لا زال المشهد الانتخابي في إيران غامضا، وبينما يلتزم المحافظون الظل، فإن الإصلاحيين أيضا لم يحسموا خياراتهم في معسكرهم الذي تعرض للقمع.

طهران: قبل مئة يوم من الانتخابات الرئاسية الايرانية في 14 حزيران/يونيو بدأت اعلانات الترشح لكن الشخصيات المحافظة الرئيسية تفضل البقاء في الظل فيما ما زال الاصلاحيون ينتظرون اختيار ممثلهم بعد اضعاف معسكرهم في 2009.
ويراقب الغرب هذا الاستحقاق عن كثب بعد اربع سنوات على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد التي اثارت احتجاجات عارمة قمعها النظام بعنف.
وسبق ان اعلن القائد السابق للحرس الثوري وامين مجمع تشخيص مصلحة النظام حاليا محسن رضائي ووزير الخارجية السابق (2005-2010) منوشهر متكي انهما سيترشحان لخلافة احمدي نجاد الذي لا يحق له الترشح اكثر من ولايتين متتاليتين.
لكنهما يعتبران دخيلين وتنقصهما قاعدة شعبية ودعم مهم في اوساط السلطة. فرضائي الذي ترشح في 2009 حصل على اقل من مليون صوت (من 40 مليونا). اما متكي المعروف في الخارج فقد غاب عن الساحة السياسية بعد ان اقاله احمدي نجاد بشكل مفاجئ.
وقد تتوقف حملتاهما قبل 7 ايار/مايو موعد تقديم طلبات الترشح رسميا. كما ينتظر موافقة مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات ويهيمن عليه رجال الدين المحافظون ويوافق مسبقا على طلبات المرشحين قبل اقرارهم رسميا. وسيعلن عن لائحة المرشحين الرسمية النهائية في 22 ايار/مايو على ابعد تقدير.
اما اسفنديار رحيم مشائي المستشار السابق لاحمدي نجاد فسيضطر للخضوع لشروط المجلس. ويعتبر المدير السابق للمكتب الرئاسي عدوا لدودا للمحافظين المتشددين بسبب مواقفه القومية والليبرالية التي اعتبرت quot;انحرافيةquot;. وفي حال عدم ترشحه فقد يبرز مقرب اخر من احمدي نجاد.
ودعم المحافظون المتشددون احمدي نجاد في 2009، لكنهم دخلوا حربا مفتوحة معه بعد تحديه سلطة المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي في ربيع 2011.
وللعثور على بديل له ينشط المعسكر المحافظ في الكواليس. وشكل علي اكبر ولايتي الذي تولى الخارجية طوال 16 عاما (1981-1997) وهو حاليا مستشار خاص لدى المرشد تحالف quot;الجبهة الموحدة للمبدئيينquot; مع رئيس بلدية طهران الحالي ورئيس الشرطة سابقا محمد باقر قاليباف ورئيس مجلس الشورى الاسبق وغلام علي حداد عادل القريب من خامنئي بالمصاهرة.
واكد ولايتي الذي يعتبر المرشح الاكثر جدية ان شخصا واحد من الثلاثة سيقدم ترشيحه، لكنه لم يحدد موعد اختياره.
كما يبدو رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني المتحدر من عائلة نافذة ويترأس شقيقه السلطة القضائية مرشحا محتملا للمحافظين.
وقد يقرر المحافظون المتشددون في quot;جبهة الثباتquot; المقربون من احمدي نجاد لكنهم ينتقدون مشائي، ترشيح سعيد جليلي امين مجلس الامن القومي وكبير مفاوضي ايران مع القوى العظمى بخصوص الملف النووي الايراني المثير للجدل.
كما يسود الغموض اوساط الاصلاحيين الذين يسعون الى قلب صفحة 2009 عندما ندد مرشحاهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي بعمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات الرئاسية وتصدرا حركة الاحتجاج. وهما يخضعان للاقامة الجبرية منذ اكثر من عامين.
ولن يترشح الرئيسان السابقان اكبر هاشمي رفسنجاني (محافظ معتدل) ومحمد خاتمي (اصلاحي) بحسب مقربين منهما. واعلن نائب الرئيس السابق لخاتمي، محمد رضا عارف عن ترشيحه فيما المح حسن روحاني الذي كان مكلفا المفاوضات النووية مع الدول الكبرى في اثناء رئاسة خاتمي الى امكان ترشحه.