حذر الزعيم العراقي مقتدى الصدر رئيس الوزراء من ربيع عراقي ينهي الطائفية والفساد، فيما ينتظر أن ينهي مسؤولون عسكريون يمثلون الحكومتين الاتحادية في بغداد والكردستانية في أربيل اليوم إنجاز مسودة إتفاق لانهاء التوتر في المناطق المختلطة المتنازع عليها.


قال الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إن رئيس الوزراء نوري المالكي وحزبه (الدعوة) يسعيان إلى الضغط على الجهات التي ساندته سابقًا في انتخاباته وشحن الأجواء من أجل نسيان الهفوات العظيمة والثغرات الكبيرة التي وقعا فيها وعلى رأسها قوات دجلة وصفقة السلاح الروسية والغاء البطاقة التموينية.. مؤكدًا أنّ هذه الضغوطات لن تثني عن السير قدمًا لكشف الفساد واللعب بمصائر الفقراء وقوت الشعب المظلوم على حد قوله. وأشار إلى أنّ الفساد واللعب بمقدرات الشعب وعلى الوتر الطائفي والعرقي صار جزءًا لا يتجزأ من وجود الحكومة الحالية.

جاء ذلك في بيان للصدر حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه اليوم الاربعاء ردًا على سؤال وجهه اليه عدد من المواطنين اطلقوا على انفسهم quot;مجموعة من ابنائكم وأخوانكم في العراق الجريحquot; حول الازمة السياسية الحالية في البلاد ومحاولات رئاسة الحكومة للتغطية على ملفات الفساد الكبيرة بما فيها ملف فساد صفقة الاسلحة الروسية والغاء او استبدال البطاقة التموينية. وطالبوا الصدر توضيح quot;الواجب الشرعي والاخلاقي والوطني الذي لابد أن نقوم به تجاه هاتين القضيتين اللتين تمسان المواطن العراقي بل وسمعة العراق عمومًا.. وتوجيهه إلى المؤسسات ذات العلاقة كالقضاء والنزاهة ومجلس النواب للقيام بدورهم الوطني حيال ذلكquot;.

وقد رد الصدر على ذلك قائلاً: quot;إعلموا أيها الأخوة الأحبة أن الاخ المالكي وحزبه يسعيان إلى الضغط على بعض الجهات التي ساندته سابقًا في انتخاباته وغيرها بأنواع الضغوط حتى وصل الامر إلى ما يسمى بـ (عمليات دجلة) والتي شحنت الأجواء لا لشيء الا من أجل نسيان الهفوات العظيمة والثغرات الكبيرة التي وقع حزب السلطة فيها وعلى رأسها صفقة السلاح وكذلك الغاء البطاقة التموينية لكن هذه الضغوطات وغيرها لن تثنينا نحن ولا الاخوة الاكراد ولا أي جهة اخرى من السير قدماً لكشف الفساد واللعب بمصائر الفقراء وقوت الشعب المظلومquot;.

وتابع quot;ولذا فإني أطالب القضاء العراقي (العادل) وغير التابع لحزب السلطة ولا سلطة الحزب أن يحاسب المفسدين وان كانوا مقربين من رأس السلطة وأن لا يستثني أحدًا على الاطلاق وكذا اشد على ازر لجنة النزاهة البرلمانية لكشف الفساد والمفسدين فورًا وأقف معهم ضد أي ضغوطات ضدهمquot;.

وأضاف quot;ثم لتعلموا انه يستعمل البعض من هذه الضغوطات الأمنية والعسكرية لأجل بقائه في السلطة وعلى الكرسي الرئاسي في مجلس الوزراء ولا يصل الامر إلى التصويت على سحب الثقة او تحديد الولايات وكذا نسيان ملفات الفساد في الغاء التموين وصفقة السلاح والبنوك العراقية والهفوات المالية وغيرها كثير ممن تعود عليها الشعب يوميا كأمر راتب حتى صار الفساد جزءًا لا يتجزأ من قيام الحكومة فكلا والف كلا للفساد وكلا والف كلا للعب بمقدرات الشعوب وكلا والف كلا للعب على وتر الطائفية والعرقية... وكفى للشعوب نومًا، سيأتي الربيع العراقي ضد الفساد والطائفية وكل المفسدين والإرهابيينquot;.

يذكر أن 14 مسؤولاً عراقيًا سيمثلون قريبًا أمام لجنة النزاهة المالية للتحقيق معهم بدورهم في فساد صفقة الاسلحة الروسية التي بلغت قيمتها 4.6 مليارات دولار والتي قررت الحكومة العراقية اعادة التفاوض بشأنها اثر اكتشاف فساد في عقودها.

