بطلب من نوري المالكي، يسعى أسامة النجيفي لإقناع مسعود بارزاني بتجنب مواجهة عسكرية بين القوات الإتحادية والبيشمركة، فيما حمل وفد أميركي خطة سلام كردية إلى بغداد، هدفها نزع فتيل الأزمة المتفجرة.


قال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الذي توجه إلى أربيل اليوم إن الأزمة السياسية بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان تتصاعد في تفاعلاتها بشكل كبير quot;ومع الاسف وصلت إلى مرحلة التهديد بالمواجهة العسكريةquot;.

وأشار إلى أنّه يزور اقليم كردستان quot;لغرض التواصل وتهدئة الاخوة الأكراد لأن مجلس النواب معني بتحقيق السلم وحفظ الدستور وحيث لا يخلو أي بلد من مشاكل سياسية خصوصاً في ظل التغيير والتحول الديمقراطي الذي تشهده المنطقةquot;.

وأشار النجيفي إلى أنّه استكمالاً لمبادرته لتهدئة الأزمة الحاصلة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان فإنه سيبحث مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني بناء على رغبة المالكي الذي طلب منه المزيد من التدخل لغرض التهدئة بعد ورود انباء بتوجه قوات من البشمركة إلى كركوك، كما نقل عنه تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot;.

وأوضح النجيفي أنه قد اتصل بالبارزاني الذي أكد له فعلاً صحة الانباء حول توجه قوات كردية إلى المنطقة. وأكد النجيفي أنه سيسعى خلال مباحثاته مع بارزاني إلى حل الاشكال القائم بين الطرفين خصوصًا بعد التصعيد والتهديد بالمواجهة العسكرية.

وكان النجيفي اطلق في 30 من الشهر الماضي مبادرة لحل الأزمة بين بغداد وأربيل باجتماعين منفصلين مع المالكي وبارزاني لكن جهود التهدئة تراجعت بعد فشل الاجتماع العسكري بين وفد البيشمركة ومسؤولي وزارة الدفاع العراقية، حيث أعلنت رئاسة إقليم كردستان عن تراجع حكومة بغداد عن وعودها وأكدت أن الأحزاب الكردستانية جميعها اتفقت على صد quot;الديكتاتورية والعسكرتاريةquot; في بغداد وعلى عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك والمناطق المختلف عليها.

ومن جهته، حذر المالكي سلطات اقليم كردستان أمس الاثنين بتصعيد الأزمة، محذرًا من quot;مخاطر لا تحمد عقباهاquot;، في وقت وصلت قوات كردية جديدة إلى مشارف كركوك. وقال إن المسؤولين في الاقليم ينتهجون quot;نبرة التصعيد غير المسؤولة التي تعود بالضرر الكبير على الجميع، وفي مقدمتهم الشعب الكرديquot;.

واعتبر أن quot;تحريك القوات العسكرية والتحشيدات الجديدة خلال الساعات الاخيرة والدفع بها إلى هذه المناطق ومحاولات تهجير بعض العوائل من كركوك لا تدل على رغبة حقيقية في ايجاد الحلولquot;. ودعا quot;المسؤولين هناك إلى الكفّ عن هذه التصرفات والانتباه لخطورة هذا المسلك وما يمكن أن يجلبه من مخاطر لا تحمد عقباها على الجميعquot;.

وفد أميركي يحمل خطة سلام كردية إلى بغداد

بعثت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان quot;خطة سلامquot; إلى الحكومة الاتحادية في بغداد يحملها وفد أميركي بهدف حل المشاكل بين المركز والإقليم. وقالت الوزارة إن quot;وزير البيشمركة شيخ جعفر شيخ مصطفى وبحضور أعضاء لجنة العمل العليا المشتركة الفريق شيروان عبد الرحمن والفريق جبار ياور التقى نائب مدير مكتب التعاون الأمني للجيش الأميركي في العراق الجنرال مارتن والوفد المرافق له، والذي ضم نائب القنصل الأميركي في أربيل وعدداً من مستشاري مكتب التعاون الأمني في العراقquot;.

وأضافت أنه quot;تم في اللقاء بحث آخر مساعي عملية الحوار والمباحثات بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية وخاصةً مشروع وزارة البيشمركة لحل الأزمة الحالية الموجودة في المناطق المتنازع عليهاquot;، كما نقلته عنها وكالة كل العراق.

وأشارت إلى أن quot;وزير البيشمركة أعلن خلال اللقاء بأن قوات البيشمركة تم تحريكها فقط لأغراض دفاعية، ولا توجد أية نية للهجوم وزيادة التوترات في الأوضاعquot; وأكد بأن الكرد يريدون العيش في عراق ديمقراطي ومن دون مشاكل.

وأضافت الوزارة أن وزير البيشمركة انتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشيرًا إلى أنه يريد عن طريق السياسات المتشنجة والتهديد واستخدام الجيش في النزاعات السياسية أن يقوم بحل المشاكل quot;وهذه السياسة سوف تعود بنا إلى عهد نظام الحكم السابق في العراق والذي كان يؤمن دائماً بنظام الحكم الفردي ولهذا فإن الأكراد مستمرون في عملهم من أجل استتباب الأمن والسلام في المنطقة، وبهذا الشأن فإن الأكراد يريدون ضمانات لأنهم لا يستطيعون ترك حقوقهم الدستورية أكثر من ذلك ولا يسمحون بأي شكل من الأشكال التجاوز على حقوقهمquot;.

