عادت إلى العلن مجددًا مسألة عدم معالجة الكنيسة الكاثوليكية اعتداءات جنسية ارتكبها قساوسة بحق أطفال، لتطال اليوم الكاردينال تيموثي دولان، أسقف نيويورك، المرشح لخلافة البابا بنيديكتوس، فخضع للاستجواب بشأن موقفه من تلك الفضائح.
تلوث المجمع السري للكنيسة الكاثوليكية الذي سينتخب البابا الجديد بفضائح جديدة طالت الكاردينال تيموثي دولان احد المتنافسين على البابوية ، وكرادلة آخرين.
وأُخضع الكاردينال دولان، أسقف نيويورك، للاستجواب بشأن موقفه من فضائح الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية وضحاياها في ايراندا والولايات المتحدة وبلجيكا.
ومن أصل 116 كاردينالا سيجتمعون تحت زخارف مايكل انجلو التي تزين سقف كنيسة سيستين ، تُوضع علامات استفهام على موقف العديد منهم بشأن تخلف الكنيسة المنهجي عن معالجة الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قساوسة منحرفون ضد اطفال.
وتشكل علامات الاستفهام هذه مصدر إحراج كبير للحبر الأعظم في وقت يستعد البابا بنكدتوس السادس عشر للاستقالة الاسبوع المقبل.
استجواب أبرز المرشحين لخلافة البابا
وجرى رسميا استجواب اسقف نيويورك الكاريزمي تيموثي دولان الذي يعتبر من ابرز المرشحين لخلافة بندكتوس عن القساوسة المنحرفين في أبرشيته السابقة في مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن قبل ايام على سفره الى روما للمشاركة في اجتماعات المجمع السري. وتواجه الأبرشية التي قادها دولان من 2002 حتى عام 2009 اتهامات من نحو 500 شخص قالوا انهم تعرضوا لاعتداءات جنسية على يد قساوستها.
وقال متحدث باسم الكاردينال دولان انه quot;حريص على التعاون مع التحقيق بكل الطرق الممكنةquot;.
والكاردينال دولان (62 عاما) هو الكاردينال الثاني الذي يخضع للاستجواب خلال الأيام الستة الماضية بشأن دوره في فضائح الاعتداءات الجنسية التي انفجرت في الولايات المتحدة عام 2002. ومن المقرر استجواب الكاردينال روجر دوهان أسقف لوس انجيليس المتقاعد يوم السبت في دعوى قانونية على قس مكسيكي تعتقد الشرطة انه تحرش بستة وعشرين طفلا في الثمانينات. ودعت منظمات كاثوليكية في الولايات المتحدة وايطاليا الى منع الكاردينال ماهوني من المشاركة في اجتماعات المجمع السري ولكنه يصر على الحضور رغم اتهامه بحماية قساوسة منحرفين.
سحابة سوداء
كما تخيم سحابة سوداء على سمعة ثلاثة كرادلة آخرين على الأقل من المقرر ان يشاركوا في اعمال المجمع السري الذي من المتوقع ان يلتئم في منتصف آذار/مارس وقد تستمر اعماله عدة ايام. والثلاثة هم الكاردينال الايرلندي شون بريدي والكاردينال البلجيكي غودفريد دانيلز والكاردينال الاميركي جاستن ريغالي وهو أسقف متقاعد. وجميعهم متهمون بالتقاعس عن التحرك ضد قساوسة منحرفين أو التستر عليهم.
وقال المحلل المختص بشؤون الفاتيكان روبرت ميكنز ان الفضائح الجنسية التي هزت الكنيسة الكاثوليكية خلال العقود الماضية واسعة بحيث لم يعد من المستغرب ان يكون هذا العدد الكبير من الكرادلة المشاركين في اعمال المجمع السري موضع تساؤلات وعلامات استفهام. واضاف ميكنز لصحيفة الديلي تلغراف quot;لو مُنع جميع الكرادلة الذين أساؤوا التعامل مع الاعتداءات الجنسية أو كانوا ضالعين في أعمال مشينة أخرى لانتهى المآل بالمجمع السري الى الاجتماع في خزانة لحفظ المكانسquot; في اشارة الى قلة من سيتبقون دون ان تتلوث سمعتهم.
وفي مواجهة نشر هذا الغسيل القذر قال محللون ان الكرادلة يعملون جاهدين على إيجاد بابا لم يصله رذاذ الاتهامات بوجود دسائس وصراعات محتدمة ومكائد قذرة بين كبار المسؤولين في الفاتيكان.
وفي هذه الأجواء نُشر تقرير صحافي يربط استقالة البابا بندكتوس باكتشاف شبكة من الأساقفة المثليين في الفاتيكان نفسه. وقالت صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية في تقريرها ان البابا اتخذ قراره بالاستقالة في 17 كانون الأول/ديسمبر ، اليوم الذي تسلم فيه ملفا أعده ثلاثة كرادلة انتُدبوا للتحقيق في ما بات معروفا بفضيحة quot;فاتيكليكسquot;. وقالت صحيفة الغارديان ان المتحدث باسم البابا رفض تأكيد أو نفي التقرير.
وبحسب صحيفة لا ريبوليكا فان الملف يتألف من مجلدين يقعان في نحو 300 صفحة وانه أُودع خزانة في مجمع الشقق البابوية وسيُحال الى وريث البابا لدى انتخابه.
وكان باولو غابريل خادم البابا اعتُقل في ايار/مايو الماضي بتهمة سرقة وتسريب مراسلات بابوية وصفت الفاتيكان بأنه بؤرة تمور بالدسائس والصراعات الداخلية.
وقالت الصحيفة الايطالية في تقريرها ان الكرادلة الثلاثة يتحدثون عن عدد من التكتلات والأجنحة بينها تكتل quot;يوحد أعضاءه توجههم الجنسيquot;. واضاف التقرير ان بعض مسؤولي الفاتيكان تعرضوا الى quot;تأثير خارجيquot; من اشخاص اعتياديين كانت لهم quot;ارتباطات ذات طبيعة دنيويةquot; معهم. وقالت الصحيفة ان هذه اشارة واضحة الى الابتزاز.
ونقلت صحيفة لا ريبوبليكا عن مصدر قالت انه قريب جدا من الذين كتبوا التقرير quot;ان كل شيء يدور حول عدم الالتزام بالوصيتين السادسة والسابعةquot;.
وتنص الوصية السابعة على تحريم السرقة والسادسة تحرم الزنى ولكنها في العقيدة الكاثوليكية ترتبط بتحريم الأفعال المثلية ، بحسب صحيفة الغارديان.
وقالت الصحيفة الايطالية ان تقرير الكرادلة يأتي على ذكر سلسلة من أماكن اللقاء في روما وحولها ، بينها فيلا خارج العاصمة الايطالية وحمام تركي في احدى ضواحي روما وصالون تجميل وسط المدينة وسكن جامعي سابق كانت اسقفية محلية تستخدمه.
وكان البابا أعلن انه سيتنحى عن منصبه في اواخر شباط/فبراير ليكون اول بابا يستقيل بإرادته منذ استقالة البابا سيلستين الخامس قبل ما يربو على سبعة قرون.
التعليقات