شنّ مقتدى الصدر هجوما على رئيس الوزراء نوري المالكي متهماً إياه بالدكتاتور، وقرر تعليق مشاركة وزارئه فيها واعتبر تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي نينوى والانبار إقصاء وكارثة للسنة وظلمًا للشيعة.


هاجم الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر رئيس الوزراء نوري المالكي ووصفه بالدكتاتور وقال إن البقاء في حكومته اصبح مضرا وقرر تعليق مشاركة وزارئه فيها واعتبر تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي نينوى والانبار إقصاء وكارثة للسنة وظلمًا للشيعة.
وقرر وزراء التيار الصدري الستة بزعامة الصدر تعليق مشاركتهم في الحكومة منضمين بهذا الاجراء الى وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين يقاطعون اجتماعات الحكومة منذ اسابيع وهو امر من شأنه ان يعيق تحقق النصاب القانوني لعقد اجتماعاتها مستقبلا نتيجة غياب اكثر من نصف عدد اعضائها.
وقال وزير التخطيط علي الشكري احد الوزراء الصدريين السنة في مؤتمر صحافي في بغداد مع عدد من وزراء التيار إن quot;وزراء التيار الصدري يعلنون مقاطعة جلسات مجلس الوزراء المقبلة بتوجيه من زعيم التيار مقتدى الصدرquot;. وأضاف الشكري الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية بالوكالة أن quot;الوزراء سيستمرون بتقديم الخدمة للمواطنين من داخل وزاراتهمquot;.
وبذلك سيكون حوالى 20 وزيرا قد قاطعوا الحكومة التي تضم حوالى 30 وزيرا وهو ما يرفع الغطاء القانوني لمواصلة عملها واستمرارها في عقد اجتماعاتها . ويفتح هذا الاجراء الباب امام تحول الحكومة الى تصريف اعمال او تقديم رئيسها نوري المالكي لاستقالتها وفي حال عدم اتخاذه هذا القرار فإن القوى السياسية الثلاث ستلجأ الى مجلس النواب لسحب الثقة منه وهو اجراء كانت فشلت في تحقيقه اواخر العام الماضي بسبب عدم جدية الصدر والرئيس العراقي جلال طالباني بالوقوف وراء هذا الإجراء.
وجاء قرار تعليق الوزراء الصدريين لمشاركتهم في الحكومة بعد ساعات من بيان أصدره الصدر وقال فيه ان قرار الحكومة العراقية اليوم بتأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى الشمالية والانبار الغربية ذاتي الاغلبية السنية بمثابة اقصاء للسنة الذين حذر من ان تهميشهم كارثة لا تغتفر . وقال الصدر في بيان وزعه مكتبه اليوم ان العراق هو quot;عراق علي والحسين عليهما السلام وهذا يعني ان يعيش الجميع فيه على حد سواء وما يحدث من تهميش لسنة العراق كارثة لا تغتفر وتأجيل الانتخابات في الموصل والانبار أمر لا يجوز بل تأجيل الانتخابات مطلقا امر غير مقبول عندناquot;.
واضاف الصدر قائلا ان التأجيل إقصاء وظلم للاخوة السنة اولا وتأسيس للطاغوت والدكتاتورية ثانيا..
وأكد أن إيكال أمر الانتخابات وتأجيلها بيد المالكي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة quot;أمر يكرس للدكتاتورية بما لا فيه شكquot;.
وهاجم الصدر بشدة المصوتين من الوزراء على تأجيل الانتخابات في المحافظتين والذي جرى بغياب وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين يقاطعون الحكومة لخلافات مع رئيسها المالكي وقال quot;كل من صوت من الوزراء على هذا الامر فلتبتر يداه وليعلم انه قد ظلم العراق كافة وظلم التشيع وافسد من حيث يعلم او لا يعلم ولا استثني احدًا على الاطلاق وان كان ممن لاذ بيquot; ولايعرف بعد فيما اذا صوت الوزراء الخمسة للتيار الصدري بزعامته على قرار التأجيل ام لا.
واضاف الصدر ان البقاء في هذه الحكومة التي باتت تبيع اراضيها جنوبا (حول الخلافات الحدودية مع الكويت) وتدعي سيطرة القاعدة على بعض المحافظات الغربية والشمالية اضافة الى حكومة بلا رئيس جمهورية ولا وزراء كثر ولا برلمان ذي قرار الا مع موافقة المحكمة الاتحادية وهي بدورها سيست او كادت .. وصار القضاء وليد الدكتاتورية وحكومة ذات شعب هزيل تهزه المفخخات والاغتيالات والصراعات والمجاعات ونقص الخدمات وذات علاقة مع الجوار باتت هزيلة بل وممنوعة فبعض يشتم الجارة الشيعية واخر يشتم السنة منها.
وتساءل الصدر قائلا: عجبا عجبا أين السلم اين الحرية التي صارت فوضوية .. اين الديمقراطية التي باتت تؤجل من قبل الدكتاتور وابن الشراكة وبات (استاذ نوري المالكي) ذو مناصب كثيرة فوا أسفيquot;. واضاف quot;لذا فإن البقاء في هذه الحكومة بات مضرا وغير نافع على الاطلاق بل فيه اعانة على الاثم والعدوان .. وسنناقش مليا مع اخوتنا التغليق والانسحاب من الحكومة بل وحتى من البرلمان الهزيل .. وعظم الله اجورنا واجوركم لما اصاب العراق من تفجيرات حصدت العشرات من ارواح الابرياءquot; في اشارة الى التفجيرات التي شهدتها بغداد ومناطق محيطة بها اليوم من خلال تفجير حوالى 20 مفخخة وعبوة ناسفة ما ادى الى مقتل اكثر من 50 مواطنا واصابة 200 آخرين بجروح مختلفة.
وفي وقت سابق اليوم، قررت الحكومة العراقية خلال اجتماعها الاسبوعي الذي انعقد اليوم الثلاثاء بغياب وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين يقاطعون الحكومة تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي نينوى الشمالية والانبار الغربية التي كانت مقررة في العشرين من الشهر المقبل ستة اشهر على اقصى تقدير ما يعني امكانية اجرائها في تشرين الاول (اكتوبر) من العام الحالي في حال تحسنت الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد.
يذكر ان عمليات اغتيال يتعرض لها المرشحون في المحافظتين قد تصاعدت مؤخرا حيث سقط ستة منهم لحد الان برصاص rlm;مجهولين وانسحب 14 اخرون خوفا بالترافق مع استقالات جماعية يقدمها مشرفون على الاقتراع rlm;نتيجة التهديدات بالموت التي يتلقونها وقد دفعت الى تأجيل الانتخابات. فقد شهدت محافظات عراقية على مدى الايام العشرة الماضية اغتيال ستة مرشحين للانتخابات فيما اضطر عشرات المشرفين الذين ينتمون الى المفوضية rlm;العليا للانتخابات الى تقديم استقالات جماعية اثر تهديدات بالقتل يتلقونها من مجهولين.
وكانت القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري قد فشلوا اواخر العام الماضي في سحب الثقة من حكومة المالكي بسبب عدم جمع اصوات النواب الكافية لتنفيذ هذا الاجراء.