تبادل طرفا الأزمة في سوريا الاتهامات حول إطلاق صاروخ مزوّد بمواد كيميائية في منطقة خان العسل في ريف حلب. وأكد لؤي مقداد أنّ المعارضة لا تملك صواريخ بعيدة المدى أو أسلحة كيميائية مشيرًا إلى أن المستهدفين من الثوار.



اسطنبول: نفى مقاتلو الجيش السوري الحر اليوم الثلاثاء اتهامهم من قبل النظام السوري بإطلاق صاروخ مزود برأس كيميائية، وحملوا دمشق مسؤولية هذا الهجوم. وقال احد الناطقين باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد الذي يشارك في اجتماع المعارضة في اسطنبول quot;نفهم ان الجيش استهدف خان العسل باستخدامه صاروخا بعيد المدى ومعلوماتنا الاولية تشير إلى أنّه يحوي أسلحة كيميائيةquot;.

واضاف ان quot;هناك الكثير من الضحايا وعددا كبيرا من الجرحى يعانون مشاكل في التنفسquot;. وتابع مقداد quot;لا نملك صاروخا بعيد المدى ولا سلاحا كيميائيا. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوارquot;.

واتهمت دمشق الثلاثاء المعارضة المسلحة باستخدام سلاح كيميائي في استهداف منطقة في شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا. وأوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان quot;ارهابيين اطلقوا صاروخا يحتوي مواد كيميائية في منطقة خان العسل الواقعة في ريف حلبquot;، مشيرة إلى quot;مقتل نحو 15 شخصا معظمهم من المدنيين بالاضافة إلى عدد من الجرحىquot;.

وفي الثالث من آذار (مارس)، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي بعد معارك ضارية تركزت خصوصا في محيط مدرسة الشرطة في البلدة وقتل فيها اكثر من 120 عنصرا من قوات النظام واكثر من ستين مقاتلا معارضا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وعبر مسؤولون غربيون اكثر من مرة عن خشيتهم من وقوع الاسلحة الكيميائية التي يملكها النظام السوري في ايدي بعض مجموعات المعارضة. وقال مقداد إن quot;هذا الهجوم تجاوز على الارجح كل الخطوط الحمراء للاسرة الدوليةquot;.

حجة للنظام

من جانبه، صرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الثلاثاء ان استخدام المعارضة سلاحًا كيميائيا quot;تصعيد خطيرquot; في مسار الازمة في البلاد، مطالبا المجتمع الدولي بالادعاء على الدول التي سلّحت المعارضة quot;باسلحة محرمة دولياquot;.

وقال الزعبي في تصريح بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان quot;استخدام السلاح المحرم دوليا يعتبر تحولا خطيرا في ما يجري في سوريا على الصعيدين الامني والعسكريquot;. واضاف quot;بارتكاب هذه الجريمة يحق للحكومة السورية ان تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وتتوجه إلى المنظمات الدولية والاقليمية للادعاء والشكوى على الدول التي سلحت المعارضة بأسلحة محرمة دولياquot;.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان استهداف quot;صاروخ ارض ارض لتجمع للقوات النظامية في خان العسلquot;، من دون ان يكون في إمكانه تحديد ما اذا كان يحمل مواد كيميائية ام لا.

روسيا: المعارضون استخدموا الكيميائي في حلب

هذا وذكرت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء ان لديها معلومات تفيد بان المعارضين السوريين استخدموا اسلحة كيميائية ادت الى مقتل 16 شخصا واصابة 100 اخرين في محافظة حلب.

وقال بيان لوزارة الخارجية quot;طبقا لمعلومات حصلنا عليها من دمشق استخدمت المعارضة السورية اسلحة كيميائية في وقت مبكر من صباح 19 اذار/مارس في محافظة حلبquot;، مضيفة انها تشعر quot;بقلق بالغquot; بهذا الشأن.

لم يوضح البيان ما اذا كانت موسكو حصلت على المعلومات من مصادر روسية خاصة ام من مسؤولين في الحكومة السورية التي اتهمت المعارضين بشن اول هجوم كيميائي. وقالت الوزارة إنها quot;تشعر بقلق بالغ من وقوع اسلحة دمار شامل في ايدي المسلحين (المعارضين) ما يزيد من تعقيد الوضع في سورياquot;.

وجدد البيان الدعوة الى جميع الاطراف الى نبذ العنف والتفاوض لإنهاء النزاع المستمر منذ عامين. وتعتبر روسيا من أقرب حلفاء سوريا، ومنعت صدور ثلاثة قرارات من الأمم المتحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

البيت الابيض: لا دليل

من جهته، اكد البيت الابيض الثلاثاء انه لا يملك اي دليل على ان المعارضين السوريين استخدموا اسلحة كيميائية، محذرا حكومة الرئيس بشار الاسد من اللجوء الى تلك الاسلحة، الامر الذي اعتبر انه سيكون quot;مرفوضا كلياquot;.

وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني quot;ليس لدينا اي دليل يؤيد الاتهامات الموجهة الى المعارضة (السورية) باستخدام اسلحة كيميائيةquot;، مبديا بذلك شكوك واشنطن في الاتهامات الصادرة من النظام في سوريا الى المعارضة بهذا الصدد.

وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا الثلاثاء الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية. وايّدت موسكو نظام الاسد في اتهاماته هذه.وذكر كارني بان الرئيس اوباما حذر بالفعل منذ اشهر الحكومة السورية من مغبة اللجوء الى مخزونها من الاسلحة الكيميائية. وقال ان احتمال استخدام نظام الاسد هذه الاسلحة في الميدان يثير quot;قلقا بالغاquot; وسيكون quot;مرفوضا كلياquot;.

مسؤولية تركيا وقطر!

وحمل الزعبي حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان وقطر quot;المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الارهابيون في خان العسلquot;. وقال ان quot;الجريمة التي وقعت اليوم استخدم فيها الارهابيون سلاحا محظورا وفق قواعد القانون الدولي وهي برسم المجتمع الدولي والدول التي تسلح وتمول وتأوي الارهابيينquot;.

وتمتلك الحكومة السورية مخزونا كبيرا من الأسلحة الكيميائية وهو ما أذكى مخاوف دولية واسعة النطاق بشأن الأمن واحتمالات استخدام تلك الأسلحة. وقد أقر النظام السوري للمرة الأولى في تموز (يوليو) 2012 بامتلاك أسلحة كيميائية وهدد باستخدامها إذا تعرض لتدخل عسكري غربي، مؤكدا أنه لن يستخدمها في أي ظرف ضد شعبه.

وكانت الانتفاضة السورية - التي اندلعت قبل عامين للإطاحة بنظام حكم الرئيس بشار الأسد - قد أسفرت عن سقوط نحو 70 ألف قتيل، وفرار مليون آخرين من الأراضي السورية.