يسعى الفلسطينيون، الذين خاب أملهم بسبب إهمال الرئيس الأميركي باراك أوباما لرموزهم خلال زيارته، إلى كسب تعاطفه بتشبيه نضالهم بمكافحة التمييز في الولايات المتحدة والفصل العنصري في جنوب أفريقيا.


رام الله: عبّر النائب المستقل مصطفى البرغوثي عن استيائه quot;لأن أوباما قرر عدم زيارة ضريح الرئيس عرفاتquot; في رام الله. وقال البرغوثي: quot;سواء كان يتفق مع الرئيس عرفات أو لا يتفق معه، كان رمزًا ورئيس الشعب الفلسطينيquot;، معبّرًا عن أسفه لهذه quot;الخطوة السلبية، بينما يزور الرئيس أوباما قبر إسحق رابينquot;، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وقع اتفاقات أوسلو مع عرفات.

يتضمن برنامج زيارة أوباما مواقع أثرية ورمزية في إسرائيل، من المتحف الذي يزوره الخميس إلى ضريحي تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية ورابين، ثم نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم).

زيارة المتحف إشارة سلبية
ورأى البرغوثي في زيارة المتحف quot;إشارة سلبية أخرى في هذه الزيارة، إذ إنه يحوي قطعًا مسروقة من الأراضي الفلسطينية، مثل مخطوطات البحر الميتquot;. لكن إسرائيل تنفي ذلك. وعبّر البرغوثي عن استيائه أيضًا من أن الرئيس الأميركي رفض مقابلة عائلات فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.

وقال وزير الأسرى عيسى قراقع لوكالة فرانس برس إن quot;عائلات عدد من الأسرى طلبت من القنصلية الأميركية تنظيم لقاء مع أوباما، لكنه رفض لأسباب بروتوكولية على ما يبدوquot;.

وكتب المفاوض الفلسطيني نبيل شعث في عمود quot;للأسف لا يستطيع الرئيس أوباما زيارة فلسطين لأكثر من بضع ساعاتquot;، مشيرًا إلى رام الله الخميس وكنيسة المهد في بيت لحم الجمعة.

وأكد شعث أنها quot;كانت ستكون فرصة له للإطلاع على الواقع بعد عشرين عامًا على عملية السلامquot;، مذكرًا بإغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل وضمتها عام 1967.

فصل عنصري
وتابع quot;كان يمكنه أن يرى أيضًا الطرق المنفصلة، التي تشكل واحدًا من أسوأ النماذج الممكنة: الفصل العنصري تحت احتلال حربيquot;، في إشارة إلى الطرق المخصصة للمستوطنين الإسرائيليين.

وقال نبيل شعث إن quot;الفصل العنصري، بما في ذلك في وسائل النقل العام، كان واحدًا من أحلك الفصول في تاريخ الولايات المتحدة، وهذا يحدث اليوم في فلسطينquot;.

وأوضح مصطفى البرغوثي من جهته أنه كان يتمنى لو يرى الرئيس الأميركي quot;التمييز في الحافلات والطرق، الذي لم يكن موجودًا أصلًا في الولايات المتحدة ولا في أي مكان آخر في البشرية، حتى في أسوأ أوقات الأبارتايد في جنوب أفريقياquot;.

quot;أوقف الأبارتايدquot;
وفي تظاهرة للمطالبة بإعادة فتح طريق مغلق أمام الفلسطينيين الأربعاء في الخليل جنوب الضفة الغربية، رفع عشرات الأشخاص أقنعة على شكل أوباما وصور مارتن لوثر كينغ، ورفعوا لافتة كتب عليها quot;أوقف الأبارتايدquot;.

أخيرًا، خصصت وسائل الإعلام الفلسطينية ساعات للأطعمة المقدمة في حفلات الاستقبال الرسمية، التي ستقام على شرف الرئيس الأميركي في إسرائيل، وتتضمن الطحينة والحمص، وهما طبقان من المنطقة، قدما على أنهما من المطبخ الإسرائيلي.

وقال أشرف النجار (30 عامًا)، الذي جاء ليتظاهر في رام الله ضد زيارة الرئيس الأميركي quot;إنهم يقدمون له الحمص، طبقنا الشعبيquot;. وأضاف إن quot;إسرائيل سرقت منا كل شيء حتى مأكولاتناquot;.