الصدر خلال لقاء مع علاوي

قالت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة آياد علاوي إن مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدرتنم عن شجاعة ووعي كبيرين وعن تحمل للمسؤولية التاريخية تجاه العراق وشعبه وتجاه الشيعة خصوصًا ومنعهم من أن يكونوا حطبًا لنار طموحات زعاماتية أو إرادات خارجية، ووصفتحديثه عندور قائد قوة القدس قاسم سليماني في ترتيب لقائه بالمالكي في طهران بأنه دليل مؤكد على التدخلات الإيرانية في شؤون العراق الداخلية.


قالت حركة الوفاق إحدى مكونات القائمة العراقية بزعامة آياد علاوي في بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot; اليوم الخميس إن الصدر اختط لنفسه وتياره منذ البداية quot;عنوان مقاومة الاحتلال حيث ينتمي الصدر الى عائلة عراقية عربية عريقة، لم يكن جديدًا على عالم السياسة رغم حداثة سنه فهو ابن الشهيد الصدر الثاني الذي دفع حياته ثمنًا في مواجهة الدكتاتورية الصدامية وهو قريب الشهيد الاول من هذه الاسرة الكريمة حيث يمتد تاريخ الاسرة، والذين واكبوا الحياة السياسية للدولة العراقية الحديثة وأثروا فيها، منذ تأسيسها الاول وما قبلquot;.

وأشارت إلى أنّ هذه الاسرة قد تبنت الخطاب الوطني المتجاوز للهوية الطائفية وكانت ممارسات الصدر الوطنية تدعم صحة هذا الخطاب ولإثبات هذا المنهج، وفي ظروف حالكة، تبرّأ الصدر من كثير من عناصر في تياره التي انخرطت في العنف، معلنًا حرمة الدم العراقي، وقد عرض حياته لمخاطر حقيقية من كثير من اتباع الامس وهذا الفهم، جعل القائد الوطني يوظف قيادته لتيار وطني في تحقيق الوحدة الوطنية، لا في تكريس الطائفية السياسية كما فعل آخرون غيره تنفيذًا لاجندات خارجيةquot;. وأضافت أن الصدر كان ولا يزال معتزًا بهويته المذهبية من دون تمييز وبإنتمائه الاكبر للاسلام من دون تسييس وكان مفاخراً بعراقيته من دون تبجح، وبعروبته من دون تطرف.

وأشارت إلى أنّ التأثير الاكبر للصدر تمثل في الخيار الوطني الكبير الذي جسد تحديًا حقيقيًا لمقيدات وضعها البعض، فكان موقفه هو الاصطفاف كما هو شأنه مع القوى الوطنية الرافضة للتفرد والاستئثار مطلقًا رصاصة الرحمة على رأس الطائفية السياسية والجهوية.

وقالت: quot;لقد قرأ الصدر الذي اثبت مهارته السياسية في مناسبات عديدة المشهد هذه المرة ايضًا بعين بصيرة اذ يرى أن المنطقة مُقبِلَة أو على شفى حرب طائفية طاحنة يسقط بها ما لا يعلم عدده إذا بقيت الأمور على هذا التشدّد وعلى هذا الحال وخصوصاً أنَّ العراق مركز مهم لهذه الصـراعات، لِما فيه من فسيفساء جميلة من تشيّع وتسنّن من جهة، وتشدد وانفتاح من جهة أخرى. فيجب أنْ يكون العراق مُنطَلَقاً لتحسين العلاقات الداخلية بين شرائح الشعب، ليكون قدوة للآخرين أنْ يُحسّنوا أوضاعهم في ما بينهمquot;.

وقالت إن الصدر الذي أكد تعرضة لضغوطات إيرانية وداخلية للتراجع عن مواقفه في التغيير يذهب الى التأكيد على اصراره في منع قيام نظام دكتاتوري جديد، متفهمًا لطبيعة وحتمية المتغيّرات التي تعصف بالمنطقة، وهو يعمل على انخراط الشيعة في التعامل الايجابي مع الاطراف الأخرى لتجنب انعكاسات سلبية لتلك المتغيّرات على الشيعة الذين لا يمكن اختزالهم بقيادة المالكي أو غيره ممن ينفذون اجندات حكومية أو ارتضوا الوقوف على التل، كما وصفهم سماحته.

