رأت الغالبية المشاركة في استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي أن اغتيال القادة العسكريين في نظام الأسد تشكل بداية النهاية لهذا النظام، وحسب مراقبين، فإن التفجير الذي وقع في مقر مبنى الأمن القومي أدى إلى تسريع عمليات الانشقاق في صفوف الجيش.

رسم يبيّن النتائج
القاهرة: فرصة تلو الأخرى، حصل عليها بشار الأسد من أجل إيجاد حل سلمي للإنتفاضة التي اندلعت ضده منذ منتصف مارس/آذار 2011، لكنّه أبى إلا أن يستخدم السلاح بشكل مفرط ضد شعبه، وعلى مدار 16 شهراً كانت بعثات الدبلوماسيين العرب والغربيين والأمميين تسافر وتعود من دمشق بquot;خفي حنينquot;، وكلّما منح المجتمع الدولي الأسد فرصة للإصلاح كان يستخدمها في القمع وقتل المزيد من أبناء الشعب السوري.

إلى أن جاءت تفجيرات مبنى الأمن القومي السوري بتاريخ 18 يوليو/ تموز الجاري، لتعلن إنتهاء الحلول السياسية والدبلوماسية مع نظام بشار الأسد، وبداية الحل العسكري، حسبما يرى محللون، فيما يرى آخرون ومنهم قراء quot;إيلافquot; أن تلك التفجيرات التي أودت بحياة أربعة من رموز نظام حكم الأسد وأقاربه، لم تكن بمثابة إعلان لانتهاء الحل السياسي فقط، بل بمثابة إعلان لبداية انهيار النظام الحاكم ككل.

بداية النهاية

طرحت quot;إيلافquot; سؤالاً على قرائها هذا نصه: quot;هل يشكل اغتيال القادة العسكريين في سوريا بداية النهاية لنظام الأسد؟ نعم أم كلاquot;، ووفقاً لنتائج الإستفتاء الذي شارك فيه 24319 قارئاً، فإن 22245 قارئاً صوتوا لصالح نعم، بنسبة 91%، متوقعين أن تشكل التفجيرات التي قضى فيها رموز النظام المسمار الأخير في نعش هذا النظام، فيما رأى 2074 قارئاً، بنسبة 9% أنها لن تكون بداية لزوال هذا النظام.

ضربة قاصمة

ولم تنفصل نتائج الإستفتاء عن توقعات وقراءات المعارضين السوريين في الخارج للحادث، وقال خليل الكردي المعارض في القاهرة إن هذه التفجيرات التي أودت بحياة أربعة من الدائرة الضيقة حول بشار الأسد تشكل ضربة قاصمة لظهره، مشيراً إلى أنها تشكل بالفعل بداية النهاية لهذا النظام الذي وصفه بquot;الدمويquot;، وقال الكردي لquot;إيلافquot; إن هذه التفجيرات كانت نقطة تحول في عمر الثورة السورية المندلعة منذ 16 شهراً.

معارك كرّ وفرّ بين الجيش الحرّ والجيش النظامي
لافتاً إلى أنها منحت الثوار ومقاتلي الجيش الحر الثقة بالنفس، وزلزلت أركان النظام، وأثرت بالسلب في الروح المعنوية لمن يقاتلون معه، ونوه بأن هذه العملية النوعية فتحت الطريق أمام عملية تحرير حلب الدائرة حالياً، ثم دمشق، مشيراً إلى أن هذه العملية أدت أيضاً إلى إنشقاق الكثير من القيادات والجنود عن الجيش النظامي، وقدر الكردي أعداد من يقاتلون مع بشار ب50 ألف جندي وقائد منذ اندلاع الثورة، ودعا الكردي الغرب والأمم المتحدة إلى التدخل عسكرياً في سوريا لتقليل الخسائر في الأرواح، من خلال فرض حظر جوي، متوقعاً أن يسقط الجيش الحر النظام خلال عشرة أيام إذا ما فرض الحظر الجوي، لاسيما أن الجيش الحر صار يسيطر على 80% من الأراضي السورية، على حد قوله.

نقطة تحول

فيما اعتبر عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري، إن التفجير الذي قتل فيه أربعة من كبار معاوني الرئيس السوري سيعجل بنهاية نظام بشار الأسد، مشيراً في تصريحات له إن التفجيرات تمثل نقطة تحول في تاريخ سوريا وسيزيد الضغوط على النظام ويحقق نهاية سريعة جدا في غضون أسابيع أو أشهر، حسب توقعاته.

