فيما يشهد العراق اليوم تظاهرات احتجاجية تحت شعار quot;لا للحاكم المستبدquot;، أكد الزعيم العراقي مقتدى الصدر أنه لا يخشى اختراق التنظيمات المتشددة لهذه الاحتجاجات إنما الأهواء الطائفية التي تأججت بسبب سياسات الحكومة.


أكد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أنه لا يخشى من اختراق تنظيم القاعدة والإرهابيين لتظاهرات الاحتجاج التي تشهدها محافظات عراقية، وإنما من الطائفية التي أججتها الحكومة، ومن العاطفة الهوجاء والاهواء الطائفية التي تأججت بسبب سياسات الحكومة.. فيما تشهد محافظات شمالية وغربية اليوم احتجاجات واسعة وصلوات شيعية سنية موحدة تحت شعار quot;لا للحاكم المستبدquot;، بينما أعلن المفتي رجل الدين السني الشيخ عبد الملك السعدي عن حملة لاحصاء عدد المعتقلين والمعتقلات في سجون البلاد.

وجاء موقف الصدر هذا رداً على سؤال من quot;مجموعة من أبناء عشائر العراقquot; حول موقفه quot;المشرفquot; من التظاهرات في محافظات شمال وغرب بغداد quot;الذي كان له الاثر الكبير في تلاحم وحدة الصف العراقي بأجمعه من شماله الى جنوبه، والذي التفت اليه الجميع في ما بعد، وشعر بخطورة الموقف فسعى جاهدًا الى ما سعيتم اليه.. ومن باب لمّ الشمل والتلاحم بين ابناء العراق ذهب وفد من عشائر وسط وجنوب العراق ليشاركوا اخوتهم في الانبار محنتهم ويقدموا مقترحات لحل الازمة الا أنهم تفاجأوا بالاعتداء عليهم من قبل مجموعة من المتواجدين في ساحة الاعتصامquot; وسألوه عن موقفه من هذا الاعتداء الذي وقع في الرابع من الشهر الحالي حين القى من وصفوا بالمندسين بالقناني الفارغة والاحذية على الوفد العشائري. فقد اعلن شيوخ عشائر من محافظات وسط وجنوب العراق انذاك أنهم تعرضوا إلى تهجم ورمي قناني وحجارة وسباب أثناء قيامهم بزيارة إلى داخل ساحة الاعتصام في الرمادي مؤكدين أن هذا التصرف كان غير مقبول، في حين أكدت اللجان الشعبية للمتظاهرين أنه تم إلقاء القبض على بعض الفاعلين وهمquot;ينتمون إلى جهة رسمية في الأنبار تحاول تشويه سمعة التظاهراتquot;.

وقد اجاب الصدر مشددًا على أنه لا يخاف على التظاهرات في الانبار وقريناتها من اختراق القاعدة والارهابيين، وانما من العاطفة الهوجاء والعقائد المنحرفة والميولات والاهواء الطائفية التي تأججت بسبب سياسات الحكومة.

وقال الصدر نص إجابته: quot;لست ممن يخاف على التظاهرات في الانبار وقريناتها من اختراق القاعدة والارهابيين، بل جل خوفي عليها من العاطفة الهوجاء والعقائد المنحرفة والميولات الطائفية التي تعج وتنتشر في ارجاء عراقنا الحبيب، وأن من قام بالاعتداء على عشائرنا هم اصحاب النفوس الضعيفة والاهواء الطائفية التي تأججت بسبب سياسات من الحكومة وغيرها وبسبب ايكال حل المشاكل الى الشعوب للتصادم بينها.. فلو أن الحكومة والشعب كانا ينظران بعين الصالح العام لما آل الوضع الى ذلك.. وأملي بالقائمين على التظاهرات المشروعة على الرغم من عدم تحقق بعض مطالبهم أن يعتذروا من اخوتهم وعشائرهم في الجنوب فهو مقتضى الادب والضيافة سواء كانت هذه العشائر تمثل نفسها أم حكومتها، حينما اعتلت منبر مظاهراتكم، فللعشائر هيبتها واستقلاليتها وليسود جو الحب والوفاء والوحدة في ارجاء هذا الوطن الجريح.. فقد تعودنا نحن العراقيين أن نتأدب بأدب الانبياء والرسل والصالحين والاولياء والصحب الكرام والمعصومين والقادة والسادة وليس من شيمهم الاعتداء على الضيف مهما كانquot;.

وكان ثائر الكركوشي وهو أحد شيوخ محافظة كربلاء وكان من بين أعضاء الوفد مع 40 شيخاً وأميراً من عموم محافظات العراق، قد قال: quot;ذهبنا بوفد موحد إلى محافظة الأنبار للقاء أهلها وشيوخها وزعمائها للحديث معهم حول مطالبهم في محاولة لتهدئة الأزمة وأخذ مطالبهم إلى الحكومة وتنفيذ ما هو مشروع منها بسرعة قصوىquot;.

وأضاف الكركوشي quot;حين وصولنا لقينا الترحيب والحفاوة والاستقبال الطيب من قبل شيوخ محافظة الأنبار وعلى رأسهم الشيخ حميد تركي الشوكة أحد مشايخ محافظة الأنبار وتوجهنا إلى ساحة التظاهرات للقاء المتظاهرين وسماع مطالبهم عن قرب، لكننا فوجئنا بوجود عدد من الأشخاص المندسين والمغرضين ومدفوعي الثمن من الخارج، بحسب اعتقادنا، بين المتظاهرين، قاموا برمينا بقناني الماء والحجارة والتهجم والشتم على الحكومة وعلى شخص رئيس الوزراءquot;.

