ربما تخشى بريطانيا غزواً كبيراً من قبل أثرياء روسيا للعاصمة لندن، واحتمالية أن يؤثر ذلك على الجسم السياسي في البلاد، خاصة أن أثرياء موسكو يأتون لغسل الأموال وتبييض سمعتهم.

أصبحت العاصمة البريطانية لندن ساحة لأغنياء روسيا، مما يفرض مخاطر على الجسم السياسي للبلاد.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه العديد من الدول الوجهة المفضلة للاثرياء ndash; تحديداً الروس ndash; الذي يلجأون إليها لغسل أموالهم وتبييض سمعتهم، مستفيدين من الحياة الهادئة والضرائب المنخفضة، اتضح اليوم أن الأمور ليست سهلة كما يبدو.
وفيما يجري نهب الموارد الطبيعية بلا رحمة في الاتحاد السوفياتي السابق من قبل عدد قليل من الاثرياء الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع رجال السياسة، تحولت بريطانيا إلى منزل ثان للنخبة العالمية الجديدة.
وتحولت لندن إلى ملعب وساحة على حد سواء للأثرياء الروس. لكن في بعض الأحيان تسوء الأمور، تماماً كما حدث باغتيال الكسندر ليتفيننكو في العاصمة والذي كان يعتقد أنه عميل سابق للاستخبارات الروسية.
وأثار اكتشاف جثة الثري الروسي بوريس بيريزوفسكي في دارته في بيركشاير في لندن والتي تخضع لحراسة مشددة، الكثير من الشبهات، فالبعض يظن أنه أقدم على الانتحار أو أن الثروة التي جمعها أكسبته الكثير من الأعداء الذين أضمروا له السوء.
من المعروف أن بيريزوفسكي كان يشتكي بمرارة من المعاملة التي لقيها على يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ما ان وصل إلى السلطة حتى استدعى الأثرياء عارضاً عليهم اتفاق واحد: تستطيعون مواصلة تجارتكم شرط ألا تتدخلوا في السياسة وأن تحترموا المصالح المالية للسيلوفيكي (المؤسسة الأمنية السياسية).
لكن البعض منهم لم يحترم هذا الاتفاق مثل ميخائيل خودوركوفسكي، الذي تحدث علناً عن طموحاته السياسية وصار اليوم حبيس القضبان، وفلاديمير جوسينسكي الذي أرغم على الفرار من البلاد.
بعض المنفيين في روسيا كانوا موالين للكرملين، والبعض الآخر مناهضين له. وانتهى الأمر ببعضهم في إسرائيل أو قبرص، بعيداً عن الولايات المتحدة التي يفضل الأثرياء ألا يقتربوا منها بسبب القوانين الصعبة والأسئلة الكثيرة التي تطرحها السلطات.
بريطانيا أسهل قليلاً من حيث القانون وإنفاذ الضرائب، وتأتي في مرتبة أقل من غيرها من المنافسين الأميركيين والأوروبيين. الوزراء السابقون يتم تمثيلهم في مجلس اللوردات، كما يصطف المحامون لتمثيل الأثرياء باستخدام قوانين التشهير البريطانية المتسامح إلى حد مخيف.
على الرغم من الخلافات العميقة حول الشأن السوري، وصل وزيرا الخاريجة والدفاع الروسيان مؤخراً إلى لندن في زيارة مشتركة. ويجري النقاش في أمور مثل التعاون أو quot;الصداقةquot; بين البلدين على الرغم من عدم وجود نتائج مشجعة إذ استقال عدد من كبار الشخصيات من لجنة quot;أصدقاء روسيا المحافظينquot; التي أنشئت حديثاً عندما اكتشفوا انها ليست سوى فريق من المشجعين للكرملين.
الحكومة البريطانية صريحة في دوافعها، كل ما يهمها هو تحسين التجارة، ولا تريد لبعض الحوادث، مثل عملية القتل الأخيرة أن تقف في طريقها. وحاولت وزارة الخارجية تبرير رفض الحكومة بكشف قضية ليتفينينكو علناً بقولها إن ذلك قد يسبب quot;ضررا خطيراً للأمن القومي و / أو العلاقات الدوليةquot;.