القاهرة: توقع سياسيون مصريون إجراء الانتخابات النيابية في أغسطس/آب المقبل، وذلك بعد قرار المحكمة الإدارية العليا وقف الانتخابات، التي كان من المقرر انطلاقها في 22 شهر أبريل / نيسان.

وفي تصريحات لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء، استند السياسيون في تلك التوقعات إلى ضرورة إتاحة فرصة زمنية لخلق حالة من التوافق المجتمعي والسياسي حول الجدول الزمني للانتخابات النيابية، فضلًا عن أن شهري مايو/أيار، ويونيو/حزيران يشهدان امتحانات نهاية العام الدراسي في المدراس والجامعات، كما إن شهر يوليو/تموز يوافق شهر رمضان.

وكانت مؤسسة الرئاسة قد أعربت، في بيان لها مساء الأربعاء الماضي، عن احترام قرار المحكمة القاضي بوقف الانتخابات، نافية عزمها الطعن على قرار المحكمة.

وقضت محكمة القضاء الإداري بوقف قرار الرئيس الدعوة إلى الانتخابات النيابية لعدم عرض مشروع قانون الإنتخابات على المحكمة الدستورية للتأكد من الاستجابة للتعديلات التي طلبتها لدى عرضه عليها في المرة الأولى.

وقُدم خلال اليومين الماضيين 3 مشروعات جديدة لقانون الانتخابات إلى مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان، والذي يتولى حاليًا مهام التشريع)، ومن المقرر مناقشتها خلال الأسبوع الجاري، بحسب عثمان عبد القادر عضو اللجنة القانونية في المجلس عن حزب quot;الوسطquot;.

وقال عبد القادر لمراسلة الأناضول إن تحديد موعد الانتخابات في ملعب مؤسسة الرئاسة، مضيفًا quot;في حال وجّهت دعوة الآن إلى القوى السياسية لمناقشة قانون الانتخابات، وفق ملاحظات المحكمة الدستورية، وتم إرسال ما تم التوافق عليه إلى مجلس الشورى لإقراره خلال أسبوع، ومن ثم إرساله إلى المحكمة الدستورية، فستتم الدعوة إلى الانتخابات بعد 45 يومًا، على أن تجري الانتخابات في غضون شهرينquot;.

لكن عبد القادر يرى أن الجدول الزمني للانتخابات المقبلة مرهون بالتوافق بين النظام والمعارضة، الذي قد يؤجّل الانتخابات إلى أغسطس /آب المقبل، حيث تشهد الفترة المقبلة امتحانات نهاية العام في المراحل التعليمية المختلفة، والتي تبدأ من مايو/أيار، وتنتهي في يوليو/تموز، كما إن رمضان يوافق في الشهر نفسه.

وفيما بدا تحميل مؤسسة الرئاسة الجزء الأكبر من المسؤولية عن تحقيق التوافق المطلوب، قال عبد القادر إن quot;الرئاسة وحدها تملك مقدرات الأمور والقدرة على الاستجابة للقوى الوطنيةquot;، مطالبًا في الوقت عينه المعارضة بالحرص على المصلحة الوطنية.

في هذا السياق أشار القيادي في حزب الوسط إلى ترحيب معظم الأحزاب السياسية، بحسب قوله، بمبادرة حزبه، التي دعا فيها الحزب إلى تشكيل حكومة جديدة بالتوافق، وإعداد قانون انتخابات، يلقى قبولًا من القوى السياسية، مضيفًا quot;الحزب لم يتلق بعد ردًا من الرئاسة حول المبادرةquot;.

الموعد نفسه لإجراء الانتخابات توقعه صفوت عبد الغني، عضو مجلس الشوري والقيادي بحزب quot;البناء والتنميةquot; (الجماعة الإسلامية)، وقال quot;ربما تجرى في غضون أربعة أو ستة أشهر من الآنquot;.

استند عبد الغني في ما ذهب إليه إلى أن المناخ السياسي يحتاج ما وصفه بـquot;تهيئة وإصلاحquot;، وكذلك ضرورة التوافق بين كل القوى السياسية لإجراء الانتخابات البرلمانية.

ورأى أنه إذا ما تمت مناقشة مشروع قانون جديد وإرساله مرة أخرى إلى المحكمة الدستورية، فإن الأمر قد يستغرق ستة أشهر، وهو ما يعني إجراءها بعد شهر رمضان المبارك، بحسب قوله.

بينما يرى فيصل السيد، عضو اللجنة القانونية لحزب quot;الحرية والعدالةquot; أن هناك مسارين لتحديد موعد الانتخابات، الأول مناقشة القوانين المعروضة على مجلس الشوري وتقديم مشروع قانون جديد للمحكمة الدستورية بعد إقراره من المجلس ، وهو ما يستلزم ترحيل الانتخابات عن المواعيد المسبقة، بحسب ما ترى مؤسسة الرئاسة.

أما المسار الثاني، والكلام لا يزال للسيد، فهو إجراء الانتخابات في موعدها المحدد سابقًا، في حال استجابت المحكمة للطعن المقدم ضد قرار وقف الانتخابات، كما فعل محمد العمدة عضو مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) السابق، والذي تقدم بطعن صباح اليوم أمام المحكمة الإدارية لإلغاء القرار السابق للمحكمة.

واعتبر محمود العلايلي، القيادي في حزب quot;المصريين الأحرارquot; وأحد أعضاء جبهة الإنقاذ المعارضة، أن توقيت إجراء الانتخابات الجديد مرهون بإصدار ما وصفه بـquot;قانون سوي يلبّي طموحات الشعب، ويضمن نزاهة العملية الانتخابية استجابة لمطالب القوى السياسيةquot;.

ورأى أن تحقيق تلك المطالب يحتاج فترة زمنية تتجاوز أربعة أشهر، ما يعني ضمنيًا أن الانتخابات لن تجرى قبل شهر أغسطس/آب المقبل.

وتشهد القاهرة ومدن ومحافظات مصرية عدة موجة من أعمال العنف والاحتجاجات ضد النظام، انطلقت عشية الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، معظمهم في مدن قناة السويس الثلاث (من الشمال للجنوب بورسعيد، الإسماعيلية، السويس).