أنصار التيار الصدري يتظاهرون في العراق دعماً لشيعة البحرين

تظاهر في مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم الآلاف من أتباع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، القادمين من مختلف محافظات البلاد، وسط اجراءات أمنية مشددة، ضد الفساد والبطالة وتردي الخدمات، مطالبين الحكومة بتحقيق الديمقراطية، وذلك تحت شعار quot;يوم المظلومquot;، في حين دعا الصدر الحكومة إلىالقضاء علىما أسماه الثالوث المشؤوم: quot;الدكتاتورية والفساد والبطالةquot;.


لندن:تجمع الآلاف من أنصار الزعيم العراقي مقتدى الصدر من محافظات عدة في مدينة البصرة (550 كم جنوب العراق) في تظاهرة دعا لها الصدر تحت شعار quot;يوم المظلومquot;، رافعين الأعلام العراقية والبحرينية وصور الصدر ولافتات تدعو الحكومة الى مبادرات جدية توفر الخدمات،المتردية، خاصة في مجال الكهرباء، والعمل على القضاء على الفساد المالي والاداري الذي يضرب أجهزة الدولة وتوفير فرص عمل للشباب تنقذهم من البطالة. ورفع المتظاهرون نعشين لُفّا بالسواد كتب على الاول quot;الديمقراطيةquot; والثاني quot;الكهرباءquot;، في اشارة الى فقدان البلاد لهما.

وتحدث خلال التظاهرة، التي تجمعت وسط البصرة التي أُعلن فيها حظر للتجوال وعطلة رسمية اليوم، وسط اجراءات أمنية مشددة، عدد من قياديي التيار الصدري وممثليه في المحافظات، مؤكدين أن الظلم الذي يعيشه العراقيون ما زال مستمراً منذ عهد النظام السابق، مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية لحياة المواطنين والقضاء على الفساد. ووجه الصدر كلمة الى المتظاهرين قرأها نيابة عنه الشيخ اسعد الناصري، طالب خلالها بالوقوف بوجه الظلم والعمل على القضاء على البطالة والفساد. ووصف الصدر quot;الدكتاتورية والفساد والبطالةquot; بالثالوث المشؤوم في العراق، وأشار الى أن هناك ثالوثين أحدهما عام والآخر خاص، الأول: أميركا وبريطانيا واسرائيل، والذي ينطلق منه الشر على جميع دول العالم، والآخر الخاص، الذي يعاني منه العراق اليوم هو الدكتاتورية والفساد والبطالة. ودعا المواطنين الى تقديم مطاليبهم في هذا المجال واعداً بالعمل على ايصالها الى الحكومة. ودعا الى وحدة الكلمة من أجل تحقيق هزيمة قوى الشر والظلام ليس في العراق وحده وإنما في العالم أجمع.

وكان الصدر اعتبر الأسبوع الماضي أن الحكومة العراقية quot;لاهية في تحصيل الكراسيquot;، واصفاً quot;دكتاتور الحكومةquot;، في اشارة الى أن رئيسها نوري المالكي، يسعى إلى أن تكون كل المنجزات له، موضحاً أن quot;التسقيطquot; متفشٍ بين المسؤولين في الحكومة. وأضاف أن quot;الدكتاتورquot; إذا لم يقدر على التسقيط فإنه يعمل على quot;إلغاء منجزات الآخرينquot; التي تعود بالنفع على المواطن.

وكان الصدر قد أكد في بيان سابق على أن تكون التظاهرة سلمية عامة لا صدرية وأن تكون مطاليبها عامة، لا فئوية وأن لا تكون لمذهب معين أو دين بحد ذاته، وأن تكون سنوية سواء أكان حياً أو ميتاً.

وقال عضو كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري عدي عواد إن التظاهرة لها مضامين عامة من بينها نصرة الشعب العراقي، الذي تعرض للظلم سابقاً، وحالياً ضد الظالم ومحاربة الفساد المستشري في دوائر الدولة، متهماً ما أسماه بمافيات وكتل تحاول توفير الحماية للفساد.
وكان مجلس النواب العراقي صوت في 23 من الشهر الماضي على مقترح مقتدى الصدر بتخصيص 25% من إيرادات النفط الى المواطنين .

وكان الصدر دعا في السادس من كانون الثاني (يناير) الماضي إلى احتفالات مليونية في التاسع من الشهر المقبل بـquot;الانتصار الجزئي للمقاومة الشريفةquot;، بعد إنهاء القوات الأميركية انسحابها الكامل منالعراق، مشيراً إلى أنه يجد من الأفضل أن يجعلها احتفالاً موحداً في التاسع من نيسان (ابريل) لكي يكون مليونياً موحداً آخر تحت عنوان quot;العهد والولاء للحوزة والإمامquot;.

يذكر أن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم يقود حالياً حملة وطنية لجعلمحافظة البصرة عاصمة العراق الإقتصادية ودعا كتلة المواطن البرلمانية التي تمثل المجلس الى العمل لتشريع قانون بهذا الخصوص وتقديمه الى مجلس النواب. وقال إن البصرة تمتلك عمقاً استراتيجياً وتنموياً مذكراً بمكانتها الاقتصادية على اعتبارها ايضاً المنفذ المائي الوحيد للعراق وهي تحتويعلى نسبة80% من المخزون النفطي العراقي، ومخزون غازي كبير وتوفر نسبة 70% من الموازنة العامة للبلاد، كما تحتوي على نسبة سكانية عالية تزيد على ثلاثة ملايين نسمة وحدود ادارية مع ثلاث دول مجاورة هي ايران والمملكة العربية السعودية والكويت وحدود داخلية مع محافظات ذي قار وميسان والمثنى. وشدد على أن كل هذه المعطيات والامتيازات تؤهل البصرة لأن تكون عاصمة العراق الاقتصادية.