إغتيال بالسم

فيما يقدم المعارض السوري، مأمون الحمصي، رواية مختلفة لعملية مقتل رموز النظام، وقال إن quot;أعضاء خلية الأزمة جرى اغتيالهم بالسم على يد أبطال الجيش السوري الحر من كتيبة الصحابة وذلك قبل شهرين من خلال وضع السم في طعامهم الذي أحضر من المطعم الصحي في دمشق وتم اعتقال العاملين في المطعم وإغلاقه في حينهاquot;.

وأضاف في بيان صوتي له تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، حيث انتقل للإقامة في القاهرة، أن quot;النظام أنكر هذه العملية جملة وتفصيلاً كعادته، ثم خرج لتوظيف الحراك الثوري بعد أن أصبحت دمشق كتلة لهب في وجه طغيانه وإجرامه، وفبرك عملية التفجيرات من أجل توجيه رسالة خبيثة لمجلس الأمن وللعالم أنه يواجه الإرهاب ومن ضمن هؤلاء القتلى صهر الاسد وتأخير اعلان موت بختيار ليثبت أن هناك جرحى وعملا تفجيريا فهو بريء من كل التفجيرات السابقة والمجازر المرتكبة وبالوقت نفسه يعطي حجة لروسيا والصين لمواجهة غضب العالم العاجز عن اتخاذ القرار الصح في الوقت الصعب ويبرر مخططه الإجراميquot;.

ورغم الرواية المختلفة لما هو معلن ومتعارف عليه، إلا أن الحمصي يرى أن العملية تشكل بداية بشائر الإنتصار على من وصفهم بquot;أعداء الإنسانية ووحوش البشريةquot;.

تضاعف أعداد المنشقين

وحسب معلومات أسامة المناع، المعارض السوري بالقاهرة، فإن تلك العملية ضاعفت من أعداد الضباط السوريين المنشقين عن النظام، وقال لـquot;إيلافquot; إن العميد الركن زكي لوله نائب قائد عمليات المنطقة الجنوبية في دمشق، أعلن انشقاقه في اليوم التالي للعملية، وكذلك انشقاق ضباط في مدن وبلدات كفر زيتا والطيبة والسقيلبية ومورك في حماة، وجبل الزاوية بإدلب.

مشيراً إلى أن نحو 18 لواء وعميد وضباط كبار أعلنوا إنشقاقهم وهربوا إلى تركيا مع عائلاتهم، ولفت إلى أن الجيش النظامي يعاني نقصا في أعداد الجنود، حيث يرفض الشباب الإنضمام إليه، معتبراً أن كل هذه مؤشرات على قرب انهيار النظام تماماً.

محاصرة النظام
فيما قال السفير إبراهيم شكري، إن عملية اغتيال قادة خلية الأزمة في سوريا تدل على أن النظام صار محاصراً، وليس المعارضة، وأضاف لـquot;إيلافquot; أن هذه العملية تشكل تحولاً حقيقياً على الأرض وانقلاباً في موازين القوى في سوريا، مشيراً إلى أن نجاح الجيش الحر في الوصول إلى مبني الأمن القومي في وسط دمشق وتفجيره يعني أنه صارت لديه آليات وإمكانيات وخطط بعيدة المدى، وأنه قادر على إيذاء النظام بطريقة مباشرة.

ولفت شكري إلى أن الجيش الحر ضرب النظام في عقر داره وأفقده أبرز وأهم وأقوى أركانه الذين كان يعتمد عليهم منذ عشرات السنين، وأشار شكري إلى أن هذه العملية تشكل بالفعل بداية النهاية لهذا النظام، وتشكل أيضاً نهاية الثورة السليمة، ونهاية الحل السياسي في سوريا، متوقعاً أن يسقط النظام إن عاجلاً أو آجلاً، معتبراً أن النظام صار جزءاً من الماضي، ولن يكون جزءاً من مستقبل سوريا، داعياً المعارضة السورية إلى ضرورة التوحد، والتجهيز لمرحلة ما بعد انهيار النظام، ومحاولة بناء الدولة المدنية الموحدة على أسس الديمقراطية والمساواة، التسامح وعدم الإنسياق وراء شهوة الإنتقام.