بيروت: رفضت الحكومة العراقية طلب الولايات المتحدة بوقف رحلات الشحن الإيرانية إلى سوريا، على الرغم من معرفتها بمعلومات استخبارية موثوقة تشير إلى أن الطائرات تنقل ما يصل الى 30 طناً من الأسلحة، وفقا لمسؤول أميركي.

وقدمت الولايات المتحدة عدة طلبات في الأشهر الأخيرة للحكومة العراقية، بما في ذلك مباشرة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي، إما لوقف الرحلات الجوية أو السماح بتفتيش الطائرات، امتثالاً للقانون الدولي.
وقد رفض العراق، قائلاً ان الطائرات تحمل مساعدات انسانية فقط.

وتم الإبلاغ عن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا في الوقت اذي تدخل فيه الثورة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد عامها الثاني،وكذلك في ظل الازدراء الإيراني للعقوبات الدولية على خلفية البرنامج النووي السري.

وأشارت صحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; إلى أن العراق يشعر بالقلق من العنف الطائفي والاضطرابات السياسية التي تستمر في أعقاب انسحاب القوات الاميركية في ديسمبر/ كانون الاول.

ونقلت عن مسؤول أميركي قوله انه تم الحصول على معلومات استخبارية حول رحلات الشحن الإيرانية من خلال اعتراض الاتصالات ومراقبة الحركة الجوية. وقد أدرجت كشوف البضائع أن الطائرات تحمل quot;المعدات الزراعيةquot; و quot;الزهورquot;.

وتحدث مسؤول رفيع المستوى في البيت الابيض مؤخراً بشكل مباشر مع المالكي حول هذه القضية.

واتُّهم المالكي مؤخراً بإمالة حكومته تجاه جارتها الأكثر قوة، أي إيران التي تخضع لسلطة دينية شيعية. وأصدر رئيس الوزراء العراقي مذكرة اعتقال، في اليوم التالي لمغادرة القوات الاميركية، بحق أعلى مسؤول سني في البلاد، وهو نائب الرئيس طارق الهاشمي، متهما إياه بجرائم ذات الصلة بالإرهاب.

واعتبرت الصحيفة ان موقع العراق بين إيران وسوريا جعل منه طريق عبور مثالي بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط. لكن السماح بمرور شحنات الأسلحة إلى سوريا يعني ان العراق ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1929 و 1747، التي تحظر تصدير الأسلحة من إيران.

وقال متحدث باسم السفارة العراقية في واشنطن انه لا يستطيع تقديم تعليق فوري وانه يتوقع الحصول على رد من حكومته في الايام المقبلة.

وفي سوريا، قتل أكثر من 8000 شخص في الحملة الدموية التي شنها الأسد ضد المعارضة، وفقا لتقديرات الامم المتحدة. وتستمر الاشتباكات بين القوات السورية والثوار بقيادة المنشقين من الجيش، على نحو متزايد في شوارع المدينة، مما يهدد يتحول الثورة إلى حرب أهلية.

وخلال شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، اعترف قائد القيادة المركزية الاميركية، التي تراقب وتجري عمليات في منطقة الشرق الأوسط، ان إيران ترسل اسلحة الى سوريا.

وقال الجنرال جيمس ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ quot;فيما يتعلق بإيران، انهم يعملون بجد لإبقاء الأسد في السلطة. لقد أرسلوا الخبراء، ويرسلون الأسلحة. انه جهد كامل من قبل إيران للحفاظ على الأسد وقمع شعبه quot;. واضاف quot;انهم يقدمون هذا النوع من الأسلحة التي يتم استخدامها في الوقت الحالي لقمع المعارضةquot;.

ومع ذلك، رفضت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الدعوة لتسليح المعارضة السورية، معتبرة أن مثل هذا الاجراء سيؤدي الى تفاقم الموقف فقط. كما عبرت فرسنا عن موقف مشابه عندما رفضت الدعوة لتسليح المعارضة السورية.

لكن العديد من المسؤولين الأميركيين يستمرون بمراجعة الخيارات الدبلوماسية والعسكرية لوقف العنف في سوريا. وقال الرئيس أوباما في 24 شباط/فبراير:quot;سوف نقوم بمواصلة الضغط حتى، ونبحث عن كل وسيلة متاحة لمنع ذبح الأبرياء في سورياquot;.

ونما النفوذ الإيراني في العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003 الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، عندما قدمت طهران المساعدات المالية وغيرها إلى بغداد. وتعتبر إيران الحليف الأقرب والأقدم لسوريا في المنطقة. فخلال الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات، وقفت سوريا مع إيران. وتدعم كل من سوريا وإيران حزب الله في لبنان.

وعلى الرغم من وجود بعض القوات العسكرية الأميركية في العراق، خرجت معظم القوات الاميركية في المنطقة بمعظمها في العام الماضي، عندما فشلت المفاوضات بشأن حصانة القوات الأميركية.