فيما ندد الرئيس اللبناني بالقصف الجوي السوري على أرض لبنانية واعتبره انتهاكًا مرفوضًا، رأى قائد الجيش أنّ لبنان يمر باستحقاق أمني خطير بعد حوادت الاعتداء على رجال دين سنة بالضرب والإهانات وقطع الطرق.


بيروت: اعتبر قائد الجيش اللبناني جان قهوجي أن التوتر الذي شهده لبنان خلال الساعات الماضية هو quot;اخطر استحقاق امنيquot; يمر على البلاد منذ سنوات، في وقت شهدت مناطق لبنانية لليلة الثانية على التوالي تجمعات وقطع طرق احتجاجا على الاعتداء على رجال دين سنة بالضرب والاهانات.

وقال قهوجي في تصريحات صحافية إن لبنان مر خلال الساعات الماضية quot;باخطر استحقاق امني منذ ثماني سنواتquot;، في اشارة على الارجح الى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 2005.

وقال قهوجي quot;ما حصل يدل بوضوح الى اين يمكن ان يقود الشحن الطائفي والسياسي والمذهبي المستمر على مدار الساعةquot;. وطالب قهوجي السياسيين ورجال الدين quot;بتحمل مسؤولياتهم من اجل وضع حد لكل من يساهم في التحريض ضد الآخر في وطنهquot;، وقال quot;حصنوا الداخل، حتى يتفرغ الجيش للحدودquot;.

واشار الى ان quot;عشرات الاف العسكريين المنتشرين من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال... يكادون يمضون اياما بلا اي ساعة نومquot;، داعيا الجميع quot;الى تحسس حجم المخاطر المحدقة بالبلدquot;.

وتجمع عشرات من الشبان الغاضبين في عدد من طرق بيروت وفي مناطق في الشمال وعلى الطريق الساحلي المؤدي الى الجنوب خلال الليلة الماضية، وقطعوا الطرق بالاطارات المشتعلة والعوائق احتجاجا على الاعتداء على رجال دين سنة ليلة الاحد الاثنين بالضرب والاهانات. وكان الجيش اللبناني يعمل كلما اقفلت طريق على فتحها واحتواء التوتر.

وكان عدد من مشايخ دار الفتوى تعرضوا مساء الاحد للضرب المبرح والاهانة في مناطق شيعية في بيروت، ما اثار استياء واسعا في الاوساط السنية وتوترا في بلد يتمتع فيه رجال الدين بهالة من الاحترام ويشهد انقساما حادا لا سيما بين السنة والشيعة على خلفية النزاع السوري.

واعلنت قيادة الجيش انها اوقفت عددا كبيرا من الذين يشتبه بتورطهم بحادث الاعتداء، فيما سارع حزب الله وحركة امل الشيعيان الى اصدار مواقف تؤكد رفع الغطاء السياسي عن الفاعلين وتدين الحادث. ودعت القيادات السنية من جهتها الشارع السني الى الهدوء وquot;عدم الانجرار الى الفتنةquot;.

وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري وغالبيتهم من انصار حزب الله وحلفائه، ومتحمس للمعارضة السورية وغالبيتهم من انصار قوى 14 آذار وابرز اركانها الزعيم السني سعد الحريري. ويتسم خطاب القيادات السياسية اجمالا في ظل الازمة السورية ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقرر مبدئيا في لبنان في حزيران (يونيو)، بتشنج واصطفاف طائفي حاد

انتهاك سوري

من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان القصف الجوي السوري على أرض لبنانية أمس الاثنين quot;انتهاك مرفوض للسيادة اللبنانيةquot;، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي الثلاثاء.

وقال البيان الصادر من لاغوس حيث يقوم سليمان بزيارة رسمية من ضمن جولة على عدد من دول افريقيا quot;اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان القصف الجوي السوري داخل الاراضي اللبنانية انتهاكا مرفوضا للسيادة اللبنانيةquot;.

واضاف انه quot;كلف وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور توجيه رسالة احتجاج الى الجانب السوري بهدف عدم تكرار مثل هذه العملياتquot;. ويعتبر هذا اول تأكيد رسمي لبناني لحصول الغارة التي استهدفت منطقة جرود عرسال في شرق لبنان الحدودية مع سوريا.

وفيما ذكر سكان في المنطقة ذات الغالبية السنية والمتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية ان الصواريخ الاربعة التي القتها الطائرات سقطت في منطقة زراعية، قالت وسائل اعلام قريبة من النظام السوري انها استهدفت quot;تجمعات مسلحينquot;.

وجاءت الغارة بعد ايام على توجيه دمشق رسالة الى وزارة الخارجية اللبنانية تهدد فيها بقصف quot;تجمعات مسلحينquot; داخل الاراضي اللبنانية في حال استمر تسلل هؤلاء الى الاراضي السورية. واعتبرت وزارة الخارجية الاميركية ان القصف السوري quot;يمثل تصعيدا كبيرا في الانتهاكات لسيادة الاراضي اللبنانية تتحمل سوريا مسؤوليتهquot;. كما دانت فرنسا قصف الطيران السوري على الحدود اللبنانية، منددة بquot;تصعيدquot; وquot;انتهاك جديد وخطير لسيادة لبنانquot;.