رد رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، على دعوة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لزيارة واشنطن، بأن الوقت غير مناسب، ما دفع بالمسؤولين الى التكهن حول أسباب تأجيل هذه الزيارة.


بيروت: قال مسؤولون في الادارة الأميركية إن قادة المعارضة السورية أرجأوا زيارتهم التي كانت مقررة إلى واشنطن لعقد سلسلة من الاجتماعات، بما في ذلك زيارة متوقعة للبيت الأبيض، مما يؤكد التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة في زرع حركة التطور السياسي.
دعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما معاذ الخطيب، القيادي في المجلس المعارضة السورية، والجنرال سالم ادريس، رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، لزيارة واشنطن هذا الأسبوع، لكن الخطيب أبلغ وزير الخارجية جون كيري خلال مشاركته في مؤتمر في روما حول أزمة سوريا، أن الوقت quot;غير مناسبquot; للقيام بهذه الزيارة.
وعلى الرغم من أن القادرة لم يحددوا موعداً بديلاً للزيارة، إلا أن بعض المسؤولين الأميركيين يأملون في أن تتم في نيسان (ابريل).

تكهنات حول الأسباب

وقال مسؤولون في إدارة أوباما، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن هذا القرار يعكس نية الخطيب في العمل على بناء ائتلافه المعتدل، بدلاً من القيام برحلات خارجية طويلة.
لكن بعض المراقبين يقولون انه قد يعكس أيضاً بعض الحساسية من جانب السوريين من أن يُنظر إلى الائتلاف على أنه متحالف بشكل وثيق جداً مع الاميركيين، الذين قدموا الدعم المحدود لجهودهم العسكرية من أجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وكان قرار السيد الخطيب لحضور اجتماع روما يوم 28 شباط (فبراير) محط جدل بين بعض أعضاء تحالف المعارضة - لدرجة انه رفض المشاركة في بداية الامر، إلى أن تلقى مكالمات هاتفية من قبل كيري ونائب الرئيس جوزيف بايدن تحثه على الذهاب.
ورفض البيت الأبيض التعليق على تأجيل المعارضة رحلتها إلى واشنطن. وقلل مسؤول بارز بالادارة الاميركية من أهمية هذه المسألة، وعزا التأجيل إلى عدم تنسيق في جدول وموعد ازيارة.
وأضاف: quot;إن الدعوة مفتوحة، ونحن نتطلع إلى زيارتهم في المستقبلquot;، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع المعارضة.
ويأتي تأجيل الزيارة على خلفية قرار البيت الأبيض بتقديم 60 مليون دولار كمساعدات جديدة للجناح السياسي للمعارضة السورية، مع الحد من الدعم العسكري وحصر المساعدة باللوازم الطبية والحصص الغذائية.

مساعدة أميركية مدروسة

خلال زيارته الأخيرة التي شملت تسع دول، أشار كيري إلى أن الولايات المتحدة تدعم الجهود التي تبذلها دول الشرق الأوسط لإرسال الأسلحة. ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأميركية إن دعم بلاده للمعارضة من الناحية العسكرية يبقى محدوداً.
في مقابلة اذاعية يوم 5 آذار (مارس) مع وكالة انباء بلومبيرغ، اعترف كيري بأن المعارضة السورية تريد المزيد من الدعم العسكري، أكثر مما تحصل عليه من الحلفاء.
لكنه قال ان استراتيجية البيت الأبيض تتطلب المزيد من الدعم للثوار بحيث أن حكومة الأسد سوف تنتبه وتوافق على إجراء مفاوضات بشأن الانتقال السلمي للسلطة. في الوقت نفسه، فإن البيت الأبيض لا يريد تقديم المساعدة لدرجة أن يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير للقتال والتأثير بشكل حاسم على نتيجة الصراع العسكري.
وقال: quot;أنا أفهم نفاد صبر المعارضة السوريةquot;، قال كيري، وفقا لموقع بلومبيرغ، مضيفاً: quot;أنا أعلم أنه أمر محبط لأنهم يعتقدون أن حيازة هذا النوع أو ذاك من السلاح سينهي الأمر بسهولة. لكن الحقيقة هي أن الرئيس يعتقد أن المساعدة لا ينبغي ان تؤدي إلى مزيد من القتل قبل أن تعطي فرصة لإيجاد حل سلميquot;.