دعا رئيس الوزراء العراقي الجامعة العربية وخبراءها القانونيين إلى تشريع قوانين تكافح الإرهاب والتطرف... فيما اغتال مسلحون مجهولون منسق الإحتجاجات الشعبية في مدينة كركوك العراقية الشمالية بنيان العبيدي.
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة له اليوم الاحد لدى افتتاح أعمال المؤتمر العربي الاول لتنمية ثقافة الوعي القانوني والوطني في بغداد اليوم، بمشاركة وفود وشخصيات عربية سياسية وقانونية وبرلمانية، إلى سن تشريعات وقوانين لمكافحة الارهاب والمتطرفين بقوة ومواجهة من يسعون الى تقسيم المجتمعات العربية والمتطرفين والارهابيين.
وشدد على ضرورة العمل من اجل صنع انسان عربي يحترم ويطبق القانون وأنه لا فرق بين المواطنين امام القانون وعدم استخدام العنف لاخضاع الآخرين، منوّهًا إلى أنّ من يملك الفكر الواعي لا يذهب إلى القتل والتخريب.
واشار المالكي إلى أنّ تحقيق العدالة في العراق وفي أي بلد لا يمكن أن يتم إلا من خلال إشاعة ثقافة دولة القانون.. موضحاً أن دولة القانون معناها تحقيق العدالة الاجتماعية ونشرها لدى المواطنين. وشدد المالكي بالقول quot;يجب توفير تشريعات قانونية حازمة لمعاقبة من يريدون تقسيم المجتمع ويمارسون العنف والارهاب ومن يريد أن يفرق بين الناس على اساس طائفي أو قومي أو من يمارس العنف لاخضاع الآخر وتهميشه أو يريد سحبه للطرف الآخر الذي لا يريد الا التخريب والفوضىquot;.
وأضاف quot; اننا نأمل من هذا المؤتمر استمرار التواصل بين رجال القانون والمؤسسات التشريعية لإشاعة الوعي والثقافة القانونية للانسان الذي يجب أن لايتحول إلى عمل تخريبي بالنسبة للوطن وأن يعرف حدوده وأن ينطلق بشكل ذاتي نحو الاصلاح والاعمارquot;. وقال إن الثقافة والوعي القانوني والوطني لاتقتصر فقط على المؤسسات الحكومية وانما يجب أن تضطلع بها ايضًا مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام.
وأكد دعم العراق لهذه المؤسسات في ضرورة تضمين المناهج الدراسية مبادئ الوعي القانوني و حقوق الانسان ومحاربة الارهاب. وقال إن الوعي القانوني والوطني لايقتصر على جهة دون أخرى، وأول خطوة تبدأ من محو الأمية كي يفهم المواطن العربي ويعي ما هي واجباته وحقوقه القانونية ومن ثم الانطلاق إلى مختلف المجالات حتى على المستوى العسكري والامني. وأضاف quot;اننا في العراق الجديد وفي ظل الحرية والديمقراطية حرصنا وشددنا على أن لا يتخرج من هم في الكليات العسكرية الا والمتخرج فيها قد درس وفهم الثقافة القانونية ومبادئ حقوق الانسان.quot;
وقال إن القانون وحده إذا كتب لا يكفي ولابد من جهود مشتركة تنجز مجتمعًا واعيًا بشكل عام لصناعة إنسان يؤمن بالقانون كأساس لأنه quot; لابد للمجتمع من قانون حاكم وناظم ولابد من مواطن يردع نفسه ذاتيًا من ارتكاب المخالفة وهذه قمة التربية الوطنيةquot;.
وأشار إلى أنها فكرة عظيمة أن تتواصل الدول العربية في ما بينها في مجال الوعي القانوني والثقافة الوطنية من اجل أن ننجز قوانين تؤدي إلى الهدف الكبير المنشود في ايجاد تشريعات تتناسب مع واقع والتزامات ومبادئ المجتمعات العربية.
