لجنة الإصلاح السياسي في التحالف الوطني خلال اجتماعها برئاسة الجعفري |
حذرت حكومة إقليم كردستان مما أسمته بتفرد حكومة بغداد بالسلطة ونكثها بالاتفاقات المعقودة مع الاقليم، ومن خطر اندلاع الحرب بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية بسبب هذا الأمر، بينما أكد رئيس التحالف الوطني الشيعي الحاكم ابراهيم الجعفري إدراجه كل مطالب الفرقاء السياسيين في ورقته الاصلاحية.
خلال اجتماع في أربيل مع ممثلي الدول الأجنبية والمنظمات الدولية العاملة لدى إقليم كردستان عرض رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى وأمين عام وزارة البيشمركة اللواء جبار ياور آخر التطورات السياسية في العراق والأزمات بين أربيل وبغداد والتداعيات الإقليمية خاصة في سوريا وعدد من القضايا المهمة المتعلقة بالتطورات السياسية والإقتصادية في البلاد.
وتحدث مصطفى عن دور الاكراد في بناء العراق والمشاركة في وضع الدستور وإتباع النظام الديمقراطي وتشكيل الجيش العراقي على أساس العمل المشترك وكذلك عن المشاكل السياسية بعد الإنتخابات النيابية الاخيرة مطلع عام 2010 واتفاقية أربيل بين القوى السياسية والتي تشكلت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الحالية على ضوئها وقال quot;للأسف ان الحكومة العراقية الحالية لم تلتزم بتلك الوعود الموقعة في الإتفاقيات بل هي تحاول الرجوع إلى التفرد بالسلطةquot;.
وأضاف ان تفرد حكومة بغداد بالسلطة في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها يشكل مخالفة للدستور ويعبر عن غياب للرغبة في حل تلك القضايا من جانبها. وشدد على ان إقليم كردستان يسعى دائماً إلى بناء عراق ديمقراطي فدرالي متعدد ويسعى الى quot; توفير السلام والرفاهية لجميع الشعوب العراقية، ولكن للأسف نرى أن هناك محاولات في زج العراق في المشاكل السياسية وتعقيد الأزمات وفقدان التوازنquot;.
وحول الخلافات بين بغداد وأربيل في ما يخص العقود النفطية التي توقعها حكومة الأقليم مع شركات عالمية لاستثمار وتصدير النفط أوضح المسؤول الكردي أن جميع هذه العقود قانونية وتتوافق مع نصوص دستور العراق الفدرالي.
وقال quot;إن مجيء عدد من الشركات العالمية المختصة في مجال النفط إلى إقليم كردستان يشكل إشارة واضحة على أن حكومة الإقليم تقوم بعملها بشكل قانوني ودستوريquot;. وأكد أنّ إعادة تصدير النفط إلى الخارج من قبل حكومة الإقليم دليل على حسن نيتها ورغبتها في تعزيز وتطوير الوضع الإقتصادي ومعالجة مشكلة النفط والغاز.
ومن جانبه سلط اللواء جبار ياور الناطق الرسمي وأمين عام وزارة البيشمركة الضوء على تحركات قوات الجيش العراقي الاخيرة في عدد من المناطق الحدودية مع إقليم كردستان موضحا انه تم حل الخلاف بين بغداد وأربيل حول هذا الموضوع وتم إبرام إتفاقية quot;بفضل وساطة اصدقاءquot; في إشارة إلى الولايات المتحدة تتضمن سبع نقاط لتخطي الأزمة ولكن بعد مرور يومين على التوقيع تراجعت بغداد عن موقفها في ما يخص نقطتين من ضمن النقاط السبع التي تضمنتها الإتفاقية.
واشار قائلا quot;لكننا ومن جانبنا ولحسن النية قبلنا بالنقاط الخمس والتي تضمنت سحب جميع الأسلحة الثقيلة وإعادة فتح الطرق وانسحاب قوات البيشمركة والقوات العراقية كل من جانبها الى مناطقها الاصليةquot;.
