تنعكس الحرب المستمرة في سوريا بسلبية كبيرة على الأطفال المحاصرين في البلاد، حيث تحولوا إلى دروع بشرية يتم استغلالهم وانتهاك طفولتهم، كما يتعرضون للعنف الجسدي والجنسي.


القاهرة: وجدت دراسة كبرى أجرتها منظمة إنقاذ الطفولة (save the children) الإنسانية أن الأطفال المحاصرين في سوريا يتعرضون للضرب والقتل والانتهاك الجنسي في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني طفل اعتداءات جسدية وسوء تغذية ويتم استغلالهم كدروع بشرية.

وهي الأمور المفزعة التي خلصت إليها المنظمة بعد حصولها على روايات مباشرة من الأطفال اللاجئين أنفسهم، وتبين أن واحداً من بين كل ثلاثة أطفال يتعرضون للكمات في الوجه أو للركل أو لإطلاق النار، وبالكاد يتمكنون من النجاة بحياتهم في حالات كثيرة.

دروع بشرية

وقال صبي يدعى نضال يبلغ من العمر 6 أعوام في حديث له مع مسؤولي المنظمة:quot;طاردنا رجال مسلحون ذات مرة. وأطلقوا النار باتجاه ثلاثة منا، وخرجت طلقة على مقربة من قدمي، ما جعلني أقفز. وجاءت أسفل قدمي، ولمست حذائي، لكني استمريت بالركض. ثم وجدنا جداراً ولم نتمكن حينها من الجري أكثر من ذلك، عندها شعرت بالخوف الشديد، وانتابني الفزع ومعي أصدقائي، حيث حوصرنا بالجدرانquot;.

ومع استمرار الصراع في سوريا، وبلوغه عامه الثالث، ومقتل أكثر من 70 ألف شخص، بدأ ينجذب الأطفال على نحو متزايد إلى الحرب. وبدأ استخدام بعض الصبية الصغار من جانب الجماعات المسلحة كعدائين وحمالين ودروع بشرية، وباتوا على مقربة من الخطوط الأمامية. في حين بدأ يتم تزويج عدد كبير من الفتيات في تلك السن المبكرة لحمايتهم من التهديد المحتمل على نطاق واسع من العنف الجنسي.

الأطفال تحت النار

ووجد هذا التقرير الذي جاء تحت عنوان quot; الأطفال تحت النارquot; أن هناك quot;نمطاً متنامياًquot; للجماعات المسلحة، المؤيدة والمعارضة النظام السوري، يقومون بتجنيد الأطفال دون سن الـ 18 عاماً للقيام بالأعمال ذات الطبيعة الخطرة مثل العمل كحراس أو كمخبرين.

واكتشفت صحيفة التلغراف البريطانية من جهتها أن هناك صبية صغارًا يعيشون في قواعد تابعة للثوار في مدينة حلب، الواقعة شمال البلاد، يتم استهدافهم من قبل قوات العدو. وتبين للصحيفة أن كثيرين منهم ينظفون الأسلحة ويقدمون الطعام للمقاتلين. بينما يذهب آخرون إلى الخطوط الأمامية دون أن يكون لديهم أي دراية بكيفية القتال.

وتابعت الصحيفة بنقلها في هذا السياق عن جوستن فورسيث وهو الرئيس التنفيذي لمنظمة سيف ذا تشيلدرين قوله quot; تم استبدال براءة الأطفال لدى الملايين من الأطفال السوريين بالحقائق القاسية المتعلقة بمحاولة اجتياز تلك الحرب الشرسةquot;.

وأضاف باتريك ماكورميك وهو المتحدث باسم منظمة اليونيسيف quot; لا يمكننا تحمل إهدار أي وقت إضافي. وبالتأكيد لا يمكننا تحمل إضاعة عام آخر. فنحن بصدد ظهور جيل من الأطفال لم يروا أو يعرفوا أي شيء سوى القتال وقد يديمون دائرة العنف هذهquot;.

هفوة إعلامية

إلى ذلك، وفي هفوة إعلامية ملفتة، اعترفت محطة أخبار دنماركية بأنها استعانت بصورة للعاصمة السورية، دمشق، تم أخذها من إحدى الألعاب الحاسوبية، ضمن تقرير إخباري قامت المحطة بإعداده حول الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا منذ عامين.

وهي الصورة التي تم وضعها خلف المذيعة سيسيلي بيك أثناء حديثها عن الوضع السوري، وتبين أنها صورة مأخوذة من لعبة المغامرات العنيفة Assassinrsquo;s Creed. وهي لتصور خيالي عن الشكل الذي ربما كانت تبدو عليه دمشق قبل 720 عاماً.

وقد اعتذر يعقوب نيبرو، رئيس قطاع الأخبار بمحطة TV2، عن تلك الهفوة التي حدثت يوم الـ 26 من الشهر الماضي، بعد أن تم إبرازها على مواقع التواصل الاجتماعي.