بارزاني مستقبلاً أحمد داوود أوغلو

حذرت تركيا وإقليم كردستان من خطورة إثارة النظام السوري للصراع الطائفي والعرقي وأكدتا أن ذلك يهدد أمن واستقرار المنطقة وشددتا على عدم السماح لأي منظمات إرهابية او متشددة لملء الفراغ في سوريا بعد رحيل الأسد وقالتا إن الوضع في سوريا خطير وكارثي وشعبها لا يزال يعاني خسائر في الأرواح والدمار بشكل وصل لمستويات لم يسبق لها مثيل.


ناقش وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني في مباحثات في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق quot;بشكل موسع في أجواء سادتها مشاعر من المودة والصداقة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وخاصة الأوضاع الراهنة في سوريا وأعربا عن سعادتهما لما وصل إليه مستوى العلاقات بين الجانبين توسيعا في مختلف المجالات، وخاصة في مجالي الإقتصاد والطاقةquot; كما قال بيان صحافي مشترك عن المباحثات صدر في وقت متأخر مساء أمس.

وأشار إلى أنّ الجانبين شددا على quot;أن الوضع في سوريا خطير وكارثي والشعب السوري لايزال يعاني خسائر في الارواح والدمار بشكل وصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيلquot;.

وأكد الجانبان quot;أن تصرفات النظام السوري وسياسته في إثارة الصراع الطائفي والعرقي يشهد مزيداً من التدهور وأن المستجدات في سوريا تمثل تهديداً للأمن والإستقرار الإقليمي في المنطقة وهو وضع غير مقبول بكل المقاييسquot;. وشددا على التزامهما بالعمل من اجل انتقال سياسي سلمي في سوريا وقالا ان مستقبل هذا البلد يجب أن تقرره الإرادة الحرة للشعب السوري.

واتفق الجانبان على التعاون والتنسيق في جهودهما لمساعدة الشعب السوري من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة لسوريا ديمقراطية، حرة وتعددية، حيث يتساوى جميع المواطنين فيها في الحقوق والحريات. وأشارا إلى أنّه في سوريا الجديدة ينبغي احترام جميع الهويات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية ويجب ضمان حقوقهم وحمايتها.

كما أعرب الجانبان التركي والكردستاني عن قلقهما العميق إزاء عدم الإستقرار والفوضى التي تعم سوريا وشددا على أنه سيتم النظر في أي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة هناك من قبل أي جماعة أو تنظيم متشدد واعتبار ذلك بمثابة تهديد مشترك تنبغي معالجته بتنسيق مشترك ويجب أن تكون سوريا الجديدة خالية من المجموعات والمنظمات الإرهابية المتطرفة في إشارة الى تنظيم القاعدة وحزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي. واتفق الجانبان ايضا على مواصلة المشاورات والتعاون بينهما بما يضمن مصلحة السلام والإستقرار للمنطقة.

أكراد سوريون تدربوا في كردستان العراق

وقد شارك في المباحثات عن الجانب التركي كل من: همر جليك رئيس حزب العدالة التركي (آكبارتي) و سنر أوغلو مستشار وزير الخارجية والسفير التركي لدى العراق والقنصل التركي لدى أربيل وعدد من كبار المسؤولين.. فيما ضم الوفد الكردستاني كلا من: كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان وإرسلان بايز رئيس البرلمان ونيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان وبرهم صالح نائب السكرتير العام وملا بختيار عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني وفاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وكريم شنكالي وزير الداخلية وآشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية وفلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم.

ووصل أوغلو اليوم الخميس الى مدينة كركوك الشمالية المتنوعة الأعراق والغنية بالنفط حيث سيلتقي كبار المسؤولين فيها ممثلي التركمان الذين يشكلون الى جانب الاكراد والعرب نسيج المدينة العرقي.

وكانت تركيا أكدت الاحد الماضي انها ستتخذ quot;كافة الاجراءاتquot; لمنع تمركز quot;خلايا ارهابيةquot; في المناطق الحدودية مع سوريا حيث تتهم انقرة النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني التركي هناك. وفيما نشرت الصحافة التركية صور اعلام كردية رفعت في بلدات في شمال سوريا أكد أوغلو ان هذه المنطقة لم تصبح بالكامل تحت سيطرة المعارضين الاكراد.

وتبدي تركيا قلقا من سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا المتهم من قبل تركيا بقربه من حزب العمال الكردستاني في السيطرة على المناطق الكردية في سوريا. وتؤكد أنها لن تتسامح مع أي خطوة تهدد أمنها من سوريا وسط التعاون بين المتمردين الأكراد الأتراك والحزب الكردي في شمال سوريا لذا قامت تركيا بتحريك بطاريات صواريخ مضادة للطائرات على الحدود السورية بعد قيام دمشق بإسقاط طائرة استطلاع تركية في وقت سابق وقامت بنشر الدبابات على الحدود بعد ورود تقارير عن سيطرة الأكراد على خمس مدن شمال سوريا.

وكان مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى قال الثلاثاء الماضي إن قوات كردية قامت بتدريب اكراد سوريين في مخيمات اقليم كردستان العراق quot;لملء اي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوريquot;. وقال هيمن هورامي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني quot;الشباب الكرد السوريون عددهم قليل جدا وتم تدريبهم تدريبات بدائية في مخيمات الاقليمquot;.

واضاف ان هذه التدريبات التي تلقاها الاكراد السوريون على ايدي قوات كردية تهدف الى quot;ملء اي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوريquot;. وأوضح quot;نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني نهتم بالشأن السوري بسبب تواجد اكثر من مليوني كردي في سورياquot;.

وتابع quot;نحن في الحزب الديمقراطي وحكومة الاقليم لن نتدخل في الشأن السوري ولن نفرض أي صيغة سياسية حول كيف يجب ان يكون وضع الاكراد في سوريا ولكن ساندنا توحيد الصف الكردي في سوريا ليكون داعما اساسيا للمعارضة السورية ويكون داعما اساسيا للتغير الايجابي في سورياquot;.

يذكر ان الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في اقليم كردستان تتبنيان موقفين متناقضين من الاحداث الجارية في سوريا حيث تدعو الحكومة الاتحادية الى حل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ اذار (مارس) عام 2011 وترفض تسليح المعارضة في حين تتبنى سلطات اقليم كردستان موقفا اكثر حدة ضد النظام السوري.