وأشارت إلى أنّه في نهاية الاجتماع أرسل وزير البيشمركة خطة السلام لوزارته إلى بغداد عبر هذا الوفد مرة أخرى كمحاولة جديدة لحل المشاكل بين الطرفينquot; من دون الاعلان عن مضامين هذه الخطة. من جانبه عبر الجانب الأميركي quot;عن أمله بأن يتم توجيه المشاكل نحو تهدئة الأوضاع وعدم حدوث أي توتراتquot;.

ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي في السفارة الأميركية في بغداد فرانك فينفر إن quot;السفير الأميركي ستيفن بيكروفت قام بزيارة إلى السليمانية الأحد والتقى رئيس الجمهورية جلال طالباني وعقد ايضاً اجتماعاً في أربيل حيث ناقش مجموعة من القضايا مع رئيس الأقليم مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان. وأضاف أن quot;هذه الزيارة جزء من مهام السفير المعتادة في العراقquot;، وقال quot;إننا نستمر بتشجيع الحوار المباشر لتخفيف حدة التوتر وحل أية خلافات بين العراقيينquot;.

وكان بيكروفت أكد اثر انتهاء مباحثاته هذه رفض الولايات المتحدة أي اجراءات احادية الجانب لتغيير واقع المناطق المختلف عليها في العراق .. وقال إن أي إجراء يجب أن يتم بالتنسيق بين الحكومتين المركزية والكردستانية وليس عن طريق طرف واحد. وتأتي هذه التطورات فيما يواصل طرفا الأزمة الدفع بحشود عسكرية نحو نقاط التماس على حدود اقليم كردستان والمناطق الاخرى المختلف عليها وخاصة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد).

ففي الساعات الاخيرة تمركزت قوة كردية قوامها 200 عجلة بينها سيارات حمل وشفلات بأمرة نجل رئيس إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني حول كركوك وقامت بحفر المواضع القتالية فيما تحركت قوات أخرى نحو مدينة خانقين بمحافظة ديإلى (160 كم شمال شرق بغداد) . واقرت قيادة قوات البيشمركة الكردية في كركوك بوصول تعزيزات عسكرية ثقيلة من قواتها قادمة من أربيل فيما أفاد شهود من أهالي منطقة التون كوبري الواقعة على حدود أربيل كركوك أن التعزيزات مرت باتجاه كركوك على وقع أغانٍ قومية حماسية مجدت بكردستانية المناطق المتنازع عليها.

وفي مواجهة هذا التحرك فقد امر رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بدفع تشكيلات من قوات التدخل السريع الاتحادية إلى المناطق التي توجهت اليها قوات البيشمركة الكردية.
وتشكل هذه الحشود العسكرية المتقابلة تصعيداً للموقف وقد يؤدي اي احتكاك في ما بينها إلى تفجر قتال مسلح بين الطرفين.

وقد حذّر المالكي من مخاطر لا تحمد عقباها بسبب هذا الاجراء، وقال في بيان quot;إننا ندعو المسؤولين هناك (اقليم كردستان العراق) إلى الكف عن هذه التصرّفات والانتباه لخطورة هذا المسلك، وما يمكن أن يجلبه من مخاطر لا تحمد عقباها على الجميعquot;.

ولفت إلى وجود محاولات تهجير بعض العوائل من كركوك وتوجيه الإنذارات إليهم ووجود مضايقات للمواطنين في إقامتهم في تلك المناطق أو أثناء دخولهم أو خروجهم من الإقليم. واعتبر المالكي أن quot;هذه المؤشرات وغيرها لا تدل على رغبة حقيقية في إيجاد الحلول، بل تكشف عن محاولات للتصعيد لأغراض تعبوية خاصة بمسؤولين معينين بعيداً عن مصالح الشعب الكردي وحقه في الأمن والاستقرارquot;. وأضاف أن quot;تطور الأحداث الجارية في المناطق المختلطة، وطبيعة التصريحات الصادرة من المسؤولين في الإقليم لا ينمان عن نيّة حسنة ورغبة حقيقية في حل المشاكل عن طريق الحوارquot;.

وأكد المالكي أنه quot;رغم إصرار الحكومة الاتحادية على وجوب حل المشاكل عن طريق التفاهم والحوار وما قدمته من مبادرات عملية للحل ومنها العودة إلى تفاهمات عامي 2009 و2010، وتشكيل السيطرات المشتركة أو تدريب العدد الكافي من أبناء المناطق ذاتها للقيام بهذه المهمة يصرالمسؤولون هناك على انتهاج نبرة التصعيد غير المسؤولة التي تعود بالضرر الكبير على الجميع وفي مقدمتهم الشعب الكرديquot;.

ومن جهته، شن رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني امس هجومًا لاذعًا على المالكي وعده quot;أول رئيس وزراء عراقي يحرض الجيش على حرب قوميةquot; مجددًا رفض الاكراد لتشكيل عمليات دجلة.

وقال quot;نحن ضد أي تصريح يتحدث عن حرب بين الاكراد والعرب، وذلك مرفوض بكافة اشكاله وكافة الثورات الكردية نأت بنفسها عن ذلك لكن للأسف تصرفات رئيس الوزراء العراقي الاتحادي أكبر تهديد لوحدة العراقquot;. وجدد موقف الاكراد quot;الرافضquot; لتشكيل عمليات دجلة، واصفًا التشكيل بأنه تشكيل quot;غير دستوريquot;.