ومن جهته، قال المتحدث باسم متظاهري الأنبار الشيخ سعيد اللافي إن quot;مندسين تابعين إلى جهات رسمية يحاولون تشويه صورة التظاهرات وتشويه طابعها السلمي قاموا بتصرفات مرفوضة مع أفراد الوفد العشائري لكنه تم التعامل معهم بسرعةquot;، موضحًاquot;أمسكنا بعض المندسين وعرفنا تفاصيل أنهم يريدون يشوهون التظاهرات وتابعين لجهات رسمية متحصنة وننتظر تفاصيل التحقيق معهم من اجل الإعلان عن الجهة المسؤولةquot;.

وكانت ساحة الاعتصام في الرمادي استقبلت وفدين من شيوخ العشائر قادمين من الجنوب يضمان نحو 70 شخصية عشائرية بشكل منفصل واكد الوفدان وجود ضوء اخضر من رئيس الوزراء نوري المالكي لهما بالتفاوض مع المتظاهرين.

احتجاجات واسعة

وتشهد محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وبغداد وديالى احتجاجات واسعة وصلوات شيعية سنية موحدة تحت شعار quot;لا للحاكم المستبدquot;، فيما اعلن المفتي رجل الدين السني الشيخ عبد الملك السعدي حملة لاحصاء عدد المعتقلين والمعتقلات في سجون البلاد.

واكدت اللجان التنسيقية للاحتجاجات أن تظاهرات اليوم ستكون حاشدة وتهدف الى إيصال رسالة لرئيس الحكومة نوري المالكي تقول بأن مجلس النواب قد حدد رئاسته للحكومة بولايتين وعليه الالتزام بهذا القرار.

وقالت اللجان في بيان quot; ندعو ابناء شعبنا المنتفض للخروج يوم الجمعة 8/2/2012 تحت شعار quot;لا للحاكم المستبدquot; لنعلن رفضنا له ولمن معه ولنعلن أننا لسنا راغبين بدكتاتور جديد يفتك بالبلاد ويشرد العباد ويسرق أقوات الشعب من دون رادعquot;.

ومن جهته، اعلن الشيخ السعدي عن حملة لاحصاء عدد المعتقلين والمعتقلات في السجون العراقية، وقال مكتبه في بيان تسلمته quot;ايلافquot; إنه بهدف quot;إنصاف العراقيين المظلومين من الرجال والنساء، وإحصاء عدد المعتقلين والمعتقلات، ومتابعة شؤونهم، والمطالبة بحقوقهم العادلة، وإنقاذهم من ظلمٍ وتعسُّفٍ وقع عليهم، واتهامات اتُّهموا بها زورًا وبُهتانًا، واعتقالات ومداهمات وتعذيب واغتصاب وسرقات وتهجير وأحكام قضائية جائرة: يدعو مكتب سماحة الشيخ عبدالملك عبدالرحمن السعدي بالتعاون مع نقابة المحامين في محافظة الأنبار ذوي هؤلاء المظلومين كافَّة إلى التوجه إلى النقابة أو غرفة المحامين في الأقضية والنواحي أو اللجنة الخاصة المتواجدة في ساحات الاعتصام لغرض تقديم بياناتهم عن معتقليهم وتعبئة النموذج الخاص بذلك مع إحضار المستمسكات اللازمة وما يثبت تعرضه للتعذيب إن وجد؛ وذلك كي يتم حصر المظالم وإحصاء عدد المعتقلين والمعتقلات، ومتابعتها، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذهquot;.

وناشد جميع المحافظات والمناطق المتظاهرة للتعاون معه لتفعيل هذا المشروع فيها ليتسنى لجميع العراقيين الإدلاء ببيانات مظلوميهم حيث سيبدأ العمل بذلك اعتبارًا من يوم غد السبت. واوضح أن
هذا المشروع quot;شعبي بحت ونشاط مستقل يُشارك فيه كل وطني، وهو لمجرد إحصاء عدد المعتقلين لدى الحكومة والاطلاع على أحوالهم لعرضها على الرأي الدولي العام والمنظمات الدولية والضغط عليهم رجاء تحقيق شيء لصالح المعتقلين إن شاء الله تعالى، ثم التعرف على من أُفرج عنه بعد ذلك حقا وعلى من لم يفرج عنهquot;.

وكان نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بتنفيذ مطالب المحتجين حسين الشهرستاني قد اعلن الاحد الماضي أن عدد الذين تم الإفراج عنهم خلال الأسابيع الماضية تلبية لمطالب المتظاهرين بلغ ثلاثة آلاف معتقل، موضحًا أنه quot;تم نقل جميع النساء المعتقلات إلى محافظاتهنquot;، من دون الإشارة إلى تفاصيل أخرى. وأشار إلى أن quot;هناك 30 ألف معتقل حالياً في السجون العراقية بينهم 17 ألف مدانٍ بقضايا تتعلق بجرائم مدنيةquot;.

وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك منذ 40 يومًا تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.