بغداد وأربيل... اتفاق لانهاء التوتر

من المنتظر أن ينهي مسؤولون عسكريون يمثلون الحكومتين الاتحادية في بغداد والكردستانية في أربيل اليوم الاربعاء انجاز مسودة اتفاق لانهاء الازمة بين الطرفين لتعرض بعدها على اللجنة الوزارية من الفريقين وتقر في اليوم نفسه.

وقد اتفقت الحكومتان العراقية المركزية والكردستانية امس على بنود لنزع فتيل الأزمة بينهما تقضي بربط القوات الامنية في المحافظات بالسلطات المحلية لها حيث سيصل وزيرا الداخلية والبيشمركة الكرديان إلى بغداد قريبًا للتوقيع على الاتفاق.

وأعلن الأمين العام لقوات البيشمركة رئيس الوفد الكردي الفريق جبار ياور الاتفاق مع وزارة الدفاع العراقية على 14 نقطة لحل الازمة بين بغداد وأربيل من ابرزها وضع الصلاحيات الأمنية في كركوك بيد الشرطة والأمن وتنفيذ آلية سريعة لسحب جميع القوات المتحركة نحو كركوك.

وقال ياور في بيان صحافي إن quot;ابرز نقاط الاتفاق مراجعة تشكيل قيادة عمليات دجلة ووضع الصلاحيات الأمنية في كركوك بيد الشرطة والأمن ووضع آلية سريعة لسحب جميع القوات المتحركة نحو كركوك بعد يوم 16 من الشهر الحالي إلى مواقعها بشكل شفاف وسريع وتحت مراقبة اللجنة العليا من الجانبينquot;.

وأضاف ياور أن quot;الطرفين اتفقا على احترام الاتفاقية ومعاقبة أي ضابط أو أي مسؤول يقوم بخرقها وإبلاغ اللجنة العليا بأي مشكلة قد تحصل في المناطق المتنازع عليها وتعمل اللجنة على احتوائها وتجاوزها ومعاقبة أي شخص يقوم بتمرير معلومات خاطئة إلى الجهات العليا ويسبب بخلق المشاكلquot;.

وأشار ياور إلى أن quot;الاتفاق تضمن كذلك عقد اجتماعات دورية كل شهر من قبل اللجنة المشتركة وأيضا تفعيل عمل لجان المشتركة بين الجيش والبيشمركةquot;.. موضحا أن quot;وفد البيشمركة سيجتمع اليوم الاربعاء لإتمام المباحثات ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية المشتركةquot;.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد محافظة كركوك ومناطق اخرى محيطة بها حالة شديدة من التوتر بين الاكراد والعرب في انعكاس للازمة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد على خلفية تشكيل الاخيرة قوة عسكرية لتتولى الامن في مناطق متنازع عليها.

وقد طالبت اللجنة العليا للمنظمات المهنية والجماهيرية والديموقراطية المدعومة من الاحزاب الكردية الرئيسية في كركوك خلال وقفة احتجاجية امس امام مبنى محافظة كركوك بالغاء قيادة عمليات دجلة. في مقابل ذلك نظمت القوى العربية في المدينة تجمعات اعلنت فيها دعمها للقوة التي شكلتها الحكومة المركزية.

وتصاعدت حدة الأزمة بين بغداد وأربيل إثر اعلان وزارة الدفاع العراقية في الثالث من تموز (يوليو) الماضي عن تشكيل quot;قيادة عمليات دجلةquot;برئاسة قائد عمليات ديإلى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في المحافظات الثلاث حيث لاقى هذا القرار ردود فعل متباينة حيث اعتبره التحالف الكردستاني quot;استهدافاً سياسياً بامتيازquot; للاقليم.

وتشهد العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ازمة حادة بسبب خلافات عدة آخرها تشكيل بغداد quot;قيادة عمليات دجلةquot; لتتولى مسؤوليات امنية في مناطق مختلطة متنازع عليها في خطوة اثارت غضب القادة الاكراد الذين رأوا فيها quot;نوايا واهدافًاquot; ضدهم.

وزادت حدة التوتر بين بغداد وأربيل بعد مواجهات بين قوات الأمن العراقية ومسلحين في قضاء طوزخورماتو الشمالي قامت حكومة الاقليم على إثرها بحشد آلاف المقاتلين من قوات البيشمركة رغم تأكيد قائد عمليات دجلة الفريق عبد الامير الزيدي بأن العملية كانت تهدف لاعتقال احد المشتبه بهم. وما زالت القوات الحكومية تنتشر في مواقعها فيما تواصل القوات الكردية حشد تشكيلاتها في استمرار للتوتر بين الجانبين.