بيروت: انتظر النازح السوري إلى مدينة طرابلس (شمال لبنان) محمد المولي نحو عامين حتى يعود إلى الاستقرار في بلده ليتمكن من إقامة حفل زفافه على ابنة عمته التي نزحت معه.

لكن طول الانتظار دفع الشاب السوري (25 عاماً) من مدينة حمص (وسط) إلى اتخاذ قرار إقامة حفل الزفاف في الخيمة التي يقيم فيها اليوم الأحد، بعدما عمل على تجهيزها بغرفة نوم، ليكون إلى جانب أهله وعائلة زوجته، الذين يقيمون جميعًا في خيم في quot;حي التنكquot; الشعبي على أطراف مدينة طرابلس.

يقول الشاب المولي لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: quot;لقد نزحت إلى لبنان، بعد احتدام المواجهات في سوريا، وأقمنا في خيمة في هذا الحي الفقير، وبعد فترة نزحت عمتي وأولادها من مدينة حماه، وأقاموا إلى جانبنا في خيمة أيضًاquot;.

يضيف: quot;قررت الارتباط بابنة عمتي، البالغة من العمر 21 عامًا، منذ اليوم الأول لوصولها إلى لبنان، وكنا ننتظر أن يعود الهدوء إلى سوريا، لكي نتمكن من العودة وإقامة حفل الزفاف هناك، لكن الفترة طالت، ولا يوجد أمل بعودة الاستقرار في الوقت القريب، فقررنا أن نتزوج هنا، بعدما حصلت على خيمة وضعتها إلى جانب خيم للنازحين، وبينهم عائلتيquot;.

وتقيم نحو 150 عائلة سورية في هذا الحي، الذي بنيت كل منازله من ألواح خشبية، فضلًا عن خيم وضعت أخيرًا للسوريين. وجرى إقامة مأدبة غداء للضيوف اليوم، عبارة عن أرز ولحم وشراب اللبن، بعدما تم ذبح ثلاثة خراف، جرى جمع ثمنها من الأقارب.

وبحسب عادات العائلة، التي تنتمي إلى إحدى العشائر في حمص، فإن العروس لا تظهر على الضيوف، وتجلس في غرفة خاصة إلى حين مجيء زوجها لاصطحابها إلى المنزل الزوجي.

بدوره أكد والد العريس خالد المولي (60 عامًا) أنه وافق ابنه على إقامة حفل الزفاف، لكنه اشترط عدم إقامة حفل فني، كما جرت العادة في قريتهم في سوريا، احترامًا لدماء الناس الذين يقتلون هناك.