وقد بدأت في بغداد اليوم فعاليات المؤتمر العربي الاول لتنمية ثقافة الوعي القانوني والوطني بمشاركة وفد رفيع المستوى من الجامعة العربية برئاسة السفير وجيه حنفي الامين العام المساعد للجامعة العربية والسفير علي الجاروش مسؤول الدائرة العربية مسؤول الملف العراقي بالجامعة، إضافة إلى عدد كبير من رجال القانون والحقوق ووزراء ومستشارين واعلاميين ودعاة وقضاة وفنانين وسياسيين ورجال دين وبرلمانيين على مستوى الوطن العربي.
ويعقد المؤتمر برعاية جامعة الدول العربية وبإشراف الحكومة العراقية رئيسة القمة العربية في دورتها للعام الحالي. وسيناقش القانونيون والسياسيون والبرلمانيون العرب على مدى يومين محورين الاول: الوعي القانوني والوعي الوطني عربياً. ويختص المحور الأول بالوعي القانوني ودور القانون في تنمية الوعي الوطني، وتطبيقات الوعي بالقانون في مجالات العمل والاستثمار والمرأة والطفل واستشراف المستقبل ودور مؤسسات العدالة الانتقالية في هذه المجالات.
أما المحور الثاني فيتضمن المواطنة كأساس في بناء الوطن والمواطن، الحقوق والواجبات، والتوافق في بناء الدولة وخدمة المواطن، والعدل والمساواة وأثرهما في تدعيم المواطنة، وأهمية ثقافة التسامح في بناء الوعي الوطني، ودور مؤسسات المجتمع المدني بترسيخ الوعي الوطني.
اغتيال منسق الاحتجاجات الشعبية في كركوك
إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون اليوم الناطق باسم تظاهرات مدينة كركوك العراقية (225 كم شمال شرق بغداد) والمنسق العام للاحتجاجات فيها بنيان العبيدي، فقداطلق مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية النار من أسلحة رشاشة باتجاه العبيدي وسط كركوك فأردوه قتيلاً في الحال، في حين سارعت قوة من الشرطة فطوقت مكان الحادث ونقلت جثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي ونفذت عملية دهم وتفتيش بحثًا عن منفذي الهجوم.
وكان العبيدي نجا بعد اصابته بوجهه من محاولة اغتيال تعرض لها في 23 من الشهر الماضي وسط كركوك بإطلاق النار عليه عندما كان يستقل سيارته برفقته الشيخ مصطفى نواف عبد العزيز العبيدي، وهو من داعمي التظاهرات أيضًا وأسفر الحادث وقتها عن إصابة الأخير أيضًا بجروح خطرة.
وتشهد محافظة كركوك تظاهرات حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر تأييداً لتظاهرات الانبار ونينوى وصلاح الدين وللمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وتغيير مسار الحكومة والغاء الاقصاء والتهميش.
يأتي هذا الحادث بعد يومين من سقوط قتيل وعدة جرحى من المحتجين برصاص الشرطة في مدينة الموصل الشمالية وبعد اسابيع من مصرع 7 محتجين في مواجهات مع القوات الامنية بمدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية، حيث تشهد محافظات غربية وشمالية تظاهرات واعتصامات واحتجاجات منذ حوالي 80 يومًا.
وكان وزير الزراعة العراقي عز الدين الدولة قد استقال الجمعة الماضية احتجاجًا على قتل قوات الامن لمتظاهرين في الموصل، فيما طالب رئيس البرلمان اسامة النجيفي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتحقيق برلماني عاجل في الحادث، فيما دعا خطباء الجمعة الماضية إلى استقالة الوزراء والمسؤولين السنة.
يذكر أن إعتقال الحكومة في 20 كانون الاول (ديسمبر) الماضي لعناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي rlm;السبب المباشر في الاحتجاجات التي تشهدها محافظات غربية وشمالية منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري rlm;المالكي ومطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني rlm;المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء rlm;سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة ثم تطورت إلى المطالبة بإسقاط rlm;الدستور وإقالة الحكومة.
التعليقات