الحدود العراقية السورية

أكد العراق اليوم حرصه على تجفيف منابع السلاح إلى سوريا معلنًا عن وضعه آلية لتفتيش أي شحنات تمر فيأراضيه وسمائه لمعرفة ما اذا كانت تحمل سلاحًا أو سلعًا إنسانية... فيما دعا معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني القادة العرب إلى تبني مطالب الشعوب العربية في نيل حقوقها السياسيّة والإجتماعيّة وتطلعها إلى التداول السلمي للسلطة واختيار أنظمتها.


أكد رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي أن العراق ماضٍ بتطبيق سياسته القائمة على تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة وخاصة بالنسبة إلى الحالة السورية. وشدد في تصريح صحافي تسلمته quot;ايلافquot; من مكتبه الاعلامي اليوم على quot;ان العراق لا يسمح لان تكون ارضه او سماؤه ممرا للسلاح باي اتجاه ومن اي مصدر كانتquot;.

وأضاف quot;ان العراق وضع آلية للتفتيش والتحقق من كون الشحنات المارة في أرضه وسمائه تحمل بضائع وسلعًا إنسانية وليس سلاحا وذلك للتأكد من تنفيذ سياسته الرافضة للتسليح والدفع باتجاه ايجاد حل سياسي للوضع في سوريا يسهم في الحفاظ على مصالح وأهداف الشعب السوري ويجنبه المزيد من إراقة الدماءquot;.

ويبدو أن تصريح المالكي هذا، جاء في أعقاب تقارير أشارت اليوم إلى أنّ شحنة ثانية من المساعدات الطبية الى سوريا سلمت الى الهلال الاحمر السوري كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا موضحة ان هذه الشحنة الثانية وزنها 15 طنا وتشمل أدوية وخيما واغطية ومعدات طبية. وكانت شحنة اولى وصلت صباح امس الخميس بالطائرة الى مطار دمشق.

واكد السفير الايراني في دمشق محمود رضا رؤوف شيباني ان شحنات اخرى من المساعدات الطبية سترسل الى سوريا quot;في اطار دعم طهران لهذا البلد الصديقquot; الذي يواجه quot;افعالا إرهابية تستهدف الشعب السوريquot;. وايران التي تدعم نظام الرئيس بشار الاسد تندد بانتظام بما تسميه quot;تدخلاتquot; دول غربية وعربية في سوريا التي يقمع نظامها بقوة منذ عام ثورة شعبية مستمرة. والسبت الماضي قالت الحكومة العراقية إنها شددت الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع سوريا لمنع تهريب السلاح بعد تقارير عن عبور مقاتلين وأسلحة إليها.

وجاء ذلك إثر ترؤس المالكي اجتماعًا لخلية الأزمة في الحكومة بحث quot;أمن الحدود وكيفية العمل على سدّ جميع الثغرات التي يتسلل منها الإرهابيون وبعض العصابات الإجرامية.quot; وأكد المالكي خلال الاجتماع أن quot;المعلومات الأمنية يجب أن تأخذ على محمل الجد مهما كانت ضعيفة لأن الموضوع الأمني أمر احترازي.quot; وأشار الى اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز السيطرة على الحدود مع سوريا التي تشهد أحداثا واضطرابات تنشط معها عمليات التسلل والتهريب بكل أنواعها، خصوصا الأسلحة.quot;

الشيخ الكربلائي ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء اليوم

كما قررت بغداد تشكيل لجنة لمراقبة الحدود مع سوريا وإجراء quot;تقييم شامل لها وتقديم رؤية بالإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع أي حركة على هذه الحدود، لاسيما في مجال تهريب السلاح،quot; وفقا للبيان. وتخشى الحكومة العراقية من امتداد الاضطراب الذي تشهده سوريا منذ نحو عام عبر الحدود غير المحكمة وطولها نحو 600 كيلومتر لتهز التوازن الطائفي الهش في العراق.

ويوم الاثنين الماضي، أكد المالكي خلال مباحثات هاتفية مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن رفضهما تسليح أطراف النزاع في سوريا. وشدد المالكي على معارضته العنف واستخدام القوة كأسلوب لحل الأزمة القائمة وجدد في هذا الإطار رفضه لمحاولات إدخال الأسلحة الى سوريا من أي طرف كان.

وأشار إلى أنّ تشديد الإجراءات العراقية ووضع الحدود المشتركة مع سوريا تحت المراقبة المشددة إنما يأتي quot;انسجاما مع سياسة العراق الرامية إلى تجفيف العنف وحقن دماء السوريين والتمهيد لإيجاد حل سلميquot; كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot;. ومن جانبه اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن موقف بلاده الرافض لتسليح جميع الاطراف في سوريا.

السيستاني يدعو القمة لدعم الشعوب العربية باختيار أنظمتها

إلى ذلك، رحّب بانعقاد القمة العربية في بغداد فقد دعا معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني القادة العرب الى تبني مطالب الشعوب العربية في نيل حقوقها السياسية والاجتماعية وتطلعها إلى التداول السلمي للسلطة واختيار أنظمتها.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم ان قادة وزعماء الدول العربية المشاركين في اعمال القمة العربية الثالثة والعشرين التي ستعقد في بغداد في ال29 من الشهر الحالي، مطالبون بدعم العملية الديمقراطية في العراق والتعامل بموضوعية مع جميع القضايا العربية من دون استثناء. ورحّب باستضافة العراق للقمة قائلا quot;نؤكد ترحيبنا واعتزازنا بأشقائنا العرب ولقاءهم في عاصمتنا بغداد فالعراق بلدهم وشعبه اهلهم واجتماعهم فيه من دواعي سرورناquot;. وطالبهم بدعم العملية الديمقراطية في العراق لتحقيق دعائم الاستقرار والامن والتطور مشيرا إلى أنّ هذا سينعكس ايجابا على الدول العربية.

وشدد على ضرورة توصل القادة العرب الى اتفاق يتبنى النظرة المتزنة والموضوعية تجاه قضايا جميع الشعوب العربية من دون استثناء خاصة تلك التي تسعى إلى نيل حقوقها واعتماد التبادل السلمي في السلطة وإعطاء الحق الكامل للشعوب في اختيار حكوماتها ونيلها تطلعاتها السياسية والاجتماعية من دون تهميش واقصاء لاي مكون من مكوناتها.

وحول ازمة النقص الحاد في الطاقة الكهربائية الذي يعانيه العراق فقد دعا الكربلائي الى تشكيل خلية ازمة تعالج هذه القضية.. وحذر من عدم تنفيذ المسؤولين وعودهم بتحسين مستوى الطاقة الكهربائية وقال ان ذلك سيفقد ثقة الشعب بهم. وأشار إلى أنّه سبق وخرج مسؤولون واعطوا وعودا بتحسين واقع الطاقة الكهربائية بشكل كبير في صيف عام 2012 لكن مع اقتراب هذا الفصل خرج آخرون ليقولوا إن صيف هذا العام ليس افضل من صيف العام الماضي وإن مشكلة الكهرباء ستبقى قائمة.

يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.