وعن تشكيل قيادة عمليات جنوب دجلة من قبل القوات العراقية أوضح ياور ان هذا القرار يأتي خلافاً لأي اتفاقية بين الجانبين لأن هدف بغداد من تشكل هذه القوة هو السيطرة على المناطق المتنازع عليها وبالنتيجة سيؤدي الامر إلى تعميق الخلافات وحدوث معارك في تلك المناطق بالإضافة إلى محاولة إلغاء القوات المشتركة والتفرد بالسيطرة على هذه المناطق ونحن من جانبنا سنبذل جميع الجهود بقيادة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان لحل هذه القضية عن طريق الحوار والعمل على عدم إفساح المجال لحدوث أي معارك وإفشال اهداف حكومة بغداد من تشكيل هذه القوةquot;.
ودعا ممثلي الدول الأجنبية ومنظمة الإغاثة والتنمية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة الى لعب دور في إيجاد حل سلمي لهذه المشكلة. وكان وكيل وزارة rlm;البيشمركة اللواء أنور الحاج rlm;عثمان قد اعلن في تموز (يوليو) الماضي أن لواءين من الجيش rlm;العراقي هاجما قوات اللواء rlm;الثامن التابع لوزارة rlm;البيشمركة التي تتمركز في rlm;مناطق خابور وزمار على rlm;الحدود العراقية السورية الشمالية الغربية.
وفي ختام الإجتماع طرح الدبلوماسيون وممثلو الدول الأجنبية ووكالات الأمم المتحدة العاملون في الإقليم عددا من الأسئلة والإستفسارات والملاحظات حول قانون النفط والغاز وموقف الإقليم من الأوضاع الراهنة في سوريا والعلاقة مع بغداد.
ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم من رفض إقليم rlm;كردستان قرارات اتخذتها rlm;الحكومة العراقية على rlm;خلفية زيارة وزير الخارجية rlm;التركي داود اوغلو مؤخرا إلى محافظة كركوك العراقية الشمالية المتنازع عليها rlm;معتبرا أنها تشكل quot;تضييقاًquot; rlm;وquot;تحجيماًquot; لدور الإقليم واضرارا بعلاقات حسن الجوار مؤكدا أن rlm;الزيارة جاءت وفقاً للسياقات rlm;الرسمية.rlm;
وكانت الخارجية العراقية أدانت بشدة الاثنين الماضي زيارة أوغلو الى كركوك مشيرة الى انها تمت من rlm;دون اللجوء إلى القنوات rlm;الرسمية والدبلوماسية وrlm;اعتبرت انها تشكل quot;انتهاكاًquot; لا rlm;يليق بدولة جارة وrlm;rlm;quot;تدخلاً سافراًquot; في الشأن rlm;الداخلي العراقي.rlm;
وقال متحدث رسمي باسم rlm;رئاسة إقليم كردستان إن quot;مجلس الوزراء العراقي rlm;أصدر قرارات rlm;بناء على توصيات اللجنة rlm;التي شكلت برئاسة نائب rlm;رئيس الوزراء حسين rlm;الشهرستاني للتحقيق في rlm;ملابسات زيارة وزير rlm;الخارجية التركي إلى rlm;كركوكquot; مضيفاً quot;نعلن rlm;رفضنا التام لتلك التوصيات rlm;والقرارات التي اتخذها rlm;المجلس على ضوئهاquot;.rlm;
ورأى المتحدث أن quot;هذه rlm;القرارات تهدف إلى تضييق rlm;الخناق على الإقليم وتحجيم rlm;دوره، والإضرار بعلاقات rlm;ومبادئ حسن الجوار مع rlm;دول المنطقةquot;. واكد أن rlm;rlm;quot;الزيارة التي قام بها وزير rlm;خارجية تركيا أحمد داود rlm;أوغلو كانت وفقاً للسياقات rlm;الرسمية وبتأشيرة دخول من rlm;السفارة العراقية في أنقرةquot;.rlm; وكانت اللجنة قد اوصت بضرورة تغيير rlm;القنصل التركي في نينوى أو rlm;إغلاق قنصليته مشددة على rlm;عدم منح تأشيرات الدخول rlm;لأي مسؤول أجنبي قادم إلى rlm;إقليم كردستان إلا بموافقة rlm;الحكومة الاتحادية في بغداد.rlm;
rlm;
التحالف الشيعي يطمئن الفرقاء بتضمين مطاليبهم في ورقة الاصلاحات
إلى ذلك، أكد رئيس التحالف الوطني العراقي الحاكم ابراهيم الجعفري أن ورقة الإصلاح السياسي التي أعدّها التحالف قد اشتملت على كل ما جاء من نقاط في ورقتي أربيل الأولى والثانية للفرقاء السياسيين وكذلك على مقترحات الرئيس جلال طالباني وتصورات التحالف لأوضاع البلاد.