وشددت حركة علاوي في الختام أن مواقف الصدر الداعمة لعلاوي ومسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان واسامة النجيفي رئيس مجلس النواب وقوى التغيير الأخرى تنم عن شجاعة ووعي كبيرين، وعن تحمل للمسؤولية التاريخية تجاه العراق وشعبه وتجاه الشيعة خصوصاً ومنعهم من أن يكونوا حطبًا لنار طموحات زعاماتية او ارادات خارجية.

ما كشف عنه الصدر يؤكد التدخلات الإيرانية في شؤون العراق

ومن جهته، وصفتْ القائمة العراقية مذكرات الصدر عن اجتماعات اربيل بأنها دلائل وبراهين على التدخلات الإيرانية في العراق، مؤكدة أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني له القدرة على تغيير العديد من القرارات في العملية السياسية في العراق.

وقالت النائبة عن العراقية لقاء وردي إن تدخلات إيران في العراق على جميع الاصعدة بما فيها الامني والسياسي والاقتصادي. وأشارت إلى أنّ مذكرات الصدر حول سليماني براهين كشفتها القائمة العراقية سابقًا عن استمرار تدخل طهران بالعملية السياسية وانتهاك السيادة العراقية. وأوضحت أن تدخلات إيران في العراق هي تحصيل حاصل لارتباط احزاب تقود العملية السياسية بإيران، مؤكدة أن إيران ستبقى على تدخلاتها ما لم تتحرك الكتل السياسية في العراق.

وحول ما جاء في مذكرات الصدر بشأن قبول طالباني بمشروع سحب الثقة ثم معارضته بعد ذلك، قالت وردي إن رئيس الجمهورية تعرض لضغوطات إيرانية مثل التي تعرض لها الصدر ما دفعه لتغيير رأيه من مشروع سحب الثقة من المالكي. وأضافت في تصريح لصحيفة quot;المستقبلquot; اليوم الخميس أن قرارات الحكومة والعملية السياسية تدار من إيران وبالاخص قاسم سليماني وباستطاعته تغيير أي قرار لا يصب في مصلحة طهران.

وكان الصدر كشف الاحد الماضي في ما اسماه quot;مذكراتي فيما يخص زيارة أربيل وتداعياتهاquot; اسرارًا كثيرة عن مسببات الازمة السياسية التي تشغل العراقيين منذ ثمانية اشهر وتداعياتها ومواقف القادة السياسيين منها ودورهم في مجرياتها، متحدثًا عن دور قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في ترتيب لقائه بالمالكي في طهران ومواقف الرئيس طالباني المتقلبة من سحب الثقة من الحكومة ويقدم تفاصيل عما دار في اجتماعات اربيل بين تياره والتحالف الكردستاني والكتلة العراقية.

وأقر الصدر في مذكراته بأن مشاركته في مشروع سحب الثقة عن المالكي قد افقدته بعض شعبيته نافيًا أن يكون هو من شق عصا الطاعة عن الشيعة متهمًا المالكي بذلك ومنتقدًا موقف الجعفري والحكيم من الازمة السياسية ومشددًا على أن ممارسات المالكي ليست شيعية بقدر ما هي فردية تنزع الى الدكتاتورية.

وأشار إلى أنّ زيارته الى اربيل اواخر نيسان (ابريل) الماضي quot;قد أحدثت (زلزالاً) سياسياً قد يكون بنظر البعض إنتحاراً وخراباً... فإنّه انتحارٌ بصفته صفقة سياسية فاشلة تؤدّي بفاعلها إلى وادي الفشل والإنحسار. ويضيف الصدر شارحًا عن لقائه بالمالكي برعاية سليماني قائلا quot;في نهاية المطاف أو اللقاء أخبرتُ المالكي بأنني سأذهب إلى (اربيل) أو كردستان, فهل من حاجة أُبلغها لهم لتقريب وجهات النظر, فما كان جوابه إلا مصحوباً بتأييد (قاسم سليماني): بأنْ لا تذهب, فذهابك فيه مُخاطَرَة أمنية وإضعاف شعبي، وقد وصفوا الأكراد بوصف لا أريد ذكره هنا.. فأبيتُ ذلك, وقلتُ إنّها زيارة طبيعية ولا ضرر فيها أبداً.