: quot;لنا حق الدفاع عن أنفسنا، والصراع رمزي لايمكن تسويته كما تسوى المصالحquot;.

جنيف أولًا

من جانبه، اعتبر محمود مرعي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان، في تصريح لـquot;ايلافquot; أن لا بد من توافق دولي للخروج من الأزمة. وشدد على ضرورة وجود توافق اقليمي ومشاركة النظام والمعارضة بالخيار السياسي واستبعاد الخيار العسكري. وقال مرعي: quot;الناس تعبت، والبلد يحتاج لاعاده بناء، والحل في جنيف وليس في لاهايquot;.

إلى ذلك اعتبر خضر عبد الكريم، مدير المركز السوري للمجتمع المدني ودراسات حقوق الانسان، أن الحل لما يحدث في سوريا في جنيف لانه في النهاية ومهما طال الصراع فجميع السوريين سيعودون الى طاولة الحوار. وأكد لـquot;إيلافquot; أن الحل الاخير هو محاكمة الذين تلطخت أيديهم بالدم السوري.