وأضاف الجعفري في تصريحات وزعها مكتبه وتسلمت quot;إيلافquot; نسخة منها اليوم quot;أن ما تضمنته ورقة الاصلاحات من نقاط سيتم تنفيذها بحسب الأولوية والمدى الزمنيّ لكل نقطةquot;.. موضحا quot;أنها ليست ورقة ثابتة النقاط من حيث العدد أو التراتبية لا لعجز ولا لقصور أو تقصير إنما إيمانا منا بأن تبقى متحركة لتخضع إلى مزيد من النقاش من قبل الأطراف كافةquot;. وشدد على ضرورة إشراك جميع القوى السياسية quot;بناءً على الشراكة في الهمّ الوطني الذي يوحّد الطيف العراقيّ كافةquot;.
وجاءت تصريحات الجعفري عقب اجتماع عقدته في بغداد لجنة الإصلاح في التحالف الوطني برئاسة الجعفري تم خلاله تداول الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر خلال الفترة الماضية بين الأطراف الوطنية العراقية والتباحث في النقاط التي يجري التحاور حولها حاليا وتحديد آلية لترتيب النقاط الواجب تنفيذها بحسب الأولوية ووضع جدول للقاءات مع القوى السياسية الكردية والقائمة العراقية خلال الأيام القليلة المقبلة كما قال بيان صحافي عن الاجتماع.
وعلى الصعيد نفسه اتفق رئيسا الوزراء نوري المالكي ومجلس النواب اسامة النجيفي على ترشيح شخصيات مناسبة لتولي منصب وزير الدفاع وتقديمه لرئيس الوزراء بأقرب وقت ممكن وأكدا ضرورة تحكيم الدستور واللجوء للحوار لحل جميع الخلافات، وعدم التدخل في شؤون جميع الدول وخاصة دولة الجوار في ثاني لقاء يجمعهما بأقل من عشرة أيام.
وقال المكتب الصحافي للمالكي في بيان اليوم إن رئيسي الوزراء ومجلس النواب بحثا مختلف القضايا الداخلية وأوضاع المنطقة لاسيما العلاقات مع دول الجوار مضيفا أن quot;الجانبين أكدا ضرورة التعاون والتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بما يعجل من عملية تطوير الخدمات والاعمار في البلادquot; مشيرا إلى أن المالكي والنجيفي quot;اتفقا على ترشيح اسماء الشخصيات المناسبة لوزارة الدفاع في اقرب وقت وتقديمها إلى رئيس الوزراء ليتم اتخاذ اللازم بشأنهاquot;.
وقد اكد المالكي والنجيفي ضرورة quot;تحكيم الدستور في حل الخلافات الداخلية واللجوء إلى الحوار والتفاهم كأسلوب لحل جميع القضايا إضافة إلى مواصلة سياسة العراق الداعية إلى إقامة علاقات طيبة مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع جميع الدول وخاصة دول الجوارquot;. يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
يذكر أن اتفاق أربيل الذي تم التوصل اليه في تشرين الاول (نوفمبر) عام 2010 برعاية مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان والذي ادى إلى تشكيل الحكومة الحالية قد نص على تشكيل مجلس السياسات الاستراتيجية العليا على أن يرأسه علاوي وأن تقوم القائمة العراقية بترشيح شخصية لشغل منصب وزارة الدفاع واجراء مراجعة حول العديد من المناصب وخاصة الامنية منها وترشيح هيئة جديدة للمساءلة والعدالة لكن العراقية تتهم دولة القانون بالتنصل من الاتفاق